عرض مشاركة واحدة
قديم 08-13-2011, 01:15 PM
المشاركة 15
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
تَسْبِيحُ اللَّهِ تَعالَى

الحمدُ لِلَّهِ ربِّ العالَمينَ..
نِعَمُهُ كثيرةٌ وأفضالُهُ جليلةٌ..
سبحانَهُ وتعالى أَنْعَمَ على كلِّ مخلوقٍ برزقِهِ وأَجَلِهِ..
سَخَّرَ لنا ما في السماواتِ وما في الأرضِ وأَسْبَغَ علينا نِعَمَهُ ظاهرةً وباطنة
{وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا}..
فَلَهُ الحمدُ مِلْءَ السماواتِ ومِلْءَ الأرضِ ومَلْءَ ما شاءَ مِنْ شيءٍ بعدُ
ولهُ الحمدُ كما يَلِيقُ بكمالِ وجهِهِ وعظيمِ سلطانِهِ
ولهُ الحمدُ مِثْلَما حَمِدَهُ نبيُّنا محمدٌ صلَّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وسلَّمَ..
فالحمدُ لِلَّهِ ربِّ العالَمِين وأشهدُ أنْ لا إلهَ إلاَّ اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ الخالقُ القادرُ الرازقُ الوهّابُ سبحانَهُ وتعالى عمّا يقولونَ عُلُوّاً كبيراً
تُسَبِّحُ لهُ السماواتُ السَّبْعُ والأرضُ وما فيهِنّ
{وَإِن مّـِن شَىْءٍ إِلا يُسَبّـِحُ بِحَمْدِهِ وَلَـكِن لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ}..
وأشهدُ أنَّ سيدَنا محمداً عبدُهُ ورسولُهُ المصطفى المجتبَى الْهُدَى والنُّورُ الخاتمُ الشافعُ الْمُشَفَّعُ البشيرُ النذيرُ..
اللَّهُمَّ صلِّ وسلِّمْ وبارِكْ عليهِ وعلى آلِهِ وأصحابِهِ ومَنْ تَمَسَّكَ بِهَدْيِهِ وسارَ على نَهْجِهِ إلى يومِ الدِّين..
ثمَّ أمّا بَعْدُ..
يقولُ اللهُ تبارَكَ وتعالى :
{سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِى السَّمَـوَتِ وَمَا فِى الأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيم}
ويقولُ تبارَكَ وتعالى:
{تُسَبّـِحُ لَهُ السَّمَـوَتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ وَإِن مّـِن شَىْءٍ إِلا يُسَبّـِحُ بِحَمْدِهِ وَلَـكَن لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورا}
ويقولُ اللهُ تبارَكَ وتعالى :
{وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ فَسَبّـِحْ بِحَمْدِ رَبّـِكَ وَكُن مّـِنَ السَّـجِدِينَ *
وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِين}..
فلَنَتْرُكْ ما نحنُ فيهِ الآنَ ولْنَتْرُكِ الأرضَ والأموالَ
ولْنَتْرُكْ كلَّ ما يَشْغَلُنا ولْنَتْرُكْ دنيانا وهمومَنا
ولْنَعِشْ معَ تسبيحِ اللهِ تبارَكَ وتعالى..
فاللَّهُ سبحانَهُ وتعالى حينَ خَلَقَنا لمْ يَطْلُبْ منَّا ولمْ يُكَلِّفْنا إلاَّ بالعبادةِ
يقولُ اللهُ تبارَكَ وتعالى :
{وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ *
مَا أُرِيدُ مِنْهُم مّـِن رّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ *
إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِين}..
إنَّ العبدَ إذا نَظَرَ نظرةَ المتفكِّرِ المتأمِّلِ لَوَجَدَ أنَّ كلَّ شيءٍ يُسَبِّحُ بحمدِ اللهِ تبارَكَ وتعالى
{تُسَبّـِحُ لَهُ السَّمَـوَتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ وَإِن مّـِن شَىْءٍ إِلا يُسَبّـِحُ بِحَمْدِه}..
والتَّسبيحُ هوَ تنزيهُ اللهِ تعالى عمَّا لا يَلِيقُ بجلالِهِ وكمالِهِ
وعنْ كلِّ النقائصِ ؛ وعنْ كلِّ ما يُضادُّ الكمالَ..
ولذلكَ فإنَّ الْمُسَبِّحَ لِلَّهِ يَكونُ في كَنَفِ اللهِ تعالى ، وهوَ شبيهٌ بالملائكةِ لأنَّ الملائكةَ دائمةُ التسبيحِ بحمدِ الله
{الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبّـِحُونَ بِحَمْدِ رَبّـِهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ ءَامَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَىْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ *
رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّـتِ عَدْنٍ الَّتِى وَعَدتَّهُمْ وَمَن صَلَحَ مِنْ ءَابَاــهِمْ وَأَزْوَجِهِمْ وَذُرّيَّـتِهِمْ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيم}
يقولُ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وسلَّم :
{أَطَّتِ السَّمَاءُ وَحُقَّ لَهَا أَنْ تَئِطَّ مَا فِيهَا مَوْضِعُ قَدَمٍ إِلاَّ وَمَلَكٌ رَاكِعٌ أَوْ سَاجِدٌ..
وَاللَّهِ لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلاً وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيراً وَمَا تَلَذَّذْتُمْ بِالنِّسَاءِ عَلَى الْفُرُشِ وَلَخَرَجْتُمْ إِلَى الصُّعُدَاتِ تَجْأَرُونَ إِلَى اللَّه}..
وفي حديثٍ آخَرَ يَذْكُرُ لنا النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وسلَّمَ :
أنَّ هناكَ ملائكةً قائمينَ منذُ خَلَقَهُمُ اللهُ تعالى إلى أنْ تَقُومَ القيامةُ
وملائكةً ساجدينَ
وملائكةً قاعدينَ
كلُّهُمْ يُسَبِّحُونَ اللهَ تعالى ويُكَبِّرُونَهُ ويُمَجِّدُونَهُ ،
فإذا قامتِ القيامةُ قامَ الراكعونَ مِنْ ركوعِهِمْ والساجدونَ مِنْ سجودِهِمْ وانْتَبَهَ القائمونَ وقالوا جميعا :
رَبَّنَا..
سُبْحَانَكَ مَا عَبَدْنَاكَ حَقَّ عِبَادَتِك."..
فاللَّهُ
هوَ المعبودُ بِحَقٍّ وهوَ الْمُسَبَّحُ بحمدِه
{أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَن فِى السَّمَـوَتِ وَمَن فِى الأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَر}
كلٌّ يَسْجُدُ خضوعاً وتسبيحاً وتحميداً وتمجيداً لِلَّهِ تعالى


__________________________________________
*
*
حميد
13
8
2011

معكم ألتقي ............ بكم أرتقي