الموضوع: ديك الجن
عرض مشاركة واحدة
قديم 04-24-2021, 06:10 AM
المشاركة 9
محمد أبو الفضل سحبان
من آل منابر ثقافية

اوسمتي
الوسام الذهبي الألفية الثالثة الألفية الثانية وسام الإبداع الألفية الأولى المشرف المميز الكاتب المميز 
مجموع الاوسمة: 7

  • غير موجود
افتراضي رد: ديك الجن
حسب ما قرأت هنا وهناك فإن ديك الجن الحمصي هو أشهر شاعر مجرم!
إنه عطيل العصر العباسي دفعته الغيرة إلى قتل زوجته الجارية النصرانية التي أسلمت وتزوجته وقال في قتلها شعراً ومع ذلك هناك من يبرئ ساحة{ عبد السلام بن رغبان} ديك الجن الحمصي ويراه غير مذنب وأن الجريمة لم تقع!
فما القصة وأين الحقيقة يا ترى دكتورة ياسمين؟
كثير من النقاد الغربيين والعرب مارسوا الشك والتشكيك في الدراسة الأدبية.
وفي تراثنا العربي نقرأ ومضات من الشك في بعض أمهات مصادرنا مثل الأغاني للأصفهاني وطبقات فحول الشعراء لمحمد بن سلام الجمحي.
وكل ملم بأبجدية النقد العربي الحديث دون شك يعرف أن أعظم شكاك في نقدنا الأدبي الحديث هو الدكتور طه حسين،حتى أن لاقى منهجه في الشك المنهجي عداءً مريرا نتيجة المغالاة الشكية التي اعتمدها.
وهناك من يكتب داعيا إلى تبرئة ديك الجن الحمصي من دم زوجته وجاريته (ورد) وأن الجريمة أصلا لم تقع.
تحية طيبة للأخت الفاضلة زينب عبد الله..
مما لا شك فيه ان انتقال الأدب القديم على الألسنة قد أضر بصحته كما عبث به بعض الرواة...إلا أنهم سعوا أحيانا في اقتناص الروايات من أصدق مصادرها وجمع ما تم تناقله من أدب الأقدمين ولكن هذا لم يمنع من أن يدس في الأدب القديم شعر كثير ونثر كثير جاء في أكثره مضطربا يشهد على أصله...وقد اهاب ذلك ببعض المستشرقين كالدكتور" برغليوث " وبعض النقاد العرب ولا سيما الدكتور طه حسين لتمحيص الروايات والتوصل إلى الحقيقة بالشك والبحث...ولكن يؤخذ عليهم انهم توسعوا في الشك واعتمدوه اعتمادا تجاوزوا فيه الحدود التي يصبح فيها الشك طريقا إلى الخطأ كما يقول الدكتور حنا الفاخوري في كتابه تاريخ الأدب العربي ...حيث أنكروا بعض الشعراء بعد ان أنكروا صحة شعرهم. ...ولا تخلو تلك الحجج التي استندوا إليها من بعض الصحة ولكن فيها غلوا كثيرا وتعميما لا يقوم على براهين قوية..كما أن تنبه أدباء العرب الأقدمون إلى ما انتحله الرواة جعلهم يشيرون إليه ويهتمون بإصلاحه وهذا ما جعل كثيرا مما وصلنا من ذلك الأدب على جانب كبير من صحة أصله...
وبالرجوع لحقيقة ديك الجن وقصة قتله لعشيقته ،فرغم تضارب الروايات واختلافها.. فإن قصته مع زوجتِهِ ورد اشتهرت وذاع صيتها، فكُتبت ومُثِّلتْ في مسرحيات وروايات وقصص. وحتى حياته كانت ستكون في حكم التاريخ فارغة لولا رقة الشعر وغرابة الحكاية وروعة العبرة...!!!
شكرا جزيلا على المداخلة القيمة وما حققته من جدل ....
تحياتي الخالصة
أبو الفضل
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة