عرض مشاركة واحدة
قديم 02-04-2022, 01:17 PM
المشاركة 431
ياسَمِين الْحُمود
(الواعية الصغيرة)
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي
الحضور المميز الألفية الثانية الإداري المميز الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى وسام الإدارة التكريم الكاتب المميز 
مجموع الاوسمة: 9

  • غير موجود
افتراضي رد: يوميات ياسَمِين
اليوم الجمعة 4 فبراير2022

- بدأت في هذا الصباح التواصل مع دانة والاتفاق على ألا تذهب لوحدها إلى العمل لإتمام عملية نقل ملفاتي وبعض الأشياء الموجودة على مكتبي إلا حين وصولي إلى هناك، أخذت معي عاملتين والسائق مانجو وتوجهنا إلى هناك ، كانت دانة تنتظرني، طلبت منها فقط الإشراف على عملية النقل بمساعدتي، وانتهينا ، وتركنا المكتب القديم لا يظهر عليه أنني عزلته ، بقيت بعض الأوراق والملفات القديمة التي لستُ بحاجة لها ، بحيث أن من يُلقي نظرة على المكتب يعتقد أنه لازال مكاني الخاص ، ومما ساعدنا على ذلك غياب الحارس .
- شكرت دانه وعدنا جميعا إلى منازلنا .

- أثناء الطريق ، سألت العاملتين عن العاملة الجديدة ( تسامنتي) والتي استقدمتها من عشرة أيام تقريبا لتحل محل الفلبينية" لوسي" والتي تم تسفيرها بسبب جشعها.
- استفسرت عنها لأنني ولأول مرة أطلب عاملة من ( سيريلانكا ) هل تأقلمت مع العمالة من فلبين والهند ، وكيف هي أمورها ؟!
- انصدمت من ردهما عليّ
( تسامنتي لم تعد موجودة بيننا منذ ثلاثة أيام)!
- كيف؟! ما هذا الذي أسمعه؟! أين ذهبت وبإذن من؟!
- مدام منى أخذتها مع حقيبتها ولم تُخبرنا عن السبب!
التزمت الصمت إلى حين وصولي إلى المنزل ، تفقدت العمالة ، وسألتهم جميعا عن العاملة الجديدة وذلك قبل صعودي إلى جناحي ، لأسمع إحداهن تقول :
-ربما لأنها مريضة ، كانت دائما مستلقية على الفراش ، ووجهها شاحب !
التفت إلى لورانسيا المسؤولة عن العمالة ، وقلت:
- هل غاب عنكِ ما تعانيه هذه المسكينة؟! ولم لا أعلم بما يدور داخل منزلي ؟!
صعدت ، وجلست في الصالة وبدأت بمهاتفة وكيلة أعمالي ( منى)
- لم ترد على أول اتصال ، قلت ربما تصلي صلاة الجمعة، سأتوجه مع أم عبدالله إلى المسجد ، فالأولاد مع أبي سبقونا إلى هناك.
- بعد الصلاة أم عبدالله أخذت ابنها لتزور أخيها ( سُليمان) وأبنائي كالمعتاد ، كل يوم جمعة يزوران جدهما لأبيهما رحمه الله ، ويأبى والدي أن يخرجا مع السائق ، فيوصلهما بنفسه إلى هناك.
- مكثت لوحدي ، ولم أخطط للخروج قبل أن أعرف مصير ( تسامنتي) من" منى".
- وكما توقعت لم أتلق إجابة من منى لأنها تطيل في صلاتها .
اتصلت فيما بعد، وسألتها:
- كيف حالك منى ، ما الجديد ،
- بخير لله الحمد ، ما من جديد .
- ما قصة الخادمة الجديدة ، اليوم علمت بغيابها ، لمْ تُخبريني عنها؟! أرجوك منى أريد أن أعرف قصتها وبالتفصيل الممل ولن أعقب إلا بعد انتهائك من الحديث، تفضلي المايك عندك:
- بعد تسفير ( لوسي) طلبتِ استقدام عاملة لم أجد إلا من سيريلانكا فهي العمالة الموجودة ، طلبت واحدة من المكتب الذي نتعامل معه منذ سنوات ، وأنتِ تعلمين الحكومة حددت الأسعار (ب900 دينار) وبهذا المبلغ أستلم الوصل ، ولكن تحت الطاولة المكتب يأخذ (200 دينار) له ولا يعطيني وصل بهذا المبلغ ، والحكومة تأخذ (400 دينار) الخاص بالحجر المؤسسي فالمبلغ بالكامل (1500)دينار .
اتصلت بي ( تسومانتي) بعد استقدامها بخمسة أيام وأخبرتني بأنها ليست بخير ، أخذتها بنفسي إلى الطبيب ، تم تحويلها إلى مستشفى مبارك الكبير ، تم إجراء الفحوصات لها والأشعة والتحاليل والسونار وصبغة ووو الخ، بعد انقضاء خمس ساعات ،تبين أن معها ( سرطان) فورا أرجعتها إلى المكتب ، واستلمت مبلغ( 900 دينار ) فقط لأن الوصل بهذه القيمة، خسرنا مبلغ (600دينار ) 200 دينار فائدة المكتب و400 دينار دخلت في حساب الحكومة قيمة الحجر المؤسسي . هذا ما لدي فقط
قلت :
- من أنتِ ؟! مستحيل تكون " منى" التي أعرفها جيدا ! أولا ثقي بالله بأننا لم نخسر أي مبلغ، بل خسرنا إنسانيتنا، بعد فحوصات استغرقت خمس ساعات ، تأخذينها إلى المكتب ؟! ألا يكفي أنها تعاني من هذا المرض؟ ألم تتقِ الله فيها ، ألا تعرفين جشع المكاتب وبأنهم سيستفيدون من بيعها وستنتقل من بيت إلى بيت ومن كل كفيل يستفيدون مبلغ (400 دينار قيمة الحجر المؤسسي المدفوع من قبلنا؟!) أتعتقدين بأن المكتب سيتكفل فورا بإرجاعها إلى بلادها بهذه السهولة ؟! امرأة مريضة ، أقل شيء ممكن أن تعملي بها فور علمك بمرضها ، التواصل معي ، كنت سأدخلها مستشفى مكي جمعة للأمراض السرطانية ، أو أتكفل بتذكرتها وعودتها إلى أهلها ، وذلك بعد أن أُخيّرها ، اتصلي على المكتب فورا واسئلي عنها ، أن أخبروك بأنهم أعادوها إلى بلدتها ، لكِ أن تطلبي ما شئت مني !
هاتي رقم المكتب أنا من ستتواصل معه وتتابع هذه المسكينة ، لقد أخطأتِ هذه المرة بتصرفك يا منى ، قسما بالله أوجعت قلبي و لوحدي في المنزل حاليا .
- أعتذر منك أم بنيامين ، فأنت منحتيني حق التصرف في كل شيء!
- إلا المرض يا منى لا تستهينين فيه.
" عندما أتكلم عن المرض أقصد جيدا ما أعنيه ،أقصد من أراهم وأسمع عنهم في واقعي المعيشي، وليس في العالم الافتراضي ، كثيرة هي الحالات وبتقارير مختومة ومزورة ، تطلب مساعدات ، فالخونة لم يتركوا مجالا للشرفاء ، اختلط الحابل بالنابل ، لذلك أعتذر عن الوقوف بجانب من هم في العالم الافتراضي ، فأنا أتعامل مع أسماء وليس أشخاص أعرفهم حق المعرفة ..فعمليات النصب والاحتيال في تزايد مستمر في العالم الافتراضي، ولست مغفلة للرد عليهم ، إلى هنا ينتهي الحديث.. فالرجاء عدم الإحراج."
- اتصلت على المكتب . يبدو أنه مغلق لأن اليوم ، يوم راحة ( الجمعة)