عرض مشاركة واحدة
قديم 10-27-2010, 09:34 AM
المشاركة 4
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
انا مع قرار الاخ طارق الاحمدي في تثبيت هذه القصة ليس لموضوعها فقط وانما لانها محبوكة بصورة فذة تراعي المقايس العالمية لكتابة القصة.

فالعنوان آسر ( الاسيرة) والمقدمة جميلة للغاية تمكن القاص من خلالها من رسم مشهد مذهل وابتعد عن الحديث عن الشخوص وهو الخيار الافضل في جعل القصة عظيمة الجذب والتأثير.

وهي مقدمة حتما ساخنة بل ملتهبة في مفرداتها ووقعها هائل الاثر على نفس المتلقي.

"الجو معبأ بأبخرة البارود .. خراب .. دمار .. بيوت تهدم .. نساء تغتصب وحوامل تجهض .. رائحة كريهة تفوح من كل جانب .. خطواتهم تدنس حرمة البيت من حولها ، طرقات أحذيتهم تجلجل في ظلمة الليل ، صرخات استغاثة ، أصوات مكتومة ما تلبث أن تخبو .. صرخات أخرى ، أصوات طلقات نارية ..هدوء يسيطر على المكان .."

إذ تكاد كل كلمة هنا تحكي قصة ( بارود، خراب، دمار، بيوت مهدمه، نساء تغتصب، اجهاض، رائحة كريهه، تدنيس، جلجلة، طرقات، خطوات، ظلمة، ليل، صرخات، استغاثة، اصوات مكتومة، اصوات اخرى، اصوات طلقات ، ناريه، ثم هدوء يسيطر على المكان).

هذه هي الكلمات التي استخدمها القاص هنا لصناعة مقدمة مذهلة فيها الكثير من الحركة واستخدام فذ للتضاد في المعاني وكلمات اخرى تستفز الحواس بحدية تسلب لب المتلقي وتجده يتابع القراءة ليعرف ما الموضوع؟ واين حصل ذلك ولماذا؟ ومن الشخوص؟ وماذا حصل لهم؟ وما الى ذلك؟

هذه هي البداية فقط التي يبدو ان القاص نجح في صناعتها بشكل فذ لينتهي المشهد المتفجر وصوت البارود الذي يملأ الجو ينتهي الى هدوء يسيطر على المكان، وهي نفس النهاية التي اختارها القاص هنا لقصته المتفجرة فكانت نهاية مغايرة تترك في النفس اثرا مهولا..

فهل نجح القاص فعلا في صناعة قصة ذات مواصفات عالمية سخر فيها كل عناصر القصة القصيرة ببراعة مما جعل قصته ناجحة وبالغة الاثر؟