عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
4

المشاهدات
1040
 
ياسَمِين الْحُمود
(الواعية الصغيرة)
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي
الحضور المميز الألفية الثانية الإداري المميز الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى وسام الإدارة التكريم الكاتب المميز 
مجموع الاوسمة: 9


ياسَمِين الْحُمود will become famous soon enough

    غير موجود

المشاركات
35,006

+التقييم
5.46

تاريخ التسجيل
Oct 2006

الاقامة
قلب أبي

رقم العضوية
2028
06-21-2021, 12:09 AM
المشاركة 1
06-21-2021, 12:09 AM
المشاركة 1
افتراضي طي اللسان والطيلسان


سبب كتابتي لهذا الموضوع موقف حدث في حفل الزفاف الأخير لقريبتي
خبير الموضة الإنجليزي ديفيد روس في يوم ما
كان ساخطًا جدا على " جون ميجور " رئيس الوزراء البريطاني وزميله " كينيث كلارك "
وزير الميزانية لانعدام لمسة الذوق عندهما فيما يتعلق بأسلوبهما في ارتداء ملابسهما
يقول روس عن الأول ميجور: لقد سئمنا من بذلته، وأسلوب ربطة عنقه ،
خصوصا نحن نبدأ عهدًا أوروبيا موحدا، ومن المخجل أن أمثاله في الحكومة البريطانية قد صاروا بعدد الأصابع في اليدين.
ويصف روس الثاني - كلارك - بقوله: يبدو أنه ينام ببذلته حيث تبدو دائمًا " مكرمشة " خالية من أي أثر للكي ! منتهى البعككة ،
وأذكر بهذه المناسبة والشيء بالشيء يُذكر أن الشاعر " عبد الحميد الديب " سُئل ذات يوم : لِمَ لا تغير بذلتك؟
فأجاب: لأن بها صفتين من صفات الله هما الوحدانية والقدم ، ولله المثل الأعلى " إذ ليس كمثله شيء "
ولا شك أن عبد الحميد الديب لو كان ثريا لما تردد أن يشتري عدة ( بدل ) جديدة!
ومن الظلم أن نقارن بين عبد الحميد الديب وبين جون ميجور وكينيث كلارك … لماذا؟!
لأن عبد الحميد الديب " شاعر البؤس والهوان " لازمه النحس طوال عمره فلم يتقلد منصبًا رفيعًا
ولم ينل مالاً أو شهرة، بينما جون ميجور رئيس وزراء ومن قبل كان وزيرًا للخزانة،.
أما كينيث كلارك فهو وزير للميزانية ومن ضمن البذلات التي يحصل عليها الوزراء " بدل الملبس"
فكيف إذن يفقد ( الرجل العام) احترام الناس له بإهماله لمظهره؟
ومنذ متى كانت الأناقة مكلفة وهي تعتمد على البساطة والذوق والقليل من الاهتمام أكثر من اعتمادها على النقود؟
وقديما قيل : الأناقة في البساطة والرشاقة في النحافة …
صحيح أن الشاعر القديم يقول: ليس الجمال بأثواب تزيننا ، إن الجمال جمال العلم والأدب .
وربما يُقال : " المرء بطي لسانه لا بطيلسانه " و " المرء بمخبره لا بمظهره "
و " ربنا رب قلوب " و " نريد قلوبًا لا قوالب" … إلى آخره ، كل هذا صحيح
لكن …!
ما الذي يمنع من أن نجمع مع جمال الجوهر، جمال المظهر؟! أليس ذلك أفضل؟
إذن فإن الذوق شيء ليس في الكتب، وإنما هو سلوك نتشربه مع لبن الرضاعة ونحن في المهد
ويظل معنا يلازمنا حتى اللحد، ولهذا قيل إن " الطبع يغلب التطبع"
فوااااا أسفاه على ميجور وكلارك وأمثالهما …



التعديل الأخير تم بواسطة ياسَمِين الْحُمود ; 06-21-2021 الساعة 02:45 AM