عرض مشاركة واحدة
قديم 03-16-2021, 09:07 PM
المشاركة 2
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: البارودي يعارض ابن النبيه في ( يا ساكني السفح )
ذات يوم طلب أحد الفضلاء من الشاعر محمود سامي البارودي أن يوازن أو يعارض قصيدة ابن التبيه التي مطلعها:

يا ساكني السَّفحِ كم عينٍ بكم سَفَحَتْ

نَزَحتُمُ فهي بعد البُعدِ ما نَزَحَتْ

* فقال البارودي معارضاً تلك القصيدة:

ماذَا عَلى قُرَّة ِالعَيْنَيْنِ لَوْ صَفَحَتْ

وعَاوَدَتْ بِوِصالٍ بَعْدَ ما صَفَحَتْ

بايَعْتُها الْقَلْبَ إِيجاباً بِما وَعَدَتْ

فيالَها صفقةً في الحبِّ ما ربِحَت

قد يزعمُ النَّاسَ أنَّ البخلَ مقطعة ٌ

فما لقلبيِ يهواها وما سَمحَتْ؟

خوطيَّة ُ القدِّ، لو مرَّ الحمامُ بها

لم يَشْتَبِهْ أَنَّها مِنْ أَيْكِهِ انْتَزَحَتْ

خفَّت معاطفها، لَكن روادفُها

بِمِثْلِ ما حَمَّلَتْنِي في الهَوَى رَجَحَتْ

وَيْلاهُ مِنْ لَحْظِها الْفَتَّاكِ إِنْ نَظَرَتْ

وَآهِ مِنْ قَدِّها الْعَسَّالِ إِنْ سَنَحَتْ

يَمُوتُ قَلْبِي وَيَحْيَا حَيْرَة ً وهُدىً

في عالَمِ الْوَجْدِ إِنْ صَدَّتْ وإِنْ جَنَحَتْ

كَالْبَدْرِ إِنْ سَفَرَتْ، والظَّبْيِ إِنْ نَظَرَتْ

والْغُصْن إِنْ خَطَرَتْ، والزَّهْرِ إِنْ نَفَحَتْ

واخَجْلَة َ الْبَدْرِ إِنْ لاحَتْ أَسِرَّتُهَا

وحيرةَ الرشإِ الوسنانِ إن لمحَت

لها رَوابِطُ لا تَنْفَكُّ آخِذَة ً بعُروةِ

القلبِ إن جدَّت، وإن مزحَتْ

يا سَرْحَة َ الأَمَلِ الْمَمْنُوعِ جَانِبُهُ

ويا غَزَالَة َوادِي الْحُسْنِ إِنْ سَرَحَتْ

ترفَّقى بفؤادٍ أنتِ منيَتهُ

ومقلةٍ لسوى مرآكِ ما طمحَتْ

حاشاكِ أن تسمعي قولَ الوشاةِ بنا

فإِنَّها رُبَّمَا غَشَّتْ إِذَا نَصَحَتْ

أفسدتُ في حبَّكُم نفسي جوىً وأسىً

والنفسُ في الحبِّ مهما أُفسِدَت صلَحَتْ

ما زِلتُ أسحرُها بالشعرِ تسمعهُ

مِن ذاتِ فهمٍ، تُجيدُ القولَ إن شرَحتْ

حتَّى إذا علِمَت ما حلَّ بى، ورأّت

سُقْمِي، وخَافَتْ عَلى نَفْسٍ بها افْتَضَحَتْ

حنَّت رثَت عطفَت مالَت صبَت عزَمتْ

همَّت سرَتْ وصلَتْ عادَت دنَتْ منَحَتْ

فبتُّ في وصلِها في نعمَةٍ عَظُمَت

ما شِئْتُ، أَوْ جَنَّةٍ أَبْوَابُهَا فُتِحَتْ

أنالُ من ثغرِها الدُّرِّى ِّ ما سألَتْ

نَفْسِي، وَمِنْ خَدِّهَا الْوَرْدِيِّ ما اقْتَرَحَتْ

في رَوْضَةٍ بَسَمَتْ أَزْهارُهَا، ونَمَتْ

أَفْنَانُهَا، وَسَجَتْ أَظْلاَلُهَا، وَضَحَتْ