الموضوع: " تبدل الحال "
عرض مشاركة واحدة
قديم 04-19-2022, 07:44 AM
المشاركة 4
مُهاجر
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • موجود
افتراضي رد: " تبدل الحال "
قال :
كما قيل دوام الحال من المحال

ايضا :
لا من غير المنطقي أو عدم الإنصاف أن الأمس كان أفضل من اليوم
فعندما نقارن أو نوازي أو نوازن شيء مع شيء آخر
علينا أن نأخذ في الحسبان جميع الجوانب
وأن ندرك جميع الايجابيات مع السلبيات أيضا

وأيضا :
لا يمكن القول بأن اليوم أفضل من الأمس
فلكل مزايا وعيوب ... كما هو الحال في طبيعة البشر ....
حيث أن البشر هم الذين يغيرون ويتغيرون ...
أما الزمن هو نفسه بساعات وأوقاته ...

لكن ومع ذلك :
المؤثر الحقيفي ومكن تلك الصفات الحسنة ...
ها إذا إستبعدنا باقي الأمور التي ربما لا يعيها إلا من عايشها ،
أو نقلت له بصورة صحيحة واضحة ...

إن ذلك كله هو الإنصهار في المجمتمع مع التركيز على عدة معطيات ،
وهي الركائز التي تقوم عليها المجتمعات المتكاتفة المتعاونة
ألا وهي الإتفاق على مباديء والقيم التي ترسخ في قلوب وعقول النشيء ،
لكي تمنحه المناعة مما قد يؤثر على سلوكه أو حياته إن تهاون فيها أو ترك بعضها ،

فهناك :
إنسجام وتوافق على أن ما هو عيب أيضا هو مشين للجميع وما هو جيد فيستحسنه الجميع ...
والأهم من ذلك كله ... حب لأخيك ما تحبه لنفسك .... هي قاعدة ... فهل نحب الشر لإخواننا ،

لأنه :
مرده ومآله سيكون وبال على الجميع وليس على الأخ اذا إستبعدناه
ورضينا له ما لا نرضاه لأنفسنا ....

فكان :
من هو أكبر أيا كان ولو تربطك به قرابة فهو أب أو ولي أمر للكل ....
إذا نهى أو أمر بـ شيء فالكل يمتثل ....
كأن يأمرهم بالصلاة وترك اللعب على سبيل المثال ....

أما :
الآن ومع كثر وإختلاف ما متوفر ومتاح ... فهناك فجوة في التربية ...
وإختلال في التفاهم سواء على مستوى الاسرة الواحدة أو المجتمع ....
فكان المجتمع أسرة كبيرة ....

وهي :
بطبيعة الحال غرية إنتماء ... أليس الآن مثلا لو قيل أن شخصا ما من بلدك مثلا نال درجة ،
أو شهادة أو أصبح ذا شأن ... ألا تحس في قرارة نفسك بأن هناك إنتماء بينك وبينه ولو لم تكن هناك صلة قرابة ...
والعكس ربما صحيح في حال أن شخصا أصبح سيء السمعة ألا تتمنى أنك لا تعرفه ...
مع أنه لا يقرب لك وليس بينك وبينه أي تعامل فقط إبن بلدك أو قبيلتك أو مجتمعك أو تشتركان في الجنسية ...

فمتى :
ما فعلنا الإنتماء كان الترابط وكان الحرص على كل ما هو جيد ومفيد ... ومن لا يحب أن يعم الخير ...
ولكن (وما نيل المطالب بالتمني) لا بد من بادرة وتقارب وتـآلف ... أليس جميلا أن نعيد الماضي بطريقة عصرية حديثة ...

ويظل دوام الحال من المحال .

قلت :
لو ارتكزنا وحددنا وخصصنا منطلق ووجه المقارنة ،
لكان تقريب الصورة واضحة المعالم ،
ولو خرجنا بتساوي الصحيح من السقيم !

فكان :
تفكري فيما نقارنه بين تلك القلوب ،
التي تتنفس الفطرة السليمة ،
التي لم تزكم أنفها ما ينهال عليها من متغيرات ،
قد تطال وجه نقاءها ،

وقد :
اشرت بأن في توسيع رقعة البحث في الجوانب العامة ،
نجد أن من " الغُبن" مقارنة اليوم بالأمس من حيث التقدم المادي ،
من سبل المواصلات والاتصالات ،

ولكن :
يمكننا المقارنة ونضع اللوم واصبع النقد في الأمور الإجتماعية
التي في أصلها البقاء على سجيتها وطبيعتها ،
لا أن تندثر تحت أقدام التمدن والتحضر !
بحجة هذا لا يصلح مع هذا التدافع نحو التغريب الفكري والروحي ،
فالبعض ليست لديه الوسطية أو الجمع بين الحسننين ،

أن :
نجعل من تلكم المعاني السامية من تلاحم وتعاون ،
ومن تمني الخير للآخر ، وأن نجعل من نعمة التكنلوجيا
داعمة ومقوية لأمشاج التمازج ومقربة لكل قاص ،
وجامعة لكل شتات ،

لا أن تكون معول هدم ،
ووبال على كل قاص ودان
!

ذاك :
الزمن هو امتداد لهذا الزمن ،
والبشر من قبلهم قد جاء التغير والتغيير ،
ولذلك كان موطن البحث وتلك الحلقة المفقودة
التي طمرها ذاك الأنبهار بما يأتينا من الغرب !

للأسف الشديد /
بذلك الخبال جعلنا من النعمة نقمة !
ومن المنحة محنة !

وما :
تفضلت به استاذي الكريم في تركيزك على ضرورة التشبث بالمبادئ ،
والعض عليها بالنواجذ ، هو سر البقاء على مكارم الأخلاق ،
لتكون غير قابلة للتفاوض والمساومة ، لكونها هوية لا يعرف من دونها
عن الحمض النووي لنا ، على أننا من ابناء تلك الأمة
التي قادت الأمم عندما تشبثت بقيمها
واعتزت بموروثها .

ولنا :
البحث عن حال تلكم الأمم التي تنكبت عن العادات والتقاليد ،
لتجد ذاك الهجين من العادات والتقاليد التي تلفظها فطرة الإنسان السوي ،
ولا تتصل بأي عرف ولا مذهب !


" كان المجتمع سابقا يتحسس ويبحث عن أفراده ،
ليفرح بفرحهم ويتألم لألمهم ، كالجسد الواحد
" .


تلكم :
الفجوة لم يصنعها ويوجدها غير أفراد البيت الواحد والمجتمع الواحد ،
حيث الجميع على قدم المساواة .

والمثال :
الذي سقتها لنا سيدي الكريم في أمر الإنتماء :
نجد أن الإنسلاخ والإنفلات من ربقة الوطن الواحد
هي من افرازات الذوبان في كيان وذوات الغرباء ،
ليكون الوطن موطن الوحشة والضياع .


" فما نحتاج إليه هو ذاك التثقيف ، وإبداء الرأي ،
والدعوة على إعادة صياغة الواقع ،
لتكون اللحمة هي الشغل الشاغل لكل فرد
يستظل بسماء هذا المجتمع ،
ويفترش أرضه
" .