عرض مشاركة واحدة
قديم 09-12-2010, 12:46 PM
المشاركة 51
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
المشهدالحادي والعشرون
( القبر)



في هذا المشهد نستعرض قوله تعالى:
( قتل الانسان ما أكفره .. من أي شيء خلقه من نطفة خلقه فقدره
ثم السبيل يسره ثم أماته فأقبره ثم اذا شاء أنشره )

= وروي أنه بعد خروج الروح من الجسد ووضع الميت في قبره
يخرج الله اليه منكراً ونكيراً وهما ملكا القبر أسودان ازرقان يبحثان القبور بأنيابهما
ويطآن في أشعارهما
كلآمهما مثل الرعد القاصف وأبصارهما مثل البرق الخاطف
وأنفاسهما مثل لهب النار
وألوانهما مثل الليل المظلم فيقولان :
من ربك ؟ - وما دينك ؟ - ومن نبيك ؟
فيقول : الله ربي وديني الاسلام ونبيي محمد عليه الصلاة والسلام –
وأنا أشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له – وأن محمدا عبده ورسوله
فيقولان له : قد علمنا أنك ستكون مؤمنا فيفتحان له بابا الى النار
فينظر ما أعد الله فيها لأهل المعصية من النقمة والعذاب
فيرفعان ذلك الباب دونه
ثم يقولان له (اذا كان مؤمنا ) :
لا تخف يا ولي الله من هذا الباب أبدا –ثم يفتحان له بابا الى الجنة –
فينظر ما أعد الله لأهل طاعته من الخير الدائم المقيم – الذي لا زوال له ولا انقطاع –فيقولان له :يا ولي الله هذا دارك وقرارك ومنزلك .

= عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال :
دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما مصلاه فرأى ناسا..
فقال لهم : أما أنكم لو أكثرتم ذكر هاذم اللذات لشغلكم عما أرى الموت
فأكثروا ذكر هاذم اللذات الموت – فانه لم يأت على القبر يوم إلا تكلم فيه يقول :
أنا بيت الغربة أنا بيت الوحدة أنا بيت التراب أنا بيت الدود والهوام
فاذا دفن العبد المؤمن قال له القبر مرحبا وأهلا
أما ان كنت لمن أحب من يمشي على ظهري الي
فمذ وليتك اليوم وصرت الي فسترى صنيعي بك - قال :
فيتسع له القبر مد بصره ويفتح له باب من الجنة
واذا دفن العبد الفاجر أو الكافر
يقول القبر: لا مرحبا ولا أهلا
أما ان كنت لمن أبغض من يمشي على ظهري
فمذ وليتك اليوم وصرت الي فسترى صنيعي بك –
فيلتئم عليه القبر حتى يلتقي ويختلف أضلاعه –
قال : وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم باصابع يديه فشبكها
ثم يقيض له تسعون تنينا أو قال تسعة وتسعون
لو أن واحدا منها نفخ في الأرض ما أنبتت شيئا ما بقيت الدنيا
فينهشه ويخدشه حتى يقضى به الى الحساب
قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
( انما القبر روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار )

= ويروى عن عثمان بن عفان كان اذا وقف على قبر بكى حتى يبل لحيته فقيل له :
تذكر الجنة والنار فلا تبكي وتذكر القبر فتبكي –
فقال : اني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
القبر أول منزل من منازل الآخرة فان نجا منه فما أيسر منه
وإن لم ينج فما بعده أشد منه – وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
ما رأيت منظراً قط إلا والقبر أفظع منه
فان تنج منها تنج من ذي عظيمة ***** وإلا فاني لا أخالك ناجيا

= وقال عمر بن عبد العزيز لبعض جلسائه :
يا فلان لقد أرقت الليلة أتفكر في القبور وساكنيها
إنك لو رأيت الميت بعد ثلاثة في قبره لاستوحشت من قربه بعد طول الأنس منك به
ولو رأيت بيتا تجول فيه الهوام ويجري فيه الصديد وتخرقه الديدان مع تغير الريح
وبلى الأكفان بعد حسن الهيئة وطيب الريح ونقاء الثوب
ثم شهق شهقة خر مغشياً عليه .

= ذكر في بعض الأخبار إن الانسان إذا وضع في قبره تناديه الملائكة :
يا عبد الله أنت تركت الدنيا أم الدنيا تركتك ؟
أنت جمعت الدنيا أم الدنيا جمعتك ؟
أنت استعددت للمنية أم المنية غافصتك
خلقت من التراب وأعدت للتراب

خلقت من التراب بغير ذنب*** وعدت الى التراب ولي ذنوب
فما لي لا أجاهد في خلاصي *** بعزم للمعاصي لا أتــــــوب
ومالي أثقلــت ظهـري ذنوب *** ومنـــها لا أمــل ولا أنيـــب
ومالي لا أرق لسوء حالـــي ***ومن نفسي علي غدا رقيب
ومالي مبعـد مقصى طريـــــد *** وفي كل القبائح لي ضروب
فيا من ليس لي رب ســــواه *** عليــم بالذي أدعــو يجيــب
تجاوز يا إلهي عن ضعيــــف *** بغفــران لعلي عسى أتـوب

= وحكي عن بعض العارفين أنه قال :
إن الله سبحانه وتعالى يسر الى عبده سرين يخبره بذلك بالهام يلهمه
أحدهما اذا ولد وخرج من ظلمة بطن أمه يقول له :
عبدي قد أخرجتك الى الدنيا طاهراً نقياً نظيفاً
وسر عند خروج روحه يقول له :
عبدي ما صنعت في أمانتي عندك
هل حفظتها حتى تلقاني على الوفاء والعهد والرعاية فألقاك بالوفاء والجزاء
أو ضيعتها فألقاك بالمطالبة والعذاب

= قيل : كان الحسين رضي الله عنه اذا رأى القبور قال :
ما أحسن ظواهرها .. وانما الدواهي في بطونها .

أنا لكم اخوتي نذير*** من هول ماضمّت القبور
عاينت ما لم تعاينوه ***وانما يبتلـى الخبيــــــر
ان الذي حل بي جليل***جدا فقد أعـذر النذيـــر
فانما أنت في غرور *** فلا يغـرنــك الغـــرور
فان قدامــك المنايا *** والقبـر والبعث والنشور
إما إلى جنة وإمـــا *** إلـى جحيـم لهـا وسعير

= والقبور تنتظر أصحابها
والأرض قد ترحب بالميت وقد تلفظه - فان كان مؤمناً صادقاً
أسرعت الجنازة بصاحبها
حتى أنه يقال ان جنازة فلان من الناس كانت خفيفة الحمل على الأكتاف
وكانت تطير طيرانا

وقال سنيد بن داود : كنا بعبادان- فقدم علينا شاب من أهل الكوفة متعبداً
فمات بها من شدة الحر
فقلت : نبرد ثم نأخذ في جهازه –أي نجهزه للدفن
فنمت فرأيت كأني في المقابر فاذا بقبة جوهر تتلألأ حسناً
وأنا أنظر اليها اذا انفلقت فأشرقت فيها جارية ما رأيت مثل حسنها فأقبلت علي فقالت:
بالله لا تحبسه عنا إلى الظهر
قال : فانتبهت فزعاً وأخذت في جهازه
وحفرت له قبراً في الموضع الذي رأيت فيه القبة فدفنته فيها

( قصة عزاء عمر لأهل ميت )
فقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :
القبر روضة من رياض الجنة – أو حفرة من حفر النار
ألا وانه ليتكلم في كل يوم ثلاث مرات فيقول أنا بيت الظلمة
أنا بيت الوحشة – أنا بيت الدود )

انتهى المشهد
ألقاكم في الغد القريب .. هذا إن عشنا ليوم الغد .. لا تنسوني من الدعاء



..... يتبع
مع تحياتي ... ناريمان الشريف