عرض مشاركة واحدة
قديم 09-29-2012, 12:42 AM
المشاركة 55
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
س10 – ما هي ابرز السمات والصفات التي تتصف بها نريمان الشريف؟ هل تعتقدين أن لديك شخصية قيادية؟ هل تمتلكين كرزما؟ وهل تعتبرين شخصيتك مؤثرة؟

سلام عليكم من جديد ..
لما وصلت عند هذا السؤال .. أدركت أنني كنت متعجلة في سرد الأحداث الماضية كلها .. فلا زال في جعبتي الكثير ..
وسبب التعجل هو رغبتي في أن أحدثكم عن نفسي .. وربما سلسلة هذه الأسئلة ضمن السؤال رقم ( 10) هي من أهم ما يمكنني أن أحدثكم عنه .. لأن السمات والصفات الشخصية كانت نتاجاً طبيعياً لما مرّ بي
وهنا .. سأتحدث عن نفسي بمنتهى الشفافية والتلقائية وأعدكم بصدق عميق ..
عن سماتي وشخصيتي ..
أقول : أنا أجمع كل المتناقضات في الدنيا ..
فأنا عصبية جداً وهادئة جداً .. قاسية جداً وحنونة جداً .. كريمة جداً وبخيلة جداً ...ووو
وهنا لا بد من سؤال يطرح نفسه .. وكيف
سأعطيكم أمثلة من حياتي العملية تشهد علي بأنني أتمتع بهذه الصفات
في المدرسة وأثناء عملي بإحدى المدارس الثانوية .. لم يكن بالمدرسة مرشدة اجتماعية .. وبعد ثلاث سنوات من عملي بالمدرسة .. عينت مرشدة .. وأول شيء قامت به المرشدة أن عملت تجربة كتابية لطالبات المدرسة .. تتضمن عدة أسئلة ..
- من هي أكثر معلمة تحبينها ؟
- من هي أكثر معلمة تخافين منها ؟
- من هي أكثر معلمة أثرت في شخصيتك ؟
- من هي أكثر معلمة تحترمينها ؟
فكانت إجابات 70 بالمئة من طالبات المدرسة على هذه الأسئلة ( ناريمان الشريف )
هنا فوجئت المرشدة بهذه الاجابات ودفعها فضولها لأن تسأل ( لماذا ) وكيف
كيف تجمع الطالبة في نفسها ( حباً وخوفاً ) لنفس المعلمة في ذات الوقت .. ولم يتوقف فضولها عند هذه الحد .. بل زادت رغبتها في التعرف علي وإلقاء السؤال لسماع الاجابة ..
فقلت ..
أنا قاسية مع الطالبات عند وقوع الخطأ .. فأتعامل مع الطالبات كأنني أم .. والأم حتى لو قست على أبنائها تبقى حنونة والرحمة تسكنها .. ولا مانع لدي أن أطلب السماح من أي طالبة شعرت بأنني أخطأت في حقها بأن أعتذر لها أمام الطابور وأقبل يديها لتسامحني .. والله على ما أقول شهيد
هنا أعطي للطالبات درساً عملياً في التسامح والحب للآخرين من غير سقوط ولا إهانة .. فسقوط الجوهر على الأرض لا يحط من قيمته ..
أما تأثيري على شخصيات بناتي الطالباتي .. فيأتي من مشاركتهن أحزانهن وأوجاعهن .. وكم من الحصص نحيّت فيها ( الرياضيات ) جانباً واشتغلت على التربية .. فالتربية أهم من التعليم .. حتى أجعل من الطالبة تحب الحصة فتدرس المادة عن رغبة .. وبذات الوقت .. لا أحب أن أبدأ حصتي إلا بعد أن أجفف دمع تلك .. وأربت على كتف تلك .. وأعالج مشاعر أخرى .. ومن هنا فأنا مع إزالة كل الحواجز الصلبة بين المعلمة والطالبة على ألا يتجاوز حدود الاحترام ..
من هذه الأسباب والتي لم تأت إلا بعد خبرات طويلة في التعامل مع الطالبات في الأردن وليبيا والعراق والسعودية من شتى الجنسيات .. وأخيراً مع بنات بلدي الفلسطينيات ..

ومن هنا .. أتمتع وبحمد الله تعالى بشخصية غريبة قيادية وعملية ديناميكية .. أشارك بناتي بتنظيف الصف والملعب .. ولا يؤثر ذلك على احترامهن لي أو قد يخدش هذا شخصيتي .. .. في الرحلات المدرسية أكون في المقدمة .. أشرح لهن عن المناطق التي نزورها .. وبحكم عملي في الاعلام هذا ساعدني أكثر .. في الإذاعة المدرسية .. أكون أول من يقدم نشرة الأخبار اليومية الموجزة وقت الطابور الصباحي .. وفي التحدث بشكل ارتجالي عن المناسبات والذكريات والمذابح التي اقترفها الاحتلال بحق شعبنا الفلسطيني وما زال ..
وكلي فخر .. أني أصنع من طالبات شخصيات تشبهني ..
واثقات الخطوات محبات للخير وللوطن .. يقمن بأعمال تطوعية من غير رغبة في الشكر ولا من أحد ..

ومن سماتي الشخصية أيضاً ..
التضحية .. فكم أوثر الآخرين على نفسي .. وأعلم أن هذا الذي أقوم بعمله له أجر من الله تعالى علماً بأنني وقعت بكثير من المشكلات التي كان سببها تلك التضحية من أجل الآخرين .. وبحمد الله لم أندم إلا في بعض الحالات النادرة جداً وكم لمت نفسي .. وتذكرت عندها القول :
إذا أنت أكرمت الكريم ملكته ... وإذا أنت أكرمت اللئيم تمرّدا ..
مع أنني دوماً كنت من المعارضين وبشدة للحكمة المتداولة ( اتق شر من أحسنت إليه )
وكنت أقول .. لا أوافق تداول هذه الحكمة أبداً فالعمل مع الله وأنا مع قول الشاعر :
اصنع جميلاً ولو في غير موضعه *** فلا يضيع جميل أينما وُضعا
إن الجمــــيل ولو طال الزمان به *** فليس يحصـده إلا الذي زَرعا
لكن ما يحدث أحياناً .. أن راودني الندم وقد يكون هذا صحياً بحكم أنني أنتمي لبني البشر ..
حيث قد يخذلك البعض .. فيراودك الندم وهذا ما كان يحدث ..



يتبع .. أرجو ألا تملوا الحديث أشعر أنني أطلت وأطلت ..


تحية ... ناريمان