عرض مشاركة واحدة
قديم 09-02-2010, 10:56 AM
المشاركة 19
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
بِِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
[ عنوان الزاد ] :
-------------------------
العدالة الجوانحية
.........................

إن المؤمن بين وقت وآخر يتفقد قلبه ، حيث أن هناك معاصي تصدر من الجوارح :
معاصي النظر ، النظر إلى الأجنبية ..
ومعاصي السمع ، الغيبة ..
ومعاصي اللسان ، الفحش في القول ..
فالمؤمن بعد فترة من المجاهدة ، - ولا أعتقد أنها مجاهدة مرهقة جدا - يصل إلى مرحلة العدالة الجوانحية ، بحيث يصح الإئتمام خلفه ..
ولطالما قلنا لإخواننا المؤمنين : لا تفوتوا على أنفسكم ثواب صلاة الجماعة في المنزل .. حيث هناك الزوجة والأولاد ، والبعض له أحفاد يجتمعون عنده في الأسبوع مرة ، فلماذا لا يلتفت إلى هذه النقطة ؟..
إن ضبط الجوارح ليس بالصعب جدا ، ولكن المشكلة الأرقى - ونحن غير مكلفين بها شرعا - هي السيطرة على المعاصي الجوانحية ..
فالجوارح تحت السيطرة :
لك جفنان ، تغمضهما عند النظر إلى أجنبية ..
عندك شفتان ، تطبقهما عند الغيبة ..
لك أذنان ، صحيح لا تغلقان ؛ ولكن بإمكانك السماع لا الاستماع ..
فإذن ، البصر واللسان والسمع ، بإمكان الإنسان أن يحترز بها عن المحرمات .
ولكن المهم هو معاقبة الجوانح ، على تلك الحركات السلبية التي في أعماق القلب ..
هذه الحركات غير محرمة ، من يقول : بأن الإنسان إذا تخيل الحرام أو الباطل ، بأنه يعاقب ؟..
ولكن هناك عبارة عن روح الله ( عليه ِ السلام ) ، بأنها كالدخان الذي يسود المكان ، فيزيل بهاءه ..
إن من هذه الأدخنة التي تسود القلب، احتقار الآخرين ..
على الإنسان أن لا يحتقر أحدا ..
بل كل ما رأى أحدا يقول : هذا خير مني ..
قد يقول قائل : هذه مبالغة !.. الأمر ليس فيه مبالغة ، عندما أقول : فلان خير مني .. لا باعتبار حاضره ، وإنما باعتبار خواتيم عمله ..
فلماذا أجعل خاتمتي خيرا من خاتمة فلان ، مادامت الخواتيم مبهمة ؟!..

2 / 9 / 2010