عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
20

المشاهدات
3633
 
ياسَمِين الْحُمود
(الواعية الصغيرة)
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي
الحضور المميز الألفية الثانية الإداري المميز الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى وسام الإدارة التكريم الكاتب المميز 
مجموع الاوسمة: 9


ياسَمِين الْحُمود will become famous soon enough

    غير موجود

المشاركات
35,006

+التقييم
5.45

تاريخ التسجيل
Oct 2006

الاقامة
قلب أبي

رقم العضوية
2028
03-02-2021, 01:34 AM
المشاركة 1
03-02-2021, 01:34 AM
المشاركة 1
افتراضي أنا والبحر والغروب



مرّ النسيم على روحي يهدهدُها
ذاك المساءَ، فراحتْ ترشفُ الصُّوَرَا

والبحر خابيةُ الألوان مترعةً
قد عُتِّقت في مياهٍ غورها بطِرَا

وامتدّ منها على الآفاق أجرؤُها
نشوانَ ، داخ به رأسٌ وما سَكرا

وملءُ سمعي ضجيجُ البحر، يُضجِرُهُ
رجوعُه عاجزًا، في حربه قُهرا

يشكو خلوداً، وضاقت فيه حَيرتُهُ
يثور .. يرغب في أن يحطِم القدرا

يوشوش الرملَ سرًّا كي يبوحَ له
من حزنه ويناجي الشطَّ والقمرا

ويذرف الدمعَ لا يلقى له أحدا
يكفكفُ الدمع، إمَّا ظل منهمرا

يا غابة الماء، ماذا تحملين، وما
تقول ضوضاؤكِ الثكلى لمن عبرا؟

فأنت أصداء روحي، بتُّ أسمعها
فيرجعُ الصوتُ في أذنيّ منكسِرا

يسافر البحر حرًّا كل ناحيةٍ
حتى إذا هادنتْ أمواجُهُ دُحِرا

وحاطَهُ الشطُّ قيدًا لا فِكاكَ له
مِنْ أَسْرِهِ، قاوَمَ الإذعانَ واصْطبَرَا

يحاصر الصخرُ ماءَ البحرِ يأسرُهُ
فيلتقي الآسرُ المأسورَ مؤتَمَرَا

أدماه قيدٌ، فكان الماءُ جذوتَهُ
حمراءَ، تلهبُ في أعماقه سقرا

فأضرَمتْ نارَها تبدو لنا شُعَلًا
دُخَانُها ولَظاها أشعلَا غُرَرَا

حرائق الأفق مستْ كلَّ جارحةٍ
وأشعلتْ كل لونٍ زادها شررا

حرائق الأفق في قلبي لها صورٌ
رأيت فيها مدى عمري، وقد بُهرا

تناغمتْ خلجاتٌ فيَّ أعرفها
والبحرُ، والأفقُ، كالإلْفَينِ ما اعتَذَرَا

وغيَّبتني همومي عن مدًى رحِبٍ
وشاغبتْ حين طاف الليلُ معتكِرا

يضمني الليل في حبٍّ، وفي ألمٍ
فبتُّ والليلُ في حزن كمن خسِرا

يأسو جراحي بلطف لمَّني نُتَفَا
وراح يقطفُ منها بعضَ ما نُشِرا




ياسمين الحمود
الاثنين. 1/3/2021



التعديل الأخير تم بواسطة ياسَمِين الْحُمود ; 03-02-2021 الساعة 02:05 AM