عرض مشاركة واحدة
قديم 10-04-2010, 09:27 AM
المشاركة 10
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
قلتذات مرة «نحن كائنات يصل إليها عطب الموت سريعا»، ما الذي قصدته؟


ـهناك أناس يظنون أن الموت هو نقلك لحفرة صغيرة،وكارثتنا أننا نموت أحياء، إذ يصل إلينا العطب بسبب وضعنا داخل سجن صغير منالتهميش، مكون من سوء الظن والزيف والكذب. وبالتالي نتحول إلى كائنات ميتة، فماذايعني أن شابا صغيرا في مقتبل العمر لا يدرس ولا يعمل ولا يحب، أليس هذا الشابميتا؟!

> لأجل ذلك تكرسرائحة الموت في محيط رواياتك جميعها.. ففي «فسوق» المقبرة تكاد تكون بطلا حاضرا؟

ـ المقبرة في «فسوق» هيالبطل والخلاص، بمعنى أن الحياة بما وصلت إليه من اختلال وعبث فإن تصحيحها لا يكونإلا بالموت، أي من داخل المقبرة، لتنشأ بعدها حياة جديدة خالية من الأدران. فالأطفال يتجمعون داخل المقبرة لتواصل الحكاية سردها في «فسوق». شفيق يمثل النقاءالطاهر للإنسان، أما وحشية العمل الذي قام به؛ فهو بالنسبة له ما كان سوى حياةجديدة يستمتع بها رغم أنه يمارس حبا شاذا لأبعد درجة ممكنة، لكنه مارسه بطهر، وقدنبع هذا التصرف منه لأنه اكتسب العفن في داخله واعتاد عليه،فعندما لاصق الموتى الذين يفوح منهم العفن، اعتاد على ذلك ما عادتصرفه الشاذ يعني له شيئا، حتى أنه اعتقد بإمكانية تكوين أسرة من الموتى، والعيش مععشيقة ميتة، على عكس الأحياء خارج المقبرة ممن رفضوه. عندما أتحدث عن الموت في الرواية، لا أعتبره نهاية وإنما نقطة ارتكازلبدء دائرة جديدة من الحياة.

> مررت بلحظات الموت في غرف العناية المركزة التيدخلتها عدة مرات عندما تعب قلبك.. فهل أردت مواجهة الموت في رواياتك بسبب ذلك؟

ـ مسألة ذهابيالمتكرر للمستشفى تعود إلى أنيقدمت من قرية،الحياة فيها رخيصة جدا،ففي كل موسم يتحرك مرض أو وباءيختطف من أي بيت فردين أو ثلاثة. أصبت بأمراض كثيرة وأنا طفل،من ضمنها الملاريا. أبناء القرى يمرون عادة بجحافل من الأمراضالتي تخطفهم باكرا. وأول ما نبهني لحقيقة الموت، وأناصغير، في قريتي، هي تلك الجثث التي رأيت الوادي يجرفها أمام عيني، وتلك الغارقةداخل الآبار، مات أصحابها بسبب وباء انتشر في القرية.
لهذا لم يكنالموت مرعبا بالنسبة لنا، كوننا اعتدنا عليه. اليوم تغيرت علاقتي بالموت،وبدأت أخافه،لهذا أوجدت طريقة للتحايل عليه في لعبةسردية، وكأني أقول له: تعال إلي كي نتفق ونتصادق،لقد لعبتها معه في رواية «الطين»، والآن في «فسوق»،وهي محاولة مني كي أثبت أنالموت هو حياة وليس نهاية.



- لكن يظل السؤال هل عاش عبده خاليتيما؟
- وهل موت الآخرين الذينرآهم هو مُشعل فتيل الإبداع لديه؟
- أم هو موت يخصه ( أب ، أخ ، أخت ، صديق ) وما يزال ينكره في عقلة الباطن مثلناجميعا؟ نحاول ان ننسى تجاربنا المؤلمة ونعبر عنها بصورة أخرى وكأننا نريد ان نخلقعالما آخر تكون السلطة فيه لنا وليس للموت؟ عالم أكثر جمالا وأكثرمثالية؟؟؟
- هل هو موت منشاهدهم ؟ وهل يعتاد المرء على الموت؟
- هل عبده خال يتجه نحو المجد والشهرة والخلود والعبقرية كنتيجة لتلكالبراكين التي خلفها الموت في أعماق ذهنه؟
- هل يمتلك مقومات العبقري الفذ ..المدفوع بتلك الطاقات الدفينة التيتنبعث في الذهن من خلال تلك الزلازل ( الفجائع ) التي تصيبنا فيتكون بركان القولوالشعر والرواية والابداع؟


- ويظل السؤال ...أي موت هو ذلك الذي صنع عبدهخال؟؟؟؟