عَودَةُ الذَّات / قصيدة الشاعرة الموريتانية ليلى شغالي أحمد محمود
أنساه قلت وتزدهي أيامي
ويزيح فجري ظلمتي وقتامي
ما الخطب لو عادت إلي نضارتي
ما الضير لو رممت بعض حطامي
إني لأعلم أن حبي قد طغى
كالموج يضرب فى المشاعر طامي
قد رمت وصل العاشقين بقصتي
فالعاشقون جميعهم أرحامي
والهول أن المستحيل يلوح لي
فى هجره ويثير بي إحجامي
فإذا ركبت الريح فى نسيانه
يأتي الهوى ويشدني بلجامي
مذ شئت أن أنسى كبحت مشاعري
فيه لأطفئ موقدي وضرامي
لا شيء غير ي بات يشغل خاطري
غيرت من جور الحبيب نظامي
لو عاش فى الثقلين حي قصتي
يوما وعانى نكستي وغرامي
ما هانت النفس العظيمة عنده
ليزجها فى لجة الأوهام
كلا ولا تدع الأصيلة نفسها
بالمغريات تداس بالأقدام
مني الطباع حوت مآثر يعرب
فانساب مني طافحا إلهامي
فأنا توارت فى النجوم مثابتي
وأن ترصع بالشموس مقامي
وأنا خلودي فى البرية ساطع
عبر الوجود بريقه المترامي
عزي كعز الرافدين صلابتي
كالقدس وحي زعامتي كالشام
وحضارتي فى مصر نبض حضارتي
قمم من الأنحاب والأعلام
يمن ومغربنا الكبير مآثري
للمجد والتخليد والإكرام
وتفيض من روح الخليج شهامتي
إن الخليج لقدوتي وإمامي
شنقيط نبعي أرتوي بمعارفي
منها وكنه معالمي إسلامي
ولذا سأقذف ماضيا عصفت به
أيامه لتروق لي أيامي
اِرميه خلفك قال عقلي ناصحًا
فأجبت لا خلفي ولا قدّامي
فموانئ النسيان تبقى وجهتي
حتى تروق وتزدهي أيامي
.
.