عرض مشاركة واحدة
قديم 02-28-2023, 04:25 PM
المشاركة 657
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: فقه اللغة وسرُّ العربية / الثعالبي
الفصلُ الثّالثُ والخَمْسُونَ


مُجْمَلٌ في وُقُوعِ بَعْضِ حُرُوفِ المَعْنَى مَوَاقِعَ بَعْضٍ

(أمْ)

تَقَعُ مَوقِعَ (بَلْ) كما قالَ عَزّ وجَلَّ {أم يَقُولُونَ شاعِرٌ}1
أيْ: بلْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ. وقال سِيْبَوَيْهِ: أمْ تَأتِي بِمعنَى الاسْتِفْهَامِ
كقولِهِ تَعَالَى {أمْ تُرِيْدُونَ أنْ تَسْأَلُوا رَسُولَكُمْ}2 أيْ: أتُريدُنَ أن
تسألوا رَسُولَكُمْ. والله أعلم.

(أو)


تأتي بمعنَى وَاوِ العَطْفِ، كما قَالَ تَعَالَى {ولا تُطِعْ منهم آثِمًا
أو كَفُوْرًا}3 أي آثِمًا وكَفُورًا. وبمعنى بَلْ، كما قالَ تَبارَكَ وَتَعَالَى
{وأَرْسَلْنَاهُ إلى مِئةِ ألفٍ أو يَزِيْدُونَ}4 أيْ: بَل يَزِيدُونَ.
وبمعْنَى إلَى كَمَا قَالَ امرُؤُ القَيْسِ:

فَقُلتُ لهُ لا تَبْكِ عَيْنُكَ إنَّما
نُحاوِلُ مُلْكًا أو نَمُوتَ فَنُعْذَرَا

وبمعْنَى حتَّى، كَمَا قَالَ الرَّاجِزُ:

*ضَرْبًا وَطَعْنًا أو يَمُوتَ الأعْجَلُ*


أيْ حتَّى يَموتَ.

(أنَّ)


بمعنى (لَعَلَّ) كما قالَ عَزَّ وجَلَّ {وما يُشْعِرُكُمْ أنَّها إذَا
جاءَتْ لا يُؤمِنُونَ}5 والمَعْنَى لَعَلَّها إذَا جَاءتْ. والله أعْلَمُ.

(إنْ-الخَفِيفَةُ)


بمعنَى (إذْ) كما قالَ تَعالَى {وأَنْتُمْ الأَعْلَونَ إنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنينَ}6
أيْ: إذْ كُنْتُمْ مُؤْمِنينَ.

(إن-الخَفِيفَةُ)

بمعنَى (لَقَدْ) كما قالَ تَعَالَى {إنْ كُنَّا عَنْ عِبادَتِكُمْ لَغَافِلِينَ}7
أيْ: ولَقَدْ كُنَّا.

(إلى)


بمعنَى (مَعَ) كما قالَ تَعَالَى {مَنْ أنْصَارِي إلَى اللّهِ}8 أي مَعَ
اللهِ، وكما قال {ولَا تَأْكُلوا أمْوالَهُم إلى أموالِكُم}9 أي مَعَ
أموالِكُمْ، وكَمَا قَالَ عَزَّ ذِكْرُهُ {فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وأَيْدِيَكُمْ
إلى المَرَافِقِ}10 أي مَعَ المَرَافِقِ.


(إلَّا)


بمعنى (بَلْ) كما قالَ عَزّ وجَلَّ {طَهَ ما أنْزَلْنَا عَليكَ القُرْآنَ
لِتَشْقَى إلَّا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشَى}11 والمعنى بَلْ تَذكرةً لمنْ
يَخشَى، واللهُ أعْلَمُ. وكما قالَ عَزَّ وجَلَّ {فَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ
ألِيمٍ إلا الَّذِينَ آمَنُوا وعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فَلَهُمْ أجْرٌ غيرُ
مَمْنونٍ}12 مَعْنَاهُ بَلِ الَّذِينَ آمَنُوا وعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ.


(إلَّا)


بمعنى (لَكِنْ) كما قال اللهُ عَزَّ ذِكرُهُ {لَسْتُ عَلَيكُم بِمُسَيطِرْ
إلَّا مَنْ تَوَلَّى وكَفَرَ}13 معناه لَكِنْ مَنْ تَولَّى وكَفَرَ، وقِيلَ في
مَعْنَى قَوْلِ الشَّاعِرِ:

وبَلْدَةٍ لَيْسَ بِها أنِيسُ
إلَّا اليَعَافِيْرُ وإلَّا العِيْسُ


أيْ: ولكن اليَعَافِير على مَذْهَبِ من يُنْكرُ الاسْتِثْنَاءَ مِنْ غَيرِ
الجِنْسِ.

(إذْ)

بمعنَى (إذَا) كما قالَ عزَّ وجَلَّ {ولَوْ تَرَى إذْ فُزِعُوا فَلَا فَوْتَ}14
ومَعناهُ: إذَا فَزِعوا، وقَالَ عَزّ وجَلَّ {إذْ قَالَ اللهُ يَا عِيْسَى}15
والمعْنَى: وإذَا قَالَ اللهُ يا عِيسَى، لأنَّ إذَا وإذْ بِمعنَى واحِدٍ
في بَعْضِ المَوَاضِعِ كمَا قَالَ الرَّاجِزُ:

ثُمَّ جَزَاهُ اللّهُ عَنِّي إذْ جَزَى
جَنَّاتِ عَدْنٍ في العَلَاليِّ العُلَى

والمعنَى إذَا جَزَى لأنَّه لَمْ يَقَعْ بَعْدُ. فأمَّا قولُهُ عَزَّ وجَلَّ
{ولَوْ تَرَى إذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ فَقَالُوا يا لَيتَنَا نُرَدُّ}16 فَتَرى
مُسْتَقْبَلٌ وإذْ لِلمَاضِي، وإنَّما قالَ كَذلِكَ لأنَّ الشَّيءَ كائِنٌ
وإنْ لم يَكُنْ بَعْدُ وهوَ عِنْدَ اللّهِ قَدْ كانَ، لأنّ عِلْمُهُ بِهِ
سابِقٌ وقَضَاؤُهُ نافِذٌ فَهُوَ لَا مَحَالَةَ كائِنٌ.

(أنَّى)

بمَعْنَى (كَيْفَ) كما قالَ تَعَالَى {أنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللّهُ بَعْدَ
مَوْتِهَا}17 أيْ: كَيفَ يُحْيِي وكمَا قَالَ سُبْحَانَهُ عَنْ حِكَايَةِ
مَرْيَمَ {أنّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ ولمْ يَمْسَسْني بَشَرٌ}18 أيْ: كيفَ
يَكُونُ؟

(أيَّان)


بِمعْنَى (مَتَى) كَقولِ اللّهِ سُبْحَانَهُ {وما يَشْعُرونَ أيَّانَ
يُبْعَثونَ}19 أي: مَتَى. وقالَ بَعضُ أهْلِ العَرَبِيّةِ: أصلُهَا أيُّ
أوَانٍ، فحُذِفَتْ الهَمْزَةُ وجُعِلَتْ الكَلِمَتَانِ كَلِمَةً وَاحِدَةً،
كقَولِهِمْ: إيشْ؟ وأصلُهُ: أيُّ شَيْءٍ.

(بَلْ)

بمعنى (إنَّ) كَقَولِهِ تَعَالَى {ص والقُرْآنِ ذِي الذِّكرِ بَلِ
الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وشِقَاقٍ}20 مَعْنَاهُ إنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا
في عزَّةٍ وشِقاقٍ لأنَّ القَسَمَ لابُدَّ لهُ مِن جَوَابٍ.

(بَعْد)


بمَعْنَى (مَعَ) يقال: فُلَانٌ كَرِيمٌ وهُوَ بَعْدَ هَذا أَدِيْبٌ، أيْ
مَعَ هذا، ويَتَأوَّلُ قَولُ اللهِ عَزَّ وجَلَّ {عُتُلٍ بَعْدَ ذلِكَ زَنِيمٌ}21
أيْ مَعَ ذَلِكَ، واللّهُ أَعْلَمُ.

(ثُمَّ)


بِمعْنَى (وَاوُ العَطْفِ) كما قَالَ تَعَالَى {فَإلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ
اللّهُ شَهِيدٌ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ}22 أيْ واللهُ شَهيدٌ على مَا يَفْعَلُونَ.

(عَنْ)

بمعنى (بَعْدُ) كما قال امرُؤُ القَيْسِ:

(نَؤُومُ الضُّحَى لم تَنْتَطِقْ عَنْ تَفَضُّلِ)

أيْ بَعْدَ تَفَضُّلٍ.


1 "30" من سورة الطور.
2 "108" من سورة البقرة.
3 "24" من سورة الإنسان.
4 "147" من سورة الصافات.
5 "109" من سورة الأنعام.
6 "139" من سورة آل عمران.
7 "29" من سورة يونس.
8 "52" من سورة آل عمران و"14" من سورة الصف.
9 "2" من سورة النساء.
10 "6" من سورة المائدة.
11 "3-1" من سورة طه.
12 "25-24" من سورة الانشقاق.
13 "23-22" من سورة الغاشية.
14 "51" من سورة سبأ.
15 "55" من سورة آل عمران.
16 "27" من سورة الأنعام.
17 "259" من سورة البقرة.
18 "47" من سورة آل عمران.
19 "21" من سورة النحل.
20 "3-1" من سورة ص.
21 "13" من سورة القلم.
22 "46" من سورة يونس.


.
.
.
.
يتبع مشاركة لاحقة.
.
.