الموضوع: أرشفة ذاتية.....
عرض مشاركة واحدة
قديم 03-29-2011, 03:53 PM
المشاركة 83
ريم بدر الدين
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
دمشق إليها العودة دوما .. لا أدري لم أعود دوما للكتابة عنها و إن سئلت لم أحبها لن أستطيع أن أسوق سببا واحدا محددا .. فليس ثمة عاشق يستطيع أن يخبرك لم هو يحب
علمتني هذه المدينة الكثير منذ بداية تكويني في رحم أمي طفلة مشاكسة .. ربما لم تع كم من القدر أحبت دمشق حتى أورثتني هذا القدر من العشق لها ..
أعود بالذاكرة إلى مشاهد تتجدد دوما برغم قدمها .. و كأنها كانت البارحة فقط .. رائحة الأشياء و الأصوات و الحركات مخبأة في تلافيف مخي كـ" بقج" جدتي البيضاء توزع بها أشياءها الثمينة .. أحقا لا نلمس الذاكرة ؟ أحقا ليست سوى مشاهد طارئة على البال؟ لأننا أغرقنا أنفسنا في عالم المادة نسينا أن ما يؤثث في الروح لا يزول ..
أعود لدمشق لأقول أنها ليست مدينة على الخارطة ببيوتها و شوارعها و مساجدها و كنائسها و أسواقها و قاسيونها و أمويّها و الزيتونة و أبوابها السبعة و لا حتى دمشق بفلها و ياسمينها و مشربياتها .. و لا حتى بردى المتغلغل في ثناياها ريا و ترياق شفاء.. ليست دمشق طريق هداية الرسول بولس.. و ليست أبدا مجموع الزائرين و الزائرات من شتى بقاع الأرض بكل أديانهم و طوائفهم .. ليست معرضها الدولي الشهير .. ليست ربوتها و لا غوطتها الشرقية و الغربية .. ليست ساحة الأمويين الشامخة بسيفها الدمشقي .. ليست مزار السيدة زينب و لا مقبرة باب الصغير .. ليست سوق النحاسين و القزازين و القباقبية و سوق الصاغة و الحميدية ... ليست قلعتها .. دمشق فوق هذا كله .. إنها حالة في الروح لا تنطفئ و لا تمحي
و تسألني بعد لم أحبها ؟ صدقني لم أعرف بعد

طربت آها فكنت المجد في طربي
شآم ما المجد أنت المجد لم يغبِ