عرض مشاركة واحدة
قديم 04-13-2021, 11:59 AM
المشاركة 4035
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: مَجْمعُ الأمثال


2640

.... أَعْجَزُ مِنْ هِلْبَاجَةٍ ....

هو النَّؤُوم الكَسْلان العطل الجافي.
قَال حمزة‏:‏ وقد سار في وصف الهلباجة فَصْلٌ لبعض الأعراب
المتفصِّحِينَ، وفصل آخر لبعض الحضريين.
فأما وصف الأعرابي فإن الأصمعي قَال: أخبرني خَلَفٌ الأحمر
أنه سأل ابن أبي كَبْشَةَ ابن القَبْعَثَري عن الهِلْبَاجة، فتردد في
صدره من خُبْثِ الهلباجة ما لم يستطع معه إخراج وصفه في
كلمةٍ واحدة، ثم قَال‏:‏ الهِلْبَاجةُ الضعيف العاجز الأخْرَقُ
الأَحْمَقُ الجِلْفُ الكَسلَان الساقِطُ، لامَعْنَى فيه، ولا غَنَاء عنده،
ولا كِفَايَةَ معه، ولا عَمَلَ لَديه، وبلى يستعمل، وضِرسُهُ أشدُّ من
عمله، فلا تحاضِرنَّ به مجلسًا، وبلى فَليَحْضُرْ ولا يتكلَّمَنّ.
وأما وصف الحضريِّ فإن بعض بلغاء الأمصار سئل عن الهِلْبَاجَةِ
فَقَال‏:‏ هو الذي لا يَرْعَوِي لعذل العاذل، ولا يُصْغِي إلى وَعْظَ
الواعظ، ينظر بعين حَسُود، ويُعْرِض إعراضَ حَقُود، إن سأل
أَلْحَفَ، وإن سُئِل سَوَّفَ‏.‏ وإن حدَّثَ حَلَفَ، وإن وَعَدَ أَخْلَفَ،
وإن زَجَر عَنَّف، وإن قدر عَسَفَ، وإن احتمل أسف، وإن استغنى
بَطِرَ، وإن افتقر قَنِطَ، وإن فَرِح أشِرَ، وإن حزن يئس، وإن ضحِكَ
زَأرَ، وإن بكى جَأَر، وإن حَكَمَ جَارَ، وإن قدمته تأخَّرَ، وإن أخَّرْتَهُ
تقدَّم، وإن أعطاك مَنَّ عليك، وإن أَعْطَيْتَه لم يَشْكُرْكَ، وإن أَسْرَرْتَ
إليه خَانَكَ، وإن أسرَّ إليك اتهمك، وإن صار فَوْقَكَ قَهَرَكَ، وإن
صارَ دُونَكَ حَسَدَكَ، وإن وَثِقْتَ به خانك، وإن انبسطْتَ إليه
شانك، وإن أكرمْتَهُ أَهَانَكَ، وإن غابَ عنه الصديقُ سلَاه، وإن
حضَرَهُ قَلَاه، وإن فاتحه لم يُجِبْهُ، وإن أمسك عنه لم يَبْدَأه، وإن
بدأ بالوُدِّ هَجَرَ، وإن بدأ بالبر جَفَا، وإن تكلَّمَ فَضَحه العِيُّ، وإن
عمل قَصَّر به الجَهلُ، وإن اُؤتُمِنَ غدَرَ، وإن أجارَ أخْفَرَ، وإن
عاهَدَ نَكَثَ، وإن حَلَفَ حَنِثَ، لا يصدر عنه الآملُ إلا بِخَيْبَةٍ،
ولا يضطر إليه حرٌّ إلَّا بمِحْنَةٍ.
‏قَال خلف الأحمر‏: سألت أعرابيًا عن‏ الهِلْبَاجَة فَقَال:‏ هو
الأحمقَ الضَّخم الفَدْم الأكُول الذي والذي، ثم جعل يلقاني بعد
ذلك ويزيد في التفسير كلَّ مرة شيئًا، ثم قَال لي بعد حِينٍ وأراد
الخروج‏:‏ هو الذي جَمَعَ كلَّ شرٍّ.