عرض مشاركة واحدة
قديم 03-06-2023, 10:14 AM
المشاركة 664
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: فقه اللغة وسرُّ العربية / الثعالبي
الفصلُ التاسعُ والخمسونَ


في إضَافَةِ الشَّيءِ إلى اللّهِ جَلَّ وعَلَا


العَربُ تُضيف بعْضَ الأشْياءِ إلى اللهِ عزَّ ذكرُهُ وإنْ كانَتْ كلُّهَا
لَهُ. فَتَقُولُ: بَيْتُ اللّهِ، وظِلُّ اللهِ، وناقَةُ اللّهِ. قالَ الجاحظُ:
كلُّ شَيءٍ أضافَهُ اللهُ إلى نَفْسِهِ فَقَد عَظَّمَ شأنَهُ وفَخَّم أمرَهُ،
وقَدْ فَعَلَ ذَلكَ بالنَّارِ، فقال {نارُ اللهِ الموقَدةُ}1 ويُروى أنَّ النبيَّ
صَلّى اللّهُ عَليهِ وسَلّمَ قالَ لِعُتَيْبة بْنِ أبِي لَهَبٍ (أكَلَكَ كَلْبُ الله)2
فَفِي هَذا الخَبَرِ فَائِدَتَانِ، إحْدَاهُمَا أنَّهُ ثَبَتَ بِذلكَ أنَّ الأسدَ
كَلبٌ، والثَّانِيَةُ أنّ اللهَ تَعَالى لَا يُضافُ إليهِ إلّا العَظِيمُ مِنَ
الأشْياءِ في الخَيرِ والشَّرِّ، أما الخَيرُ فَكَقَولِهِمْ: أرضُ اللهِ، وخليلُ
اللّهِ، وزُوَّارُ اللهِ، وأما الشَّرُّ فكقولِهِم: دَعْهُ في لَعْنَةِ اللّهِ
وسَخَطِهِ وأَلِيمِ عَذَابِهِ، وإلى نارِ اللّهِ وحَرِّ سَقَرِه.


1 "6" من سورة الهمزة.
2 قلتُ: يبدو أن الثعالبي قد نقل هذا النص من كتاب
الحيوان للجاحظ، 2/ 181-182، وحديث أكل الأسد
لعتيبة أو عتبة -على خلاف فيه- قد استفاضت به كتب
السيرة والتاريخ والأدب. أ هــ.