عرض مشاركة واحدة
قديم 03-10-2022, 11:30 PM
المشاركة 504
ياسَمِين الْحُمود
(الواعية الصغيرة)
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي
الحضور المميز الألفية الثانية الإداري المميز الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى وسام الإدارة التكريم الكاتب المميز 
مجموع الاوسمة: 9

  • غير موجود
افتراضي رد: يوميات ياسَمِين
الخميس 10 مارس 2022

- الساعة التاسعة صباحا رافقت الأهل وأوصلتهم إلى مطار هثرو استعدادا للعودة إلى أرض الوطن ، مع توصيات الوالد الشديدة بأن أنتبه على نفسي، شعرت بأنني طفلته لا يود مغادرتي ، أحتبست دمعتى ولم أطلقها إلا بعد أن ابتعدت عنهم….
- عدتُ إلى الشقة ، بعد مغادرة الأولاد
أصبحت موحشة والجلوس فيها لا يُطاق ، الساعة الآن الحادية عشرة صباحا ، يستحيل أكون لوحدي ما يُقارب العشر ساعات، حملت حقيبتي وفورا حجزت غرفة في أحد الفنادق في شارع أكسفورد،
- اتصلت بأم رائد وطلبت منها أن تفرغ الشقة بكل محتوياتها من طعام وحلويات وتفرغ الثلاجات وتتأكد من إغلاق الكهرباء وووو الخ
وصلت الفندق،يسألني موظف الاستقبال :
- كم ليلة ؟
- الساعة الثامنة مساءً سأغادر ، لن أقيم لديكم حتى ليلة واحدة.
- أشار إلي أن أحجز في الفنادق القريبة من المطار ، بما أن رحلتي مساءً، أخبرته أود أن أتجول في شارع أكسفورد لحين الذهاب إلى المطار ، احتسب لي الغرفة إقامة ليلة واحدة، لا بأس ..تلقيت اتصالا من أم رائد..
- ياسمين ،عثرت على جوال في غرفة والدك ، يبدو أنه نسي جواله.
- كيف ذلك ؟! قبل قليل اتصل بي وأخبرني بأنهم عند البوابة استعدادا لدخول الطائرة!
صفي لي الجوال !
- جوال أسود حديث ذو ثلاث كاميرات.
- نعم هذا جواله الثاني ، سأمر لأستلمه.
- لا داعي، أين مكانك؟! ابني رائد سيأتي به إليك .
- شكرا جزيلا أنا في فندق ……..
خلال ساعة كان الجوال معي ومغلق، احتفظت به .
- وصل الأهل إلى الكويت ، تحمدت لهم بالسلامة، كلمت الوالد وأخبرته بأنني عثرت على جوال في غرفته.
انصدم، قال لي بأن هذا الجوال لصديق نسيه أثناء لقائه به في مطار الكويت
قبل رحلتهم إلى لندن، واحتفظ به لحين عودته ليسلمه، وحرص أن أحتفظ به لأنه أمانة…
تنفست الصعداء لوهلة - إذن ليس أبي من راسل أم عبدالله- لا زال أبي وفيا لوالدتي😅
لكن السؤال يطرح نفسه ، إن كان الجوال لصديقه ، من أين عرف أم عبدالله وأين رآها ، وكيف حصل على رقم جوالها ؟!
وهل صديق أبي ليس له أرقام أخرى يتواصل معها عبر جواله؟! لا يوجد غير رقم واحد لأم عبدالله..
فكرة تأخذني وفكرة أخرى تأتي بي .
اضطررت أن فتح الجوال لأكتشف أن أبي صادق، الكلام الأخير الذي أرسلته بنفسي على لسان أم عبدالله لم يُقرأ، وهذا دليل أن أبي لم يفتح الجوال، ويظل هناك جزء غير واضح في الموضوع ..
ما يقلقني الآن أنني وضعت نفسي في موقف محرج مع أم عبدالله بمعني أنني ورطت نفسي معها ، كيف أُخرج نفسي من تلك الورطة ؟!🙄
لم يبق إلا ثلاث ساعات على موعد رحلتي ، طار الوقت بسرعة بسبب التفكير ..
تناولت حقيبتي وركبت السيارة وإلى مطار هثرو للمرة الثانية ، في المواقف هناك من ينتظرني من الشركة لاستلام السيارة ، أخذ أجرته ، واستفسرت منه إن كان لديهم فرع في بلجيكا حتى أستأجر منهم ، أخبرني بنعم وسيتواصل معهم لتوفير سيارة لي بعد تمرير معلوماتي عليهم..
- دخلت المطار ، استقبلني شخص من أصول عربية ،أول مرة أراه ..
- معك حاتم .
- من حاتم ؟! مدير منابر ثقافية؟! لا أعرف أحدا بهذا الاسم غيره !
- لا أعلم ماذا تقصدين !
المهم ، عرّفني بنفسه وأخبرني أن أبي أوصاه في الصباح على أن يساعدني ويتمم إجراءات المطار ، سألته:
- وكيف عرفت شكلي؟
-أشار والدك إليك دون أن تُشعري .
- حسنا، الشفت في الصباح لا يتغيّر ، هل لازلت منذ الصباح هنا؟!
- أكيد تغيّر وانتهى عملي ، ولكنني هنا الآن لأجلك .
- شكرا لك هذا الجواز وهذه الحقيبة ، تفضل .
بعد أن انتهى من الإجراءات ، فتحت محفظتي، أخبرني بأن والدي أكرمه ولا داعي لإكرامه ، طبعا لم أرض وألزمته بأخذ إكراميته منّي.
- بسم الله وماشاء الله نص مَن في المطار من الشعب الكويتي الذي يعشق لندن، عادي جدا يقضي نهاية الأسبوع في لندن ويعود ..
- المهم تذكرت أنني على لحم بطني لا غداء ً لا حتى عشاء ، وقفت عند مطعم تعودت أشتري منه ، يُقال أن اللحم حلال عنده، لكن أمامي طابور طويل من الخليجيين ، وقفت ما يُقارب الخمس دقائق فقط لا أكثر لأجد من يُربت على كتفي ، التفتُ لأجد فتاة تطلب مني مرافقتها، قلت لها إن خرجت من الطابور لن أستطيع الوقوف في نفس المكان سيطول الطابور ، أصرّت أن أخرج لأن هناك طعاما ينتظرني..
- طعام ، لي أنا ؟
"الجوع كافر " خرجت من الطابور كوحدة عمياء لأجد ⬇
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

- يا الله ، لي هذا الطعام ؟! ومن المطعم نفسه الذي كنت أنتظر دوري في الطابور!
- نعم.
- من أحضره أو من اشتراه لي ؟! أشارت إلى زوجها وهو نفس الشخص الذي استقبلني وأتمم إجراءات المطار لي.. لوّحت بيدي له وشكرته..
- حاليا الساعة الثامنة والنصف ، في المطار وموعد الرحلة العاشرة والنصف …