عرض مشاركة واحدة
قديم 09-08-2010, 09:38 PM
المشاركة 17
عبدالسلام حمزة
كاتب وأديب

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي


بويع علي ّ بن أبي طالب , رضي الله عنه بالخلافة بعد مقتل عثمان , وقد ضاق علي ّ ذرعا ً من تسلط الثائرين ومن معهم من الغوغائيين والأعراب

فطلب طلحة بن عبيد الله , والزبير بن العوام , رضي الله عنهما من الخليفة أن يأذن لهما بالذهاب إلى البصرة والكوفة لإحضار قوة لمعاقبة المتمرّدين

فلم يأذن لعدم مناسبة الوقت .

استأذن طلحة والزبير الخليفة عليا ً بالعمرة فإذن لهما , فأتيا مكة , واتفق رأيهما مع رأي عائشة على معاقبة المتمردين , ومن والاهم من الغوغائيين

والأعراب , كما اتفق رأيهم على الذهاب إلى البصرة والكوفة لجمع قوة تتمكن من تحقيق الهدف المنشود ومن الاقتصاص من المجرمين , وهكذا خرجت

عائشة رضي الله عنها , ومن معها من مكة إلى البصرة .

كان الخيلفة علي رضي الله عنه , يتهيأ للخروج من المدينة إلى الشام لإنهاء الوضع مع معاوية رضي الله عنه , ولما علم الخليفة بخبر خروج

أهل مكة مع طلحة والزبير وعائشة , رضي الله عنهم جميعا ً , خرج من المدينة بسرعة وهو يرجو أن يلتقي بهم في الطريق

فيردهم عن مقصدهم والتفاهم معهم , ولا يريد حربا ً , غير أنه لم يلتق ِ بهم .

تابع ركب أهل مكة سيرهم , فلما وصلوا إلى ماء بني عامر ليلا ً نبحت الكلاب , فقالت عائشة رضي الله عنها : أي ّ ماء ٍ هذا ؟

قالوا : ماء الحَوْأب , قالت : ما أظنني إلا أني راجعة , فقال الزبير , رضي الله عنه : ترجعين , عسى الله عز ّ وجل ّ أن يُصلح بك بين الناس

واستمرّت , رضي الله عنها , في الطريق إلى البصرة من أجل الإصلاح بعد أن عزمت على الرجوع إذ تذّكرت حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم

يقول لنسائه : ( ليت شعري أيتكن التي تنبحها كلاب الحوأب ) .


وكان قد قال لها بعض من كان معها : بل تقدّمين فيراك المسلمون فيصلح الله عز ّ وجل ّ بك .