عرض مشاركة واحدة
قديم 01-10-2014, 01:47 PM
المشاركة 2
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
شغف


هززت رأسي بحركة يائسة.. وأنا أتملّى الأحذية المعروضة، حتما لن أجد طلبي هنا. سمعت صوتا قويّا عذبا يحثني على الولوج قائلا:
- تفضلي آنستي، هنالك أصناف أخرى في الداخل. تشجعت، ودلفت متخذة مكاني على أحد الكراسي في المحل، قلت للشاب الوسيم محذرة:

- قدمي صعبة، هذا سابع محل ألجه بدون فائدة، أحتاج حذاء يريحني.

- القدم اختصاصنا، وراحتها هدفنا، ستجدين طلبك عندنا، لا محالة، لا تقنطي. أمعن النظر في قدمي.. وكأنه يعاين تحفة أثرية، ثم ظهرت معالم الارتياح على وجهه، وأمر العامل أن يجلب عدة نماذج مصنفة حسب أرقامها، مضيفا أنه قد صنعها بنفسه. دسست قدمي في أحدها
أجربه، فغمرني على الفور شعور بالراحة:

- ما أجمله من حذاء، يناسبني تماما، سيساعدني فأنا أعمل ممرضة. أضاءت عيناه بوميض فرح، مبتسماً حثّني على تجربة المزيد، كلّ زوج أجمل وأحسن من أخيه. ما أروعه، صاحب الأنامل الذهبية، يحق له المفاخرة بمنتوجه المميز. امتدت حماسته إليّ، فانتقيت عدة
منها، بعضها للعمل وأخرى تليق بالمناسبات الإجتماعية.

اكتفيت، واتجهت نحو مكتبه كي أناوله النقود، دفع بكرسيه إلى الخلف لفتح الدرج، صعقني منظر ساقيه الضامرتين، لا حذاء ينتعله، جالسا على كرسي مدولب..

اولفرق عنده ذلك الاعتزاز والشغف.