الموضوع
:
عبده خال ...أتقن الحديث عن ثنائية الموت والحياة
عرض مشاركة واحدة
10-04-2010, 09:27 AM
المشاركة
10
ايوب صابر
مراقب عام سابقا
اوسمتي
مجموع الاوسمة
: 4
تاريخ الإنضمام :
Sep 2009
رقم العضوية :
7857
المشاركات:
12,766
قلت
ذات مرة «نحن كائنات يصل إليها عطب الموت سريعا»، ما الذي قصدته؟
ـ
هناك أناس يظنون أن الموت هو نقلك لحفرة صغيرة،
وكارثتنا أننا نموت أحياء، إذ يصل إلينا العطب بسبب وضعنا داخل سجن صغير من
التهميش، مكون من سوء الظن والزيف والكذب. وبالتالي نتحول إلى كائنات ميتة، فماذا
يعني أن شابا صغيرا في مقتبل العمر لا يدرس ولا يعمل ولا يحب، أليس هذا الشاب
ميتا؟
!
>
لأجل ذلك تكرس
رائحة الموت في محيط رواياتك جميعها.. ففي «فسوق» المقبرة تكاد تكون بطلا حاضرا؟
ـ المقبرة في «فسوق» هي
البطل والخلاص، بمعنى أن الحياة بما وصلت إليه من اختلال وعبث فإن تصحيحها لا يكون
إلا بالموت، أي من داخل المقبرة، لتنشأ بعدها حياة جديدة خالية من الأدران
.
فالأطفال يتجمعون داخل المقبرة لتواصل الحكاية سردها في «فسوق». شفيق يمثل النقاء
الطاهر للإنسان، أما وحشية العمل الذي قام به؛ فهو بالنسبة له ما كان سوى حياة
جديدة يستمتع بها رغم أنه يمارس حبا شاذا لأبعد درجة ممكنة، لكنه مارسه بطهر، وقد
نبع هذا التصرف منه لأنه اكتسب العفن في داخله واعتاد عليه،
فعندما لاصق الموتى الذين يفوح منهم العفن، اعتاد على ذلك ما عاد
تصرفه الشاذ يعني له شيئا، حتى أنه اعتقد بإمكانية تكوين أسرة من الموتى، والعيش مع
عشيقة ميتة، على عكس الأحياء خارج المقبرة ممن رفضوه
.
عندما أتحدث عن الموت في الرواية، لا أعتبره نهاية وإنما نقطة ارتكاز
لبدء دائرة جديدة من الحياة
.
>
مررت بلحظات الموت في غرف العناية المركزة التي
دخلتها عدة مرات عندما تعب قلبك.. فهل أردت مواجهة الموت في رواياتك بسبب ذلك؟
ـ مسألة ذهابي
المتكرر للمستشفى تعود إلى أني
قدمت من قرية،
الحياة فيها رخيصة جدا،
ففي كل موسم يتحرك مرض أو وباء
يختطف من أي بيت فردين أو ثلاثة
.
أصبت بأمراض كثيرة وأنا طفل،
من ضمنها الملاريا
.
أبناء القرى يمرون عادة بجحافل من الأمراض
التي تخطفهم باكرا
.
وأول ما نبهني لحقيقة الموت، وأنا
صغير، في قريتي، هي تلك الجثث التي رأيت الوادي يجرفها أمام عيني، وتلك الغارقة
داخل الآبار، مات أصحابها بسبب وباء انتشر في القرية
.
لهذا لم يكن
الموت مرعبا بالنسبة لنا، كوننا اعتدنا عليه
.
اليوم تغيرت علاقتي بالموت،
وبدأت أخافه،
لهذا أوجدت طريقة للتحايل عليه في لعبة
سردية
، وكأني أقول له: تعال إلي كي نتفق ونتصادق،
لقد لعبتها معه في رواية
«
الطين
»
، والآن في
«
فسوق
»
،
وهي محاولة مني كي أثبت أن
الموت هو حياة وليس نهاية
.
http://www.aawsat.com/details.asp?se...2&issueno=9906
-
لكن يظل السؤال هل عاش عبده خال
يتيما؟
-
وهل موت الآخرين الذين
رآهم هو مُشعل فتيل الإبداع لديه؟
-
أم هو موت يخصه ( أب ، أخ ، أخت ، صديق ) وما يزال ينكره في عقلة الباطن مثلنا
جميعا؟ نحاول ان ننسى تجاربنا المؤلمة ونعبر عنها بصورة أخرى وكأننا نريد ان نخلق
عالما آخر تكون السلطة فيه لنا وليس للموت؟ عالم أكثر جمالا وأكثر
مثالية؟؟؟
-
هل هو موت من
شاهدهم ؟ وهل يعتاد المرء على الموت؟
-
هل عبده خال يتجه نحو المجد والشهرة والخلود والعبقرية كنتيجة لتلك
البراكين التي خلفها الموت في أعماق ذهنه؟
-
هل يمتلك مقومات العبقري الفذ ..المدفوع بتلك الطاقات الدفينة التي
تنبعث في الذهن من خلال تلك الزلازل ( الفجائع ) التي تصيبنا فيتكون بركان القول
والشعر والرواية والابداع؟
-
ويظل السؤال ...أي موت هو ذلك الذي صنع عبده
خال؟؟؟؟
رد مع الإقتباس