عرض مشاركة واحدة
قديم 02-27-2021, 12:18 AM
المشاركة 2
ياسَمِين الْحُمود
(الواعية الصغيرة)
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي
الحضور المميز الألفية الثانية الإداري المميز الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى وسام الإدارة التكريم الكاتب المميز 
مجموع الاوسمة: 9

  • غير موجود
افتراضي رد: على هامش " عندما يتحدث القلم...."
بسم الله الرحمن الرحيم
أولاً …أبدأ باعتذاري الشديد لعدم انتباهي
لهذا الموضوع إذ نشرته بتاريخ 8 فبراير
ولم أشاهده إلا الآن نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
ثانيا… أشكرك جدا على هذه الإضاءة والقراءة
فالقراءة رحيل، والرحيل تجوال في مشهد
ومن نص إلى آخر يبحر القارئ بين المشاهد
فالراحل بين الأمكنة، شأنه في ذلك
شأن الراحل بين النصوص، لا يلتقي في نهاية المطاف إلا بنفسه
لماذا؟ وكيف يحدث ذلك؟
إنه يحدث حين تتحكم بنا الصور المسبقة التي تختزنها أذهاننا
نحن نواجه نصا أو مشهداً نتعامل معه وفق إطارات صور وأفكار مسبقة
وهكذا لا نلتقي بأنفسنا فقط، بل بأنفسنا كما كانت في الماضي
لا يضاف لنا شيء ولا نضيف إلى عالمنا شيئاً.
مفهوم الرحلة على الضد من ذلك تماماً ، إنه تحرر من الأمكنة
وليس التزاماً بها ، تعليق مؤقت لكل الصور والأفكار المسبقة وليس التصاقاً بها ،
وليس صحيحا أن ترددنا بين النصوص، وانتقالنا من نص لآخر، يعني أننا لا نتغير
وأن الأمكنة التي تجولنا فيها ليست سوى صور فيلم تمر مروراً عابراً ولا تترك على
السطح من أفكارنا أثراً.القراءة إذن، والرحلة بين الأمكنة،
تعني أننا نعلق مانعرف ونستقبل مالا نعرف،
أي أننا نكون في أصفى حالاتنا، متحررين من المسبق والثابت،
لسنا أسرى أي صورة سابقة، وفي مثل هذه الحالات النفسية
ندخل في عملية جدل وحوار بين مانعرف وما نجهل ،
بين ماضينا وحاضرنا هذه هي الحيوية التي ترافق أي رحلة أو قراءة
مثمرة وذات معنى، وهذا هو مغزى أننا في نهاية المطاف نلتقي بأنفس جديدة لنا،
ونشعر بالضجر من أنفس ماضية كانت لنا بالأمس.
إننا نتجدد بهذا المعنى، ونجدد عالمنا بالنتيجة سواء رحلنا بين النصوص أو بين الأمكنة

أكرر شكري لك أخ ياسر على الإضاءة والقراءةنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة