الموضوع: " نور الهداية "
عرض مشاركة واحدة
قديم 02-22-2022, 07:04 AM
المشاركة 2
مُهاجر
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: " نور الهداية "
قال لي أحدهم :
ذكرتني بأحد حلقات أحمد الشقيري (أتوقع كانت عن السجون في الدنمارك)

حيث :
كان المذنب يعطى الفرصة للعودة للطريق السوي ويجد المجتمع معه لتحقيق ذلك.

في :
السجن ترى المسجونين يمشون مع الشرطة ويتكلمون معهم، يلعبون ألعاب الفيديو ويمتلكون صالة ترفيه،
تتوفر لديهم مكتبة كبيرة فيها من كل أصناف الكتب حتى القرآن الكريم والكتب الإسلامية للسجناء المسلمين.
وكثير من الحقوق لا أتذكرها. في نهاية الحلقة لم يتمالك المقدم نفسة وبدأ يبكي.

تقول الدراسة :
إن أغلبية من يخرج من ذلك السجن لا يعود للإجرام. هي بيئة كنت أتمنى لو كانت موجودة عندنا.

المذنب هنا :
يعامل كالشيطان سواء من المجتمع أو الجهات المسؤولة. عودة صديقك لطريق الهداية إنجاز يحسد عليه بصراحة
وهو درس لنا جميعاً لكي لا نفقد الأمل في من فقد الصراط المستقيم في هذة الحياة. الأمل موجود والفرصة
موجودة ورحمة رب العباد لا حدود لها.


فقلت
:
دعني أحكي لك وللأخوة والأخوات الأكارم ما يدلل على ما ذهبت إليه من حال بعض أفراد المجتمع مع تعاطيهم مع من زلت بهم القدم : هذهِ قصة لا أعرف صاحبها ،

ولكن :
أخبرني بها أحد الأخوة القريبين مني عن رجل من بلدتهم ؛

يقول :
كان ذلكَ الرجل قمة في الأخلاق والتدين ، وكان شعلة من النشاط ومن الذين حملوا على عاتقهم هم الدعوة ، ونصح الناس وتعليمهم ،
وكان يحث على الخير ، أرهق جنود نفسه ، وأخلص بذلك لربه ، ونذر روحه في سبيل الدعوة ، فعاش بين أكناف الدعوة بذل المال ،
والجهد ، والوقت فكان ذلكَ حاله ، مرت الأيام والسنين إلا وتبدل الحال ، وانتكس ذلكَ الداعية على عقبه ، فترك الدعوة
بل تجاوز النكوص عن الإستقامة ،

ليخرج :
عن ربقة الإسلام رأسا ، ليستقر ويرتمي في أحضان الإلحاد ! ما الذي حدث له !

بأمانة :
لم أتناول التفاصيل من صديقي الذي عاش أحداث تلك القصة _
فأصبح فاكهة المجالس ، يتندرون في حاله ، ويشمتون في أحواله ،
هجره الكثير وتركوه فريسة سهلة للضياع ، ولهمزات الشياطين ،
ولوحي النفس وغرور الحياة !

يقول صاحبي :
لقد كان كما هو طبعي أضع جدول أعمال ، أعدّه من الليل ، ليكون لي دليل ليوم غد حينها أدرج زيارة ذلك الرجل الذي ترك الإسلام ،
أذهب إلى بيته أطرق الباب وأعانقه واكتفي بقولي :
اشتقت لك فقلت أسلم عليك وأتركه من غير أن أفتح له باب نقاش وحوار ،
ومرت الأيام وانا أتفكر في حال ذلكَ الإنسان وأحوال من يحيطون به أما يساور فكرهم مدى حاجة ذلكَ التائه لمد يد العون ؟!
هل الهجر والتندر بحاله هو الحل ؟! مرت الشهور إلا وصاحبنا عاد لدين الله بعد البحث ومغالبة النفس ، وقبل ذلكَ توفيق الله له ،
فذهبت إليه والفرح لي جناح أطير به إليه ، عانقته والدموع تبلل كلي ،

فقال :
لي جملة لم أكن أعلم بأن ما كنت أفعله من زيارة قصيرة أن تبلغ ذلك المبلغ ! كنت سبباً من أسباب هدايتي بعد توفيق الله ، فقد كنت تزورني في حين الناس تخَلَّوا عني ،

وكنت :
تعانقني في حين الناس كانت تطعنني ، فلك الأجر من الله كما كنت عونا لي لتجاوز محنتي .