عرض مشاركة واحدة
قديم 11-09-2011, 11:10 AM
المشاركة 2
عمرأبوحسام الحسني
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
تقرأ لبعض أهل الله تعالى وهو يحذرون الأجيال عن صدق ، في و ضع بل اعتبار علمهم كمعيار مطلق و فرقان ساطع بين الحق و الباطل.فتجد مثلا الشيخ الشعراني رحمه الله تعالى في كتابه لواقح الأنوار يصرح أكثر من مرة أن هذا العلم ثمرة التزام العبد بالكتاب و السنة ، لاتنقدح في قلب العبد و جنانه إلا بعد اتباع كامل ، و طاعة كاملة في الشريعة من آداب ومعاملات.
الكتاب و السنة ؟ ، وهنا سؤال مهم ، أليست تجارب أهل الله تعالى عبر الأزمان السالفة ، كانت في دورات ممهدة كابرا عن كابر ، تجديد في الفهم ، و اجتهاد في السلوك ، توطئة لزمن قادم تجمع فيه الفضائل كلها ليوم أكبر ؟.
تنقص مريدي الطرق الصوفية ، نوع من العلم ، علم التاريخ في تتبع الشجرة النورانية المباركة ، و تمييز المجدد فيها من حيث الفهم في الشريعة و الحقيقة ، وتمييز من كان منهم صاحب مشروع أو وظيفة توطئ لمن بعده ؟ .
أم كانت التجارب منفصلة بعضها عن بعض ؟.
فقط الدراسة التاريخية لهذا الأمر ، تبرز للقارئ أسرارا و علوما في انتقال المدد الفائض و الوراثة الحقة من صاحب الوقت لمن بعه مسلما إياه مشكاة الحفاظ على أسرار المدد الفائض النبوي ، المادة الطاهرة التي لا تؤخذ إلا بعهد البيعة ، النبوية.
وسؤال آخر : أم كانت فراسة من سبقونا بالإيمان ، تمهد و تكشف لصحابها بتقدير واقعي علمي نوراني ، أن عهودهم و أزمانهم عهود اتباع ووراتة سالفة ، لخلف تابع ، تتطور فيها العلوم من بعد ، و تحفظ فيها أسرار أهل الله تعالى و علومهم ، لتجديد حكامل في زمن الأخير الزمن التابع المقرون بقرن المصطفى صلى الله عليه و سلم كما قال ابن عربي في كتابه عنقاء مغرب.
أحيانا تساورني شكوك في فهمنا نحن ، لجهود من سبقونا بالإيمان و ليس في فهومهم ؟.
لبعد الشقة بيننا و بين زمن النبوة الأولى ، و زمن الإتباع ، وزمن حفظ الأمانة : أمانة الإسناد العلمي ، و الإسناد التربوي لا غير!!!!.
أعتذر للخوة فقد يجدون في مقالتي سوء أدب وتجاوز ، و جحود للنعم ، بل هي مجرد أسئلة حوارية أتواصل بها مع غيري لعلي أجد من يعلمني أو من يجيب عن اسئلتي الحائرة .
و لعل حبنا لأهل الله تعالى في زماننا ، لا يمنعنا من كتاب مقالات و دراسات ، نتحسس ذلك النور الذي ظل ساريا عبر الأزمان ، أنوار النبوة التي توارثها خواص اهل الله تعالى ، والذين ظلت أشواقهم حبيسة أفهامنا العليلة ، تشهد لنا و لغيرنا ما لله تعالى من عطاء و فيض و فتح لمن صدق و اتبع.
تتمكن سلطان حقائق أهل الله تعالى ، بمجرد ما يسمع العبد الوحي غضا طريا من رجل نوراني تنهضك حاله و تدلك على الله مقالته ، لشيئ وقر في قلبه التصديق و التسليم.
و تتكرر في مسامع القلب و أعماقه خطابات الحق.ذلك الكتاب لا ريب فيه ؟ !!!!!.و أي ريب فيه إلا إذا خالطهته أفهام الناس. فيأخذ العبد منه ما يحب و يترك مايكره ، آخذ منه نداء الإخرة ، و عيش الآخرة ، و أسرار و فهوم أسرار المعراج الروحي.
لكنني أترك الأمر الذي يحثني على مشاركة الناس في يوهم و ليلهم ، و عامتهم و خاصتهم.فأتملص عن بعض الأوامر الكونية الشرعية بدعوى الإعتزال و معالجة النفس من مألوفاتها وعاداتها الخسية.دعوة الحق ، دلالة عليه بميزان الأعتدال لا بميزان ما قاله لك الشيخ ، و أمرك الشيخ ، وطلب منك الشيخ .ميزان شيخي يأمرني أن أجاهد نفسي الخسيسة ، و يعلمني كيف أمارس مهنة التمريض و التربية و التعليم و فق آداب و شروط . هذا ما نحب أن نسمعه من أهل الطريق. أن نسمع المريد يقول : أمرني شيخي أن آخذ الكتاب كله ، و ليس البعض منه.
أيكون إيماني بالغيب مجزأ أفرح بالكشف و الفتح و المشاهدة و المعرفة و ما أمدني الله من علم وهبي ، نعم.لكنني أصم أذني عن موعود الحبيب صلى الله عليه وسلم وهو يبشرني بالخلافة الثانية ؟ و نصرة الإسلام الأغر !؟. أليس هذا من أفعال الأمم السالفة ، نأخذ ببعض الكتاب و نترك غيره لا لشيء أن الشيخ أمرني أن أعطل أمر الأمة العام.
هنا التقليد الأصم الأبكم الأتم الكامل ، والموت النهائي الطوعي للأنسان ، تعطيل لملكة الحكم و العقل و ميزان الإتباع؟.
أولست مأمو ر بطاعة الحبيب صلى الله عليه وسلم ، فلم لا أعمل لموعود الأمة الأخير؟.
أسباب انعزال الطائفة العلية في زمن الفتنةالأولى لسنا ملزمين بها ، لسبب آخر موعود متحقق وجب العمل له. ذالك أن ما كان من أسباب انعزاهم كان اجتهادا منهم وفق شروط و اسباب معينة ، و اجتهاد أهل الله تعالى في هذا الأمر أمر واقع.يتغير عندها التصوف من شكله القاعد إلى شكل ومضمون تربوي لكن مجاهد.
و يمون بعض الأولياء لذكائهم و فطنتهم و فراستهم بما فتح الله عليهم في بصائرهم من حقيقة العلم. يجعل من بركته و صحبته للخلق ، يضع جهده الخاص في خذمة الأمر العام دون إحساس الناس به ، يهيئ الأفراد و يربيهم و يدلهم فيما بعد على من استحوذ عليه هم النقيضين : الدعوة للتربية بهم جهادي لأمر مستقبلي :أن يكون العبيد عبيد لله و جنودا للحبيب صلى الله عليه وسلم ، رهبان بليل ، فرسان بنهار.
ومن الأولياء من يقفون عند اسرار القدر ، فلا يريد أن يفعل ، وأو يفعل به ، ليس له أمر و إذن خاص فهو ولي لله لكن قائم بنفسه لا يريد إليه فعل معارضة قدر الله تعالى فيما قضاه في خلقه ؟ أدب في العبودية ، حق ، لكن في نفس الوقت و للأسف تملص فظيع من المسئولية.
لا شك أن أهل الله تعال ليسوا في عزلة عن الكون ناهيك عن المكون و في آدابهم اسرار و معاني ، لكن واجب التجديد في الشكل مطلوب ، برغم أنف الطرق الصوفية. والله أعلم.
في أحدى المنتديات التربوية ن طرحت كتاب الإحسان للشيخ عبد السلام ياسين ككتاب يستحق البحث و الدراسة لما فيه من علوم ومواعظ ، فانظر لتعليق أخ في الطريقة البودشيشية : ( ...بسم الله و الصلاة على سيدنا رسول الله،

السلام عليكم و رحمة الله،

شكرا لكم على النقل، لكن أود أن أبلغ و أعلم عن حقيقة لا مراء فيها و لا شك و هو أن صاحب الكتاب الشيخ عبد السلام ياسين مؤسس جماعة العدل و الإحسان ليس بشيخ صوفي كما هو مجمع عليه بين أهل الله قاطبة...

رغم أنه يقدم نفسه أنه شيخ إلا أنه لا إذن له بتربية الأرواح و الدلالة الخاصة على الله، و شيخه العارف بالله سيدي الحاج العباس القادري البودشيشي رضي الله عنه لم يأذن له البتة و لم يجزه بالتربية، بل لقد أشار عليه أيام حياته بعدم المغامرة في ذلك بدون إذن... زد على ذلك أن منهاجه الخاص (أي الشيخ ياسين) الذي يقدمه ممزوج بشدة بالسياسة و النزوع للسلطة كما هو معروف للخاص و العام بالمملكة المغربية...

إذن مرحبا بالنقل في هذا المنتدى المبارك المتخصص في علم السلوك الصوفي، لكن وضع النقاط على الحروف واجب و النصح متوجب للمسلمين...

و الحمد لله رب العالمين...)
من المنتسبين لأهل الله تعالى لا يحبذون التجديد في الشكل و تجاوزه ، و لا في مضمون التصوف .فيحبون أن يظل الشكل محافظا على شكله المعتاد : واجبات مالية ، شيخ مقدم مريد ، خذمة الشيخ ، و أبناء الشيخ ، و أحفاذ الشيخ ، و أحفاد أحفاد الشيخ ، ثم تناقل لسيرة الشيخ القبلية و البعدية....ألخ.
أما في المضمون ، أن نظل نلوك بألسنتنا مصطلحات نقرأها و لا نتدبرها ، و نرددها كأنها قرآن يتلى.فإن قال أحد المجتهدين الإحسان بدل التصوف ، و فقه و اجتها د بدل وارد و أسرار ، و إرادة و سلوك بعيدا عن الركود و الخموذ ، وجهاد وتنمية لا للقعود والتواكل ، كان تصوفه عند هؤلاء محط الشك و الريبة.و الحقيقة ، لازال شكل ومضمون التصوف لبعض الطرق مؤخرا و للألسف بشكله القديم متنفس لأطماعهم الشخصية. ومنهم لا تتخلص نفوسهم من حب الرئاسة ، وحب الطريقة الأبكم بشكلها و نموذجها القديم .( لا أقصد بكلامي هذا أخواني في الطريقة البودشيشية ، حتى لا يفهم كلامي على غير عواهنه).
إلى جانب هذا الصراع بين القديم و طلب التجديد ، و بين أمل إحياء التصوف و تجديده ، تأتي معضلة المعضلات : ادعاء الإذن و تخصيصه للبعض و نفيه عن الاخرين ، و مسالة ادعاء الختمية ، و غيرها من المراتب . وهنا يشيب الولدان بقصد أو عن غير قصد.و بين الأدعياء و اصحاب الحق فرقان الواقع ، ما قدمته لأمتي فكرا و عملا و سلوكا و فهما و تجديدا و تغييرا. و ليس ما أتفح به قومي في مهرجان الموسيقى الصوفية ، ملتقى العالم الروحي الذي لاينضب.
برهان الصدق ، أن يكون الولي مريد الحق أن يحتكم لمنهاج النبوة لا لمنهاج الشيخ ، و قد يكون الشيخ متبعا للحبيب صلى الله عليه وسلم في أمور و قد تغيب عنه أمور اجتهادية لكن ذلك ليس قادحا في مقامه و لا في ولايته و لا في مدده.
وعلى محك المنهاج الكامل المكمل المتبع للحبيب صلى الله عليه وسلم يكون الصدق هو البرهان على الإتباع الكامل ، و العمل الكامل المتواصل.
و في نفس الوقت ، لايمكن أن يكون كل منتسبي لأهل الله تعالى بهذا الهم و القابلية ، فلكل استعداده الخاص و سابقته عند الله.لا بد من تنوع و اختلاف ، أولياء قاعدون ، و أولياء مجاهدون .

في كل طريقة ، تجد هذا الأمر ، فكل مريد يدعي أن شيخه صاحب إذن من الحضرتين ، و أنه قطب الأقطاب ، و محل السمع و الشهود ، حتى و لو كان ابن الشيخ الذي لم يرث من أبه الشيخ الهالك إلا عصاه و سبحته و سجادته و سلهامه ن و كان سلوكه في الملأ الخاص و العام يدل دلالة واضحة على كذب الدعوى.
فإن قام قائم ينصح ، ويدل و يرشد فعل أهل الطريق ، أتهم بالعقوق و التنكر لخير الأسلاف !!!!!!. و قام المرجفون ينشرون دعاوي الغيب و أخبار الغيب على وراتة الهالك الحي للهالك الميت ، حفاظا على بيضة الطريقة من أن ترام و حوزتها من أن تضام !!!!!!!.
إن التجديد في الشأن الصوفي ، لن يقع في يوم و ليلة ، بل بإرادة عميقة تستوجب من منتسبي الطرق الصوفية ، او بالأحرى ممن يطمحون بالأنتساب إلى أهل الله تعالى ، أن يسخروا طاقاتهم العلمية و العقلية و الروحية لتجديد مفهوم التربية في شكلها و مضمونها النبوي. أن ترتفع هممهم من حضيض عبادة الشيخ و تقديس تراث الشيخ ، وتاريخ الشيخ ، وما قاله الشيخ ، كحجب مانعة عن القصد ، وتجاوز لقبته البشرية العتيدة العتيقة.
مسألة التجديد مناط تكليف أهل الله تعالى ، المحبين لعلومهم و طرائقهم في التربية ، إن لم تسمو أخي الطرقي من همتك القاعدة الخاملة ، ومن النظرة الشزراء ، فلن يكون تصوفك سوى جبلا تمخض فلم نجد إلا فأرا .
نسال الله تعالى العافية آمين.