عرض مشاركة واحدة
قديم 09-28-2013, 07:53 PM
المشاركة 8
فاطمة جلال
مراقبة سابقة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
برزت من بين سواد العوادم ممسحةٌ ترفعها يدٌ نحيلة وصوتٌ لا يتطابق مع قصر قامة وحداثة عهد يطلب أي مساعدة مقابل مسح جزء من السيارة في انتظار الإشارة .. بوجه لا يختلف لونه عن الشعر المجعد حوله إلا في انغماس بياضين لعينين ذابلتين وسط الرمادي

أخرجتُ يدي بدمية من فرو أبيض خارج الزجاج نحوها فكأني نهرتُها فتراجعتْ خوفاً من وهجها ثم آختْ بين بياض عينيها وبينها يحملان السؤال .. ومن عينيّ الجواب: هي لكِ فلا يأخذها منك أحد

قبضتْ أصابعها على فروها الأبيض فارتعش في داخلها بصيص قديم وغاص لسانها في حلقها فلم ترد عليّ .. هربت عيناها لأول الطريق وهرولتْ عائدة إلى الممسحة بيدها الأولى ثم إلى عيني .. واحتارت أتمسكها على هون أم تدسُّها في السواد .. وبعد تجربة لمس اللعبة بخدها علا هدير المحركات من جديد ودار الطريق فلم تجد أأمن من إلقائها في سيارتي لتنقذها من هموم الشارع قائلة: خذها معك .. والشكر يملؤ عينيها والسعادة تكسوها حياة
[tabletext="width:70%;"]

ومن نبض الحرف أخذتنا الى ذلك الشارع الى الضجيج الذي لا يرحم
الى بعد المسافات التي نقهرها عجلات السيارات والى نوافذ القت الضوء على واقع اجتماعي
لفتاة لم تحلم حتى باشلاء دمية


الأديب أسامة نوفل
لحرف نهكة الواقع المؤلم حين تبعثرنا الحياة في الدروب

لك تقديري
[/tabletext]

تَعَـالَ ...
نَعْـجِن مِـن الحِـرَفِ رَغِيفًـا عَـلَى مَوَائِـدِ الـكَلَامِ ...
وَنَـكْتُب رَسَائِـلَ الحَـنِينِ إِلَى اليَـاسمِينِ ....

تعـالَ...
فمن تشتاق الـروحُ اليـهم ؛ قـــد أوغلـوا فـي الغيـاب !

فاطمة جلال

.....