عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
5

المشاهدات
1329
 
عبد الكريم الزين
من آل منابر ثقافية

اوسمتي
الوسام الذهبي الألفية الرابعة الألفية الثالثة وسام الإبداع الألفية الثانية التواصل الحضور المميز الألفية الأولى 
مجموع الاوسمة: 8


عبد الكريم الزين is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
14,144

+التقييم
11.52

تاريخ التسجيل
Dec 2020

الاقامة
المغرب

رقم العضوية
16516
11-28-2021, 04:33 PM
المشاركة 1
11-28-2021, 04:33 PM
المشاركة 1
افتراضي من هو العارف بالله؟ للدكتور مصطفى محمود
من هو العارف بالله؟

معرفة الله خشيته وخشيته طاعته ومن لم يطع ربه فما عرفه ولو كتب المجلدات ودبج المقالات وألف النظريات في المعرفة الإلهية.

ولقد كان إبليس فيلسوفا وعالما ومجادلا وكان يبهر الملائكة بعلمه وفلسفته حتى لقد سموه طاووس العابدين لفرط زهوه بعلمه وعبادته، وقد ظل سبعين ألف سنة يعبد ويتفلسف ويجادل، والملائكة يتحلقون حوله يستمعون ويعجبون ..ولكن الله كان يعلم أن هذا المخلوق المختال المزهو المتكبر الذى يحاضر فى المعرفة الإلهية هو أقل مخلوقاته معرفة به وأن كلامه لا يدل على قلبه.

وإنما سيد الأدلة على المعرفة وعدمها هو السلوك عند الأمر والنهي (ساعة يتصادم الأمر مع الطبع والهوى ويجد المخلوق نفسه أمام الاختيار الصعب ) وهذا ما حدث حينما جاء أمر الله لإبليس بالسجود فشق ذلك على كبريائه واستعلائه وزهوه وساعتها نسى ماكان يحاضر فيه منذ لحظات..نسى مقام ربه العظيم وجلاله وعظمته ولم يذكر إلا أنه مأمور بالسجود ولمن ؟ لبشر من طين وهو المخلوق من نار فرد الأمر على الآمر وجادل ربه .كأنه رب مثله.

{قال أنا خيرٌ منه خلقتني من نار وخلقته من طين}
{قال أأسجد لمن خلقت طيناً}

وسقط إبليس مع أجهل الجاهلين فما عرف إبليس ربه حين جادله وحين رد الأمر عليه..

ولم تغن النظريات التى كان يدبجها ولا الحذلقات التى كان يبهر بها الملائكة والتى كان يصور بها لنفسه أنه سيد العارفين.

وإبليس اليوم هو العقلانية المزهوة المتكبرة فى سلوك وفكر الإنسان العصري.

إبليس هو التعجرف العقلاني فى الفلسفة الغربية.

وهو الإرهاب الفكري فى الأيدولوجيات المادية.

وهو العنصرية عند اليهود.

وهو سيادة الدم الأزرق فى النازية.

وهو وهم الجنس المختار عند البروليتاريا( صناع التاريخ وطلائع المستقبل)

وهو فكرة السوبرمان عند نيتشه

فكل ذلك هو الجهل والكبر وإن تسمى بأسماء جذابة كالعلم والفلسفة والكبر.


من كتاب نار تحت الرماد
الدكتور مصطفى محمود