عرض مشاركة واحدة
قديم 02-15-2023, 04:38 PM
المشاركة 645
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: فقه اللغة وسرُّ العربية / الثعالبي
الفصلُ الواحدُ والأربعونَ


مُجْمَلٌ في الزَّوَائِدِ والصِّلَاتِ الّتي هِيَ منْ سُنَنِ العَرَبِ


مِنْها: البَاءُ الزَّائِدةُ كما تقولُ: أخَذْتُ بِزِمامِ النَّاقَةِ، أيْ أخذتُ
زِمامَ النَّاقَةِ. وقال الشَّاعِرُ (سُودُ المَحَاجِرِ لا يَقرَأْنَ بالسُّوَرِ)
أي لا يَقْرَأنَ السُّوَرَ، وكما قال عنترة (شَرِبَتْ بِماء الدُّحْرُضَينِ
فأَصْبَحَتْ) أيْ ماءَ الدُّحْرُضَين، وفي القرآن حكايةً عَنْ هَارونَ
{لا تَأخُذْ بِلِحْيَتي ولا بِرأسي}*. وقالَ عزَّ ذِكرُهُ {ألَمْ يَعْلَم بأنَّ
اللّهَ يَرَى}** فالباءُ زَائِدَةٌ والتّقديرُ: ألمْ يَعلمْ أنَّ اللهَ يَرى،
كمَا قالَ جلَّ ثَنَاؤُهُ {ويَعْلَمونَ أنَّ اللهَ هُوَ الحَقُّ المُبينُ}***.
ومِنْهَا التّاءُ الزّائدةُ في ثم ورُبِّ، ولا تَقُولُ العربُ: رُبَّتَ امرَأةٍ،
وقال الشاعر (وَرُبَّتْمَا شَفَيتُ غَلِيلَ صَدْرِي) وتقولُ: ثُمّْتَ
كانَتْ كَذَا، كما قال عَبْدَةُ بْنُ الطَّيب:

ثُمَّتَ قُمنا إلى جُردٍ مُسَوَّمَةٍ
أَعْرَافُهُنَّ لأيدِينَا مَنادِيلُ


أي ثُمَّ قُمنَا، وتقولُ: لاتَ حينَ كَذَا، وفي القرآن {ولاتَ حينَ
مَنَاصٍ}= أي لَا حينَ والتاءُ زائدةٌ وصِلةٌ. ومنْهَا زيادةُ لا كقوله
عَزَّ وجَلَّ {لَا أُقْسِمُ بِيومِ القِيامَةِ}== أي أُقْسِمُ. وكقول العَجَّاجِ
(في بِئرِ لَا حُورٍ سَرَى وما شَعَرْ) أي بئرِ حُورٍ، قالَ أبُو عُبَيْدَةَ:
لَا مِنْ حُروفِ الزَّوائِدِ كتَتِمَّةِ الكَلَامِ، والمعنى إلْغَاؤُهَا كما قال
عزَّ ذِكرُهُ {غيرِ المَغْضوبِ عَلَيهِمْ ولا الضَّالِّين}=== أيْ والضَّالِّين
وكما قال زُهَيْرٌ:

مُوَرِّثُ المَجْدِ لا يَغتالُ هِمَّتَهُ
عنِ الرِّياسَةِ لا عَجْزٌ ولا سَأَمُ


أي عَجْزٌ وسَأَمٌ، وقال الآخرُ:

ما كان يَرضى رَسولُ اللهِ دِينَهُمُ
والطَّيِّبان أبو بكرٍ ولا عُمَرُ

وقال أبو النَّجْم:

*فما ألُومُ اليَومَ أنْ لا تَسْخَرا*

أي أنْ تَسْخُرو. وفي القُرآنِ {ما مَنَعَكَ أنْ لَا تَسْجُدَ}+ أي ما
مَنَعَكَ أن تَسْجُدَ. ومنها زِيادةُ (مَا) كقَوْلِهِ عزَّ وجلَّ {فَبِمَا
رَحْمَةٍ مِنَ اللّهِ لِنْتَ لَهُمْ}++ أي فَبِرَحْمَةٍ منَ اللهِ، وكقوله
{فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ}+++ أي فَبِنَقْضِهِم ميثاقَهُم، وكقوله عزَّ
وجلَّ {وقَليلٌ ما هُمْ}- أي قَلِيلٌ هُمْ. وكقول الشاعر:

لأمْرٍ مَا تصرَّفَتِ اللَّيالي
لأمْرٍ ما تَصَرَّفَتِ النُّجُومُ


أي لأَمْرٍ تَصَرَّفَتْ. وقد زَادتْ (مَا) في رُبَّ كقول بعض السَّلف:
رُبَّما أَعْلَمُ فأَذَرُ. وفي القرآن {رُبَمَا يَوَدُّ الّذِينَ كَفَروا لو كانوا
مُسْلِمينَ}-- ومنها زيادة (مِنْ) كمَا في قولِهِ تَعَالَى {وما تَسْقُطُ
مِنْ وَرَقَةٍ إلَّا يَعْلَمُها}--- والمَعْنَى ومَا تَسقُطُ وَرَقَةٌ، وكما قالَ
عَزَّ ذِكرُهُ {وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ في السَّمَواتِ}& أي وكَمْ مَلَكٌ، وكما
قالَ جَلَّ اسْمُهُ {وكَمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا}&&. وكما قالَ عزَّ
وجلَّ {قُلْ للمُؤمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصارِهِمْ}&&&. ومِنْها زِيادَةُ
اللَّام كما قالَ عزَّ وجلَّ {للَّذينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبونَ}^ أي رَبّهم
يَرهَبُون. وكما قالَ تَقَدَّسَت أسمَاؤُهُ {إنْ كُنْتُمْ لِلرُّؤيا تَعْبُرُون}^^
أي إنْ كنتُم الرُّؤيَا تَعْبُرُونَ. ومنها زِيادةُ (كانَ) كما قال عزَّ
ذكرُهُ {ومَا عِلْمِيْ بِمَا كانُوا يَعْمَلونَ} أيْ بما يَعْمَلُون. وكما قالَ
الشَّاعِرُ:

*وجِيرانٍ لنا كانوا كِرَامٍ*

ومنها زِيَادَةُ (الاسْمِ) كقولِهِ {باسْمِ اللّهِ مَجْرِاها}^^^، والمُرَادُ
باللّهِ، ولكنَّه لمَّا أشْبَهَ القَسَمَ زِيدَ فِيهِ الاسْمُ. ومنها زِيادَةُ
(الوجْهِ) كقولِهِ عزَّ وجلَّ {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ}× أيْ ويَبْقَى رَبُّكَ.
ومنها زِيادَةُ (مِثْل) كقولِهِ تَعَالَى {وَشَهِدَ شاهِدٌ مِنْ بَني إِسْرائيلَ
على مِثْلِهِ}×× أيْ عَلَيْهِ، وقالَ الشَّاعِرُ:

يا عاذِلي دَعْنِي مِنْ عَذْلِكَا
مِثلِي لا يَقْبَلُ مِنْ مِثْلِكَا


أيْ أنَا لَا أَقْبَلُ مِنْكَ، وقالَ آخرُ:

دَعْنِي مِنَ العُذْرِ في الصَّبُوحِ فَمَا
تُقْبَلُ مِنْ مِثْلِكَ المَعاذيرُ


*"94" من سورة طه.
**"14" من سورة العلق.
***"25" من سورة النور.
="3" من سور ص.
=="1" من سورة القيامة.
==="7" من سورة الفاتحة.
+"12" من سورة الأعراف.
++"159" من سورة آل عمران.
+++"155" من سورة النساء.
-"24" من سورة ص.
--"2" من سورة االحجر.
---"59" من سورة الأنعام.
&"26" من سورة النجم.
&&"4" من سور الأعراف.
&&&"30" من سورة النور.
^"154" من سورة الأعراف.
^^"43" من سورة يوسف.
^^^"41" من سورة هود وتُقرأُ بالإمالة.
×"27" من سورة الرحمن.
××"10" من سورة الأحقاف.