الموضوع: حكايتنا
عرض مشاركة واحدة
قديم 04-07-2022, 11:48 PM
المشاركة 52
موسى المحمود
كاتب فلسطيني مميز

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: حكايتنا
عندما يُبدع محمود درويش ويكون باذخاً بل ومسرفاً في إبداعه، تصيرُ الأوراقُ أرض الْوَطن والْكلماتُ مصطفّة كشعبٍ خارجٍ في مظاهرةٍ لا يهتمّ لمصيرها …

حشود الكلمات في لغته لو خرجت عن حدود الورق الأصمّ لكانت كافية كي تحرر الكون وليس فلسطين فقط، ولكنه قدرنا وحكمة الله، سنظلّ نثورُ في حدود صفحاته الشعريّة، نثورُ غضباً وحُباً.

فمن يقرأ محمود درويش جيداً يعلم حتماً أنه ليس شاعر قدحٍ وامرأة وليس شاعر حربٍ وانتقام، ولكنّه وكما قال : يحبّ الحياة اذا ما استطاع إليها سبيلاً. وقال أيضاً: أنا لا أكره الناس ولا أسطو على أحدٍ ولكنّي إذا ما جُعتُ آكلُ لحمَ مُغتصبي، حذاري حذاري من جوعي ومن غضبي…

محمود درويش الغائبُ الحاضرُ فينا، القادرُ على إشعال الثورات في قلوبنا بنصف قصيدة وإحلال السلام في قلوبنا بالنّصف الآخر من ذات القصيدة، محمود درويش الفلسطينيّ المحروم دوماً وأبداً من أن يكون فلسطينيّاً فقط، فهو عالميٌّ ..عالميٌّ جداً. محمود درويش طفلٌ رضع الغمام، عاشقُ النّجوم، وفارس الكلمة الذي توّج في أبعد خيمة في اللجوء…

يقول:

وأَنتَ تُعِدُّ فطورك ’ فكِّرْ بغيركَ
[ لا تَنْسَ قُوتَ الحمامْ ]

وأَنتَ تخوضُ حروبكَ، فكِّر بغيركَ
[لا تَنْسَ مَنْ يطلبون السلامْ]

وأَنتَ تُسدِّذُ فاتورةَ الماء، فكِّر بغيركَ
[مَنْ يرضَعُون الغمامْ]

وأَنتَ تعودُ إلى البيت، بيِتكَ، فكِّرْ بغيركَ
[ لا تنس شعب الخيامْ]

وأَنت تنام وتُحصي الكواكبَ، فكِّرْ بغيركَ
[ ثَمَّةَ مَنْ لم يجد حيّزاً للمنام]

وأَنتَ تحرِّرُ نفسك بالاستعارات، فكِّرْ بغيركَ
[ مَنْ فَقَدُوا حَقَّهم في الكلامْ]

وأَنتَ تفكِّر بالآخرين البعيدين، فكِّرْ بنفسك
[ قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ]

شاعر الثورة الفلسطينية
محمود درويش

#فلسطين
#جنين
#دير_ابو_ضعيف
موسى المحمود