عرض مشاركة واحدة
قديم 11-18-2011, 12:50 AM
المشاركة 18
حمود الروقي
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
أهـلاً أستـاذة ســارة ..

وموضـوع حـواري كـبيـر ، والدلـيـل وجــود نخـبة المـفكـرين بهـذا التنـاول الطـيـب ..


ما المقـصود بحـوار الأديـان ؟

هـو تعـانق الأديـان والاتفـاق على قـواسـم مشـتركـة بين الأديـان السمـاوية وغـير السمـاوية بقصـد طمـس الدين الإسلامي القـويم وتمييع الهويـة الإسلامية .

وهـو اجتمـاع للرمـوز الديـنيـة وكذلك السـياسية - كما ظهر مؤخـرًا - لمدارسة القـضايا المختلفـة بين الأديـان ومحاولة تقـريب وجهات النظر

تحـت غطـاء هـذا التحـاور ، فـقـد يتطـرّقون للألوهـيـة والأمـور العـقائدية وعلاقـة الدين بالسـياسة وعلاقـة الشعوب ببعضها في زمن الحرية

تلك هـي أهـدافـه ومفـهومه وطـريقـته بلا ثـوابـت شـرعـيـة ؛ بل استشـراف مستقـبلي لاندماج المسلمـيـن مع كافـة الديـانات السماوية

وغير السمـاويـة ، حـتى يـتم القـضاء على آيـة الحـرب والجهـاد والـردة ، وينتهـي عـصر إرهاب أعداء الله ..!


* هل يجوز محاولـة التقـارب بين الأديـان ؟

أنا كمسـلم لا أحـاول التقـرّب بين أي ديـن لا يتفـق مع ديـن الله ، فالله عز وجـل قال في كتابه ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم

نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديـنا ) ، وقال تعالى : ( إنّ الدين عند الله الإسلام ، وما اختلف الذين أوتوا الكتاب إلاّ من بعد ما جاءهم العلم

بغـيـًا بينهم ومن يكفـر بآيات الله فإنّ الله سريع الحسـاب ) ، وقال تعالى : ( ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه ) ...


هـذه بعـض الأدلـة التـي تؤكـد أنّ الديـن الإسلامي هـو آخـر الأديـان وخاتمهـا ، وهـو ناسـخ لما قـبله من الأديان السماويـة ..

فمحاولة التقـرّب لديانـات أخـرى باطـلة ، فالكـثير من عـلماء المسـلمين يعـرفون أنّ الديانات السماوية قـد حُـرّفت كثيـرًا

ولكن الواجـب على المسـلمين دعـوة الكفــار للديـن الإسـلامي بالمناظـرة وتحـسين صـورة الإسـلام في عـقولهم ، وهذا واجب كل مسلم

من عـهد رسـول الله صـلى الله علـيه وسـلم إلى عهـدنا هـذا ؛ حـيثّ أنّ الديـن الإسـلامي آخر الديـانات السماويـة وديـن كل البشـرية .


هـل نحن بحاجـة إلى مناقـشة ديـننا مع أديـان انحـرفت عن مسـارها ؟

نحـن لسـنا بحـاجـة للأديـان التـي انحـرفت عـن مسارهـا ؛ بـل هـم - أي أصحاب الديانات الأخرى - الذين أسـّسوا هذا الحـوار لينضمّ معهم

المسـلمون تحـت سـقـف واحـد ويـقـرّوا عقـائد دينـيـة ويـوحّدوا الديـانات الثـلاث كما فعـلوا في القـرن الماضـي في عام : 1932 م عندما أرسـلت

فـرنـسا ممثـلين ديـنيين - عن ديـانتهم الكاثولوكية أكبر طوائف المسيحية - إلى جمهـورية مصـر العربية لتتحاور مع عـلماء الأزهـر

حيث أرادوا من حـوارهم إلغـاء الأذان في المساجـد ، وعـدم قـراءة القـرآن أو تعلـّمه ، ولكنهم ما وجـدوا إلاّ الرفـض من شيوخ الأزهر المؤمنين .

وقـد أقـام الغـرب لاحقـًا العـديد من المؤتمـرات حـول هـذا الشـأن زاعميـن أنهم سينالون من قـوّة المسلمين وقـد نالت لهم الأماني

ولعـلّ أبرز ما نتـج عـن محاولاتهم للتقـرب من ديـن المسـلمين وإقامـة لقاءات حـوله ما عُـقد في دولة قطـر بدعوة من الفاتيكـان

والتـي دُعـيَ لهـا ممثـلين لا يعـترفـون بوجـود الآلهـة ولا يؤمنون بأنّ الديـن رسالة سماويـة مثل الديـانة الهندوسية والبوذية وعبـدة الأصنام والدواب ..

على عكـس ديانات أهل الكـتاب التـي تتفـق مع الدين الإسلامي على وجود إلـه ووجـود رسالة سماويـة ، وهذا بالتأكيد يعـزّز

مفـهوم بطــــلان هـذا الحـوار الذي يلغـي الـثابت الشـرعي والعـقـلي .

فالذي يعـلم هذه الحـوارات وأهـدافها التـي أنشـأت من أجلها يدرك أن المتحاورين لا يتفـقـون على معـيار الإيمـان بالله وأنّ قاسمهم المشترك

هـو دمـج الأديـان مع بعـضها البعـض وبنـاء الكنائـس بجوار المسـاجد وعدم الإساءة لمحمد صلى الله عليه وسلم كما يزعمون ..


الحديـث أختي سارة في هذا الموضوع يطـول ويتشعـّب ويعـود لنقطـة الأصل ..

أنّ الديـن الإسـلامي هـو آخـر الرسالات السمـاوية وأنّ أعداءه في تزايـد حتى من بعـض المنتسبين إليـه ..

نشكـرك جميعـًا على طـرق مثـل هذه الموضوعات التـي تحمـل في ظاهـرها الحُـسن ويختبئ في جوهرها ما الله به عـليم ..

تحـية وتقـدير لـكِ ولكل الأساتـذة المشاركين في هـذا المبحـث ..

وصلى الله وسـلم على نـبيّـنا محمد وعلى آله وصحـبه إلى يوم الديـن .