الموضوع: مواقف إيمانية
عرض مشاركة واحدة
قديم 05-13-2021, 02:53 AM
المشاركة 7
عبد الكريم الزين
من آل منابر ثقافية

اوسمتي
الوسام الذهبي الألفية الرابعة الألفية الثالثة وسام الإبداع الألفية الثانية التواصل الحضور المميز الألفية الأولى 
مجموع الاوسمة: 8

  • غير موجود
افتراضي رد: مواقف إيمانية
رجل من أهل الجنة

عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كنا جلوسًا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: (يطلُع عليكم الآنَ رجلٌ من أهل الجنة)، فطلع رجل من الأنصار، تَنْطِفُ لحيتُه من وضوئه، قد تعلَّـقَ نعليه في يده الشمال، فلمَّا كان الغد، قال النبي صلى الله عليه وسلم مثل ذلك، فطلـع ذلك الرجل مثل المرة الأولى، فلما كان اليوم الثالث، قال النبي صلى الله عليه وسلم مثل مقالته أيضًا، فطلع ذلك الرجل على مثل حاله الأولى، فلما قام النبي صلى الله عليه وسلم تَبِعَه عبدالله بن عمرو بن العاص، فقال: إني لاحَيْتُ أبي، فأقسمت ألَّا أدخلَ عليه ثلاثًا، فإن رأيت أن تُؤْويني إليك حتى تمضي، فعلتُ، قال: نعم، قال أنس: وكان عبدالله يحدث: أنه بات معه تلك الليالي الثلاث، فلم يره يقوم من الليل شيئًا، غير أنه إذا تعارَّ وتقلَّبَ على فراشه، ذكر الله عز وجل، وكبَّرَ حتى يقوم لصلاة الفجر، قال عبدالله: غير أني لم أسمعه يقول إلَّا خيرًا، فلما مَضَتِ الثلاثُ ليالٍ، وكِدْتُ أن أحقِرَ عملَه، قلت: يا عبدالله، إني لم يكن بيني وبين أبي غضب ولا هجر ثَمَّ؛ ولكن سمِعْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لك ثلاث مِرار: (يطلُع عليكم الآن رجلٌ من أهل الجنة)، فطلعت أنت الثلاث مرار، فأردْتُ أن آوي إليك؛ لأنظر ما عملك فأقتدي به، فلم أرَكَ تعمل كثيرَ عملٍ، فما الذي بلغ بك ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: ما هو إلا ما رأيتَ، قال: فلما ولَّيْتُ دعاني، فقال: ما هو إلا ما رأيتَ، غير أني لا أجد في نفسي لأحد من المسلمين غِشًّا، ولا أحسُدُ أحدًا على خير أعطاه الله إيَّاه، فقال عبدالله: هذه التي بَلَغَتْ بك، وهي التي لا نُطِيق.