عرض مشاركة واحدة
قديم 04-26-2021, 02:14 PM
المشاركة 2
ياسَمِين الْحُمود
(الواعية الصغيرة)
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي
الحضور المميز الألفية الثانية الإداري المميز الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى وسام الإدارة التكريم الكاتب المميز 
مجموع الاوسمة: 9

  • غير موجود
افتراضي رد: المرأة العربية فقدت نفسها.. لماذا؟!
الصورة البارزة لكثير من نساء الأمة العربية الإسلامية في عصرنا الحاضر هي صورة تتصف بالتخاذل والعجز وفقدت الثقة بالذات.
وهي أيضا صورة تتجسد فيها بالتبعية والانقياد والبعد عن الاستقلال في الرأي والتصرف.
وفوق ذلك هي صورة لاتمثل نساء المسلمين كما أراد لهن الإسلام ولا نلمح فيها أدني تسابه مع صورة المرأة في عصور الإسلام الزاهية.

سجلت كتب التاريخ مواقف رائعة لنساء الأمة الإسلامية، مواقف تتحلى فيها الجرأة والإقدام والثقة بالنفس والاعتماد على الذات.
فما الذي فصل نساء المسلمين في الوقت الحاضر عن نساء أمتهن السابقات وكيف اتصفت الأوليات بتلك الصفات الرائعة وباءت الأخريات بهذه الصورة الباهتة، مع أن جميعهن مسلمات ويفترض أنهن ربين وأنشئت وفقا للخلق والمعايير الإسلامية؟
نعم هذا هو الواقع كما تفضلتِ عزيزتنا غالية


إن حقيقة الأمر تشير إلى أن هذا ليس هو الواقع فهناك اختلاف في الأسلوب التربوي الذي نشأ فيه كلا الجانبين وهذه الصورة المتخاذلة لنساء هذا العصر تجيد الأسلوب التربوي الزائف الذي يطبق عليهن.
لا تنسي أن نساء المسلمين المعاصرات ينشأن في أحضان القمع والتقييد والوصاية، وتمارس عليهن تحت ستار الدين نماذج من العزلة والإقصاء عن المشاركة والإسهام في شؤون الأمة ، لذلك ليس غريبا أن تتكون بين هاته النساء تلك الشخصية السلبية الواهنة.

إن السؤال المحير هو:
لماذا تختفي من تربية المرأة المسلمة المعاصرة ملامح تربية النساء في عهد ازدهار الإسلام؟
ولماذا تنشأ المرأة المسلمة المعاصرة في بيئة غريبة شاذة لا هوية لها ولا انتماء؟
لماذا لاتربى النساء كما ربيت الصحابيات والتابعات ومن جاء بعدهن من نساء المسلمين في زمن الحق والهدى؟
لماذا لاتطعم شخصيات النساء المعاصرات بملامح من شخصية صفية بنت عبد المطلب ونسيبة بنت كعب وخولة بنت الأزور وليلى بنت طريق وغزالة الحرورية ومثيلاتهن من المسلمات الأوائل؟


إن من يقرأ القصة المشهورة عن " صفية بنت عبد المطلب" عمة الرسول (صلى الله عليه وسلم) وقتلها للجاسوس اليهودي يستطيع أن يلمس بوضوح جرأة هذه المرأة وشجاعتها ومبادراتها الذاتية المستقلة.
فهي حين رأت الخطر يهدد قومها شعرت بالمسؤولية تجاههم وأحست أن عليها أن تدرأ الخطر وألا تقف سلبية أمام الحدث.
وحين خاف حسان بن ثابت ولم يستجب لها في أن يذهب ويقتل ذلك الجاسوس،قررت في الذهاب إليه لقتله بنفسها، ولم تقل إني امرأة والمرأة أجدر بالخوف من الرجل، أو إني امرأة وليس عليّ أمر حماية القوم، أو إني امرأة والمرأة لا ينبغي لها أن تواجه الرجال، فكيف تولد هذا الشعور عند صفية؟
وكيف خلقت عندها هذه الثقة بالنفس؟ وكيف نبتت لديها الجرأة على مواجهة العدو وهو رجل؟
إن هذه الصفات لا تتولد في الإنسان خلال ثوان، ولا يمكن أن يخلقها عنده الموقف المفاجئ ،وإنما هي تغرس في المرء منذ نشأته الأولى وتغذى وتسقى خلال تطوره ونموه، ولو أن صفية عوملت في نشأتها على أنها أنثى عاجزة لما دبت فيها الشجاعة في دقائق، ولا عرفت الثقة بالنفس طريقها إليها لحظة رؤيتها الغازي المعتدي .

ونسيبة بنت كعب الصحابية المشهورة هي مثل آخر على الشخصية الإيجابية للمرأة المسلمة.
وكتب التاريخ مليئة بأخبار شجاعتها و إقدامها وصمودها فهي التي قال عنها النبي صلى الله عليه وسلم:
" ما التفت يمينا أو شمالاً إلا وأنا أراها تقاتل دوني"
إلا أن هذه الكتب لا تتوقف لتشير كيف اكتسبت أم عمارة تلك المهارة في القتال و كيف تعلمت ذلك الإقدام وتلك البسالة.
أكتفي عزيزتي غالية بهذا القدر حاليا
وسأعود لشخصية ليلى بنت طريف آجلا نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة