الموضوع: العيد
عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
4

المشاهدات
979
 
موسى المحمود
كاتب فلسطيني مميز

اوسمتي


موسى المحمود is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
670

+التقييم
0.66

تاريخ التسجيل
Aug 2021

الاقامة
الأردن

رقم العضوية
16809
10-03-2021, 06:06 PM
المشاركة 1
10-03-2021, 06:06 PM
المشاركة 1
افتراضي العيد
العيد


العيد يأتي كالمطر، لا يفرّق بين فقيرٍ وغنيّ، إنه كرم الله على عباده، ربّما كانت هي الطفلة الوحيدة في هذا الحيّ المزدحم بالأطفال السعداء بقدوم العيد، كانت الطفلة الوحيدة التي لم يهديها العيدُ الفرح كما أهداه للجميع. صباح يوم العيد، استيقظت على أصوات المصلين في المساجد يكبرون ويهللون، اللهُ أكبرُ كبيراً .. والحمدُ للهِ كثيراً .. تساءلت هي بطفولتها البريئة: "كيف يكون الله أكبر ..؟" لم تجد إجابة، خرجت إلى الشارع، ثيابها ليست جديدة، لم يوقظها والدها ويقبّلها ويهديها شيئاً في العيد، لم توقظها والدتها وتهديها قبلة العيد، إنها الطفلة اليتيمة، التي لم ترَ والديها منذ وُلِدَت. في الشارع حيث يسكن فرح الجميع وعلى وقع صوت المفرقعات وأغاني الأطفال ترحيباً بالعيد، في الشارع حيث يتسارع البشر إلى عيد ربّ البشر، كانت تقف وحدها، تُسنِدُ ظَهرها للاشيء، تهرول روحُها خلف ضحكاتهم، تكاد تلتقط فرحة، لكنها دائماً تفشل، حزنها يقف لها بالمرصاد، يُتمها الكافر يتربّص بها، جلست القرفصاء، أسلمت لكفّيها وجهَهَا وأنصتت لفرح من بعيد، ما زالت تسمع "اللهُ أكبرُ كبيراً"، مرّت السيّدة الثريّة بجانبها، لم تكترث لها، غابت خلف باب منزلها الكبير، وأغلقته. إعتدلت الطفلة، همّت بالرحيل، ودّعت الفرح من بعيد، شتمت العيد، تفلت في وجه الصباح، لعنت اليُتم، ومضت إلى مخدعها أسفل الجسر، تعثّرت قدمها بورقة زرقاء، نقود بقيمة لم تحلم بها يوماً، إلتقطتها والتفتت يمنة ويُسرةً لم ترَ أحداً، ضمّتها إلى صدرها، أخفتها في جيبها، وأكملت طريقها .. أوقفها الفرح : "كلّ عامٍ وأنتِ بخير .." إعتذر لها اليُتم، تجمّعت السعادة إحتفاءً بها، هتف العيدُ : "اللهُ أكبَرُ كبيراً"

من سلسلتي القصصيّة "نساء" - القصّة الثالثة والثلاثون (33)