عرض مشاركة واحدة
قديم 01-12-2023, 05:43 PM
المشاركة 10
موسى المحمود
كاتب فلسطيني مميز

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: نساء (مجموعة قصصيّة)
حنين

#نساء

في الصّباح كانت الزّهور الشّتويّة تقف استعدادًا لاستقبال أنوثتها، مرّت أمامَ الزّهور ولم تُسَلِّم، حلّت عليها لعنة الصباح. مدخل البيت يشبه إلى حدٍ كبير بستان ورد في فصل الخريف، كلّ ما عليه ذهب مع الريح، قطّة في زاويةٍ لا تبعد خطوتين، تضمّ نفسها بحذر، تفتحُ عيناً وتغمضٌ أخرى، كأنها تنتظر، من تنتظر..؟ هي أنثى جميلة، وجهها في الصباح تفّاحة، عيناها عصفوران أخضران يحاولان النوم، شعرها مسدول على كتفيها يمتد حتى عمق أنوثتها، تتسلّقه ذرّات الماء، تداعبه الريح. مرّت ولم تلقِ التحية على أي شيءٍ حولها ما عدا جوريةً أهداها لها هو ذات يوم، إنها تكبر وتصبح أجمل، تتفتّح من أجلها كلّ صباح وتوزّع لها الشذى، هو قال هذا قبل أن يمضي، لم تكن تدرك معنى أن يرحل هو هكذا دون سابق إنذار، لكنه فعلها .. هو الآن في آخر الطريق، يراقبها من بعيد، يعلم أنها بحاجة إلى جوريةٍ أجمل، قد تكون بحاجةٍ إليه، هو لا أحد سواه، ولكنه رحل، فقط كي تكون هي بخير، أخرجت منديلها ومسحت على الجورية برفق، قبّلت منديلها، ومضت إلى العمل... هو لم يرحل بعد.