الموضوع: الصورة
عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
3

المشاهدات
1119
 
د. عبد الفتاح أفكوح
باحث وقاص مغـربي

اوسمتي


د. عبد الفتاح أفكوح is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
693

+التقييم
0.10

تاريخ التسجيل
Mar 2006

الاقامة

رقم العضوية
915
04-07-2021, 11:34 PM
المشاركة 1
04-07-2021, 11:34 PM
المشاركة 1
افتراضي الصورة
* (الصُّورَةُ) .. قصَّة بريشة: عبد الفتاح أفكوح.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
... ثم من يدري؟ .. لعله كان ساعتها يفكر في أولاده الصغار وزوجه، ويتذكرهم مشفقا عليهم مما يلاقونه في حال غيابه من العناء الشديد وضيق ذات اليد بعيدا عنه هنالك في ذلك المنزل الصغير، حيث لا يستطيع إليه سبيلا، أو ربما كان ذهنه في تلك اللحظة شاردا في الذِي حل به من بلاء لم يصطفيه لنفسه عن طيب خاطر، ولا خطر له يوما أو في حين من الأحيان أن ينزل به ...
ومن يدري؟ .. لعله غاص حينها متأملا تفاصيل الحدث الذي جرى منذ سنة بعيدة، وكان هو ذاته قطب الرحى فيه، إذ أن الذِي داهمه في تلك الليلة لم يكن بالنسبة إليه ظرفا معتادا أو وضعا مألوفا، بل إنه كان صَاعقا مزلزلا ...
ثم من يدري؟ .. ربما قفزت إلى ذهنه وقتها ذكرى توجهه إلى الله ذي اللطف الخفي بخالص الدعاء، عندما كان مصاحبا بمن لا يعرفهم ولا يعرفونه إلى مكان يجهله وهم يعلمونه ...
استرسل في تأملها واستقراء معالمها الدقيقة بصَوت مسموع، فإذا به يلمح بسمة صَاحبها قد سطعت مشرقة في سَماء وجهه الوضاء، وداعبت بسكينتها عينيه المستبشرتين، فخفقت هادئة مطمئنة نشيطة في فؤاده النابض بالإيمان...
سأله صاحبه: أتراك كنت تحدثني بالذي ذكرت؟ أم كنت تحدث به نفسك؟ ثم قل لي: عمن كنت تتحدث بتلك الكلمات الجريحة، وبذلك الصوت الشجي؟ ..
وفيما كانت عيناه مشدودتين إلى حيث بدا ذاك الوجه مطلا من جوف الجدار القائم أمامه، رد عليه مجيبا: لم أكن أحدث إلا نفسي، وإن كنت تريد معرفة من قصدت في حديثي، فانظر إلى تلك الصورة ...