الموضوع: " إلى متى "؟!
عرض مشاركة واحدة
قديم 04-02-2022, 09:04 AM
المشاركة 6
مُهاجر
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • موجود
افتراضي رد: " إلى متى "؟!
قال :
لدمع يحتاج ادنى سبب ليتناثر على الوجنتين ،
هناك من يصبر فلا ترى منهم الا دموع بلا صراخ ، او نحيب ،
وهناك من يضعف قلبه فتراه يصرخ ، ويبكي وهو عارف لا مجال لرجوع الفقيد ،

والحمدلله على كل حال .

قلت :
كم يرهقني سيل التساؤلات ..
عن قلب يغمره التناقضات ..
ومن ارتحال يعم المشاهدات ..
فكم تخنقني لوعة الواقع ..
وحياة يملأها نكد واضمحلال ..
ونزوح نحو الويلات ..
وما زلنا نفتش عن الأسباب ..
وإن كانت شاهرة للعيان ..
غير أنا نكابر بالعناد ..
هي الأقدار التي فيها اختلاف ..
على قدر من يتلقاها باستلام ..

فمنهم :
متقبل
صابر
محتسب

ومنهم ؛
متذمر
شاك
خوان

والفرق بينهما
؛
فالأول :
قلبه مع الله ، فكانت الثقة بربه له وجاء ،

وأما الثاني :
فقلبه مبتور حبله الموصل بالله ،
فمن هنا نعرف المعادلة التي بها تقوم الحياة ،

فلو :
بلغ بنا الحال بأن نصل حبلا متينا مع الله لما كان الحزن والضيق قرين الحياة ،
ولو تعاملنا مع الله تعامل الحبيب لحبيبه
لما تعالت صيحات التذمر ، والقنوط ، والآهات ،

ولو :
تعاملنا مع ما يحصل لنا من ابتلاءات على أنها رسائل من محبوبنا ،
الذي لا ترتبط عطاياه بعواطف ، أو ردات فعل لعطاياه _ حاشا لله _
لما كانت صورة التعامل مع الأحداث بهذا القتامة !
ولأصبحنا نتلذذ باستقبال أنواع الابتلاءات ،
كونها تأتينا من عدل لا يظلم ، ورحيم قد سبقت رحمته غضبه ،
وهذه دعوة كي نراجع واقعنا وحالنا مع الله ،
كي لا تكون علاقتنا مع الله مجرد طقوس ،
وعادات تمارس منزوعة منها الروح ،
فلو كنا نعبد الله على بصيرة ، واستشعار ،
وخشوع لتغيرت معالم حياتنا ، والعجيب ممن يتسائل ،
لماذا نحن نصلي ونقرأ القرآن و...ولكن لا نحس بما نقوم به ،؛ أو نرى أثره وآثاره ؟!

وجوابه ؛
لكون تلك العبادات قائمة على حركات الجسد منزوعة منها الروح من الخشوع والإستشعار بعظمة من قام له ذلك الجسد ،
ومن تقدم له تلك العبادات ، فخلقنا بذلك وجعلنا بيننا وبين الله بونا شاسعا أبعدنا عن الوصول إلى حضيرة الله ،
والتلذذ بالعبادة ، وتلقي هدايا القدر بقلب صابر وراض .

من هنا تكون :
" راحة البال " .