عرض مشاركة واحدة
قديم 10-06-2021, 01:33 PM
المشاركة 146
ياسَمِين الْحُمود
(الواعية الصغيرة)
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي
الحضور المميز الألفية الثانية الإداري المميز الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى وسام الإدارة التكريم الكاتب المميز 
مجموع الاوسمة: 9

  • غير موجود
افتراضي رد: يوميات ياسَمِين
اليوم الأربعاء 6 أكتوبر 2021


1- في يوم ما وقبل وفاة المرحوم دخلت على مسؤولي في عملي الحكومي ، وكنتُ قد أخفيت ورقة استقالتي خلف ظهري، مجرد دخولي عليه بهذا الشكل ، طلب منّي أن أمزّق الورقة التي أمسكها بحجة أنه من سيستقيل وسيرشحني لرئاسة القسم، وفي هذا اليوم تلقيت رسالة عبر الإيميل بالترقية للرئاسة، حقيقة لم أفرح بما جاء في هذه الرسالة وسط زخم من مسئولياتي الأخرى ورئاستي لشركتين الأولى أن أهتم بهما لأنهما ملك لولديّ، سأرى لاحقًا إن كنت سأوفق بين ثلاثة أماكن أم أستقيل من الوظيفة الحكومية، وأنا على يقين بأنهم لن يقبلوا باستقالتي استقالتي، بل سيهيئون كل السبل سُبُل الراحة الممكنة للاستمرار معهم، أسأل الله التوفيق لي ولكم في وظائفكم .

2- كنت قد طلبت من المدير التنفيذي الجديد " حنان " قبل فترة أن تعلن عن وجود ثلاثة شواغر للعمل في شركتنا ، وسط شروط خاصة ، ومن يستوفي هذه الشروط عليه أن يتقدم للوظيفة، وحرصًا منّي بعدم على عدم التلاعب بين المتقدمين، حرصت أن تمر الأسماء عليّ وأنا من أختار حسب شهادته وخبرته ، لا حسب معرفة المسؤول ووساطته ، حتى لا أَظلم ولا يُظلم من تقدّم للعمل ، في بريد اليوم ، وصل العدد إلى سبعين إسمًا ، والمطلوب ثلاثة موظفين فقط، العملية تحتاج إلى تركيز وتدقيق وتنقيح ، لذاك ستؤجل عملية الاختيار إلى نهاية الأسبوع .

3- الحمدلله على نعمة وجود " حنان" في الشركة، فهي إنسانة خلوقه ،ملتزمة في الدوام ، دؤوبة، مخلصة، دقيقة وحريصة كل الحرص على الترتيب والتنظيم، بمعنى سكرتيرة مدير بكل معنى الكلمة وتعلم بمهامها جيدًا ، لذلك رشحتها فورًا للقيام بعمل المدير التنفيذي بعد إقالة عادل.
مع أن لها قصة طريفة مع المرحوم نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
في يوم ما عاد المرحوم من الشركة وكان متوترًا، لاحظت توتره وسألته عن السبب، أخبرني بأن لديه سكرتيرة في قمة النشاط ولا يريد أن يخسرها للأسباب التي ذكرتها لكم من إخلاص والتزام ووووو إلى آخره.
قلت :
- ما المشكلة إذن؟!
- تتغزل بي كثيرًا.
- ابتسمت وقلت : لا ألومها ، أنت مَن مِن الفتيات تراك ولا تُبهر بك؟
- إلا أنتِ ، والدليل رفضك لي سبع مرات .
- لأنني قلت لنفسي سأتعب معك إذا رضيت بك من عيون الفتيات ، وهذه المرة الأولى التي أخبرك بالسبب ، وبعد إلحاح شديد منك وترددك كثيرًا لطلب يدي وافقت ، أتزوج شخصًا يُحبني أفضل من آخر أحبه من طرف واحد ويتعبني.
- المهم أريدك ياسمين أن تتصرفي معها.
- ما المطلوب منّي بالضبط ،أأتعارك معها، أم أطلب منك فصلها من العمل؟!
- افعلي ما يحلو لكِ ، سأمنحك الضوء الأخضر .
- لا جديد الضوء الأخضر منحته لنفسي قبل أن تمنحني إياه نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
- للعلم لم أدخل شركته الخاصة إلا مرتين ومن فترة طويلة قبل أن تلتحق حنان معه بالشركة، لانشغالي بوظيفتي وبشركة والدي، من فترة سنة تقريبًا توليت زمام الأمور في شركته وساعدته.لذلك قررت الذهاب في اليوم التالي إلى هناك، فحنان لاتعرف شكلي ولم تشاهدني قط ، ربما سمعت باسمي فقط،واتفقت مع المرحوم في حال طلبت السكرتيرة بوجود امرأة ترغب بمقابلته في مقابلته أن يخبرها بأنه مشغول، حتى أتبادل أطراف الحديث معها ، دخلت الشركة ، لن أقول لكم بكامل أناقتي ، لأن أبسط مكان وهو السوبر ماركت أهتم بأناقتي ؛) ألقيت التحية عليها ، وطلبت مقابلة المدير ،
- ما اسمكِ؟!
- لا داعي أريد التحدث مع المدير بأمر هام.
- نظرت إليّ نظرة إعجاب شعرت بأنها ستأكلني بعينيها ، وأيضًا شعرت بترددها في دخولي على المدير ، ولكنها فعلت فهذا من صميم عملها أن تخبره بوجودي، وطبعا كما الاتفاق أخبرها بأنه مشغول وتدعني أنتظره قليلًا
- كانت فرصتها للتحدث معي، أول سؤال سألتني، هل أنتِ مرتبطة؟!
- لم أفهم عزيزتي! ماذا تقصدين، مرتبطة بموعد أم متزوجة!
- بالطبع لا أقصد متزوجة فشكلك لا يوحي بذلك، أقصد هل هناك شخص في حياتك؟!
- ولم السؤال بالتحديد؟!
- لأن أخي يبحث عن زوجة بمواصفاتك.
- اممممم ، أتعرّف باسمك أولًا
- حنان
- أهلا حنان تشرفت بمعرفتك
- نعم مرتبطة بحبيب وصديق وأخ وزوج وأب لولديّ ، وهذا الشخص الذي ارتبطت به مستعد أن يخسر مَن أمامه لأجلي.
- ماشاء الله، الله يهنئكما مع بعضكما.
- حنان أنا لم أخبركِ باسمي حتى لا يعرف" عبدالله " أنني زوجته ، أحببت أن أفاجئه بهذه الزيارة الخاطفة، يبدو أنه سيُأخرني سيؤخرني ، لذلك أخبريه، المدام هي من تنتظركَ، وسط شرودها واختطاف لونها وابتسامتها الصفراء ، كنت أظن أنها لم تسمعني، كررت ، رجاءً أخبريه بسرعة ،و ثم دخلت وأغلقت الباب خلفي
- سألني ، تحدثتي تحدثتِ معها؟! وما الحديث الذي دار بينكما؟!
- لا شيء فقط عرفت جيّدًا من أكون، ولا أتوقع بعد اليوم أنها ستتغزل بكنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
- صدقًا ياسمين ، هكذا فقط تعاملتِ معها، توقعتك تشدّين شعرها ، تهددينها ، ترمين عليها بعض الألفاظ النابية!
- وهل تعتقد هذا أسلوبي في التعامل مع البشر.
- ألا تغارين ؟!
- ومن قال أنني لا أحترق من الداخل ، لكن مصلحة شركتك فوق مصلحتي الشخصية -خاصة وضع عشرة خطوط حمراء تحت كلمة خاصة - بأن ثقتي بك ثقة عمياء ، فلماذا نخسرها وفيها كل مميزات الموظف الناجح؟!
وعندما عاد إلى المنزل أخبرني بأن حنان قالت له : من لديه زوجة مثل ياسمين تخجل أي فتاة أن تتغزل بك به.
واليوم المرحوم يرقد في قبره ،والموظفة حنان تدير شركته كما لو أنه موجود .
لو تهورت في قراري وقتها لكنتُ اليوم خسرت الاثنين معًا.