عرض مشاركة واحدة
قديم 09-08-2010, 10:23 PM
المشاركة 20
عبدالسلام حمزة
كاتب وأديب

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي


التزمت السيدة عائشة رضي الله عنها , مبدأ الإصلاح الذي خرجت من أجله , وذلك في المواقف كلها التي

وقفتها في البصرة , فلما بدأ بعض أتباع عثمان بن حنيف القتال أمرت عائشة رضي الله عنها من كان معها

أن يكفّوا عن القتال ولكن يُدافعون عن أنفسهم وأمرت مناديا ً يُناشدهم ويدعوهم إلى الكف ّ عن القتال ولما تمكن أصحاب عائشة رضي الله عنها

في البصرة وأخذوا عثمان بن حنيف أسيرا ً أمرتهم أن يخلوا سبيله ليذهب حيث شاء إذ لم تسمح لهم أن يسجنوه , وبادرت إلى معاقبة الثائرين

من أهل البصرة على عثمان بن عفان رضي الله عنه , وأخذ جماعتها بتتبعهم وقتلهم , غير أن واحدا ً منهم وهو حرقوص بن زهير

قد امتنع بعشيرته الكبيرة بني سعد .

وكان علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - حريصا ً على الإصلاح أيضا ً فعندما اقترب من البصرة , أرسل القعقاع بن عمرو إلى طلحة والزبير

رضي الله عنهم جميعا ً , يدعوهما إلى الألفة والجماعة , ويُهول عليهما الفرقة والشقاق . فخرج القعقاع حتى قدم البصرة فبدأ بعائشة

فقال لها : أماه , ما أشخصك وما أقدمك إلى هذه البلدة ؟ قالت : أي بُني إصلاح بين الناس , قال : فابعثي إلى طلحة والزبير حتى تسمعي

كلامي وكلامهما , فبعثت إليهما , فجاءا , فقال : إني سألت أم المؤمنين ما أشخصها وأقدمها هذه البلاد ؟

فقالت : إصلاح بين الناس , فما تقولان أنتما ؟ أمُتابعان أم مخالفان ؟ قالا : متابعان .

قال : فما أخبراني ما وجه هذا الإصلاح ؟ فوالله لئن عرفنا لنصلحن , ولئن أنكرناه لا نُصلح .

قالا : قتلة عثمان بن عفان , رضي الله عنه , فإن هذا إن تُرك كان تركا ً للقرآن , وإن عُمل به كان إحياء ً للقرآن .