عرض مشاركة واحدة
قديم 07-29-2011, 07:21 PM
المشاركة 40
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
اللِّهْم الوَعِل الهَرِم، قال ابن جني، ينبغي أن يكون قولهم غَضِبَ الرجل من هذا أي صار حَمْى قلبه إلى جِلْدة رأسه كما قيل أَنِفَ، أي حَمِيَ أنْفُه غَضَباً، أبو عبيدة، لُحْمة الرأس، ما بَطَن من جلده ممايلي اللَّحم وكذلك هي من كل جلد، أبو حاتم الشَّوَاةُ جلدة الرأس والجمع شَوىً، ابن دريد، الشَّوَى جماعةُ الأطراف وأنشد للهذلي:
إذا هِيَ قامت تَقْشَعِرُّ شَوَاتُها ... ويُشرِقُ بين اللِّيتِ منها إلى الصُّقْل.
ثابت، وفي الهامة اليافُوخ، وهو وَسَطها حيث التقى عظمُ مَقدَّم الرأس وعظم مُؤَخَّره وهو الذي يكون لَيِّناً يَضْرب من الصبي قبل أن يشتدَّ عظمُ رأسه وأنشد:
ضَرْباً إذا صابَ اليافَيِخَ احْتَفَرْ ... في الهام دُحْلانا يُفَرِّسْن النُّعَر.
وبعض العرب يسميها: النَّمَغَة والغاذِيَة والنَّبَّاعة واللامِعة واللَّمَّاعة والزَّمَّاعة سميت زَمَّاعة لاضطرابها، صاحب العين، زَمِع الشيءُ زَمَعاً اضطرب وزَمَع الرجلُ زُموعاً تحرك، ثابت، فإذا يبست وسكن اضطرابها فهي اليافُوخ. أبو عبيد، أفَخْتُه آفَخُه أفْخَاً ضربت يافُوخَه وأَفِخَ أَفَخاً، شكا يافُوخَه. ثابت، وقيل النَّمَغة ما نتأَ من رأس الإنسان من أعلاه وكذلك القَنَعة وهي أعلاها، ثابت: الذُّؤَابة أعلى الرأس وذُؤَابَة كلِّ شيء أعلاه، سيبويه، الجمع ذَوائِبُ أبدلوا كراهية الهمزتين وآثروا الواو لأنها قد انقلبت عنها في ذُؤَابة فيمن خَفَّف، أبو زيد، الدِّماغ، حَشْو الرأْس، أبو حاتم والجمع أَدْمِغة ودُمُغ وأُمُّ الدِّماغ، الهامَة وقيل الجلدة الرقيقة المشتملة عليه وقد دَمَغه يَدْمَغُه دَمْغاً أصاب دِمَاغه أو أمّ دِماغهُ، أبو زيد، الصَّدَى الدِّماغ، صاحب العين، هو موضِعُ السمْع منه وقد تقدَّم أنه جماعة الجسم، ثابت، وفي الرأس الجُمْجُمَة وهو العظم الذي فيه الدّماغ، ابن جني، جمعها جُمْجُم وجُمْجُمَات وجَمَاجِمُ، قال أبو علي، أما قوله:
هُمُ أنْشَبُوا زُرْقَ القَنَا في نُحورهمْ ... وبِيضاً يَقِيصُ البَيْضُ من حيثُ طائُره.
فإن الدماغ يُسمَّى الفرخَ فيما روى محمد بن السريِّ ويقيص يتكسر وقد قال غيره الدماغُ يقال له الفرخ فوضع الطائر موضعَ الفرخ لأن الفرخ في المعنى طائر وحرّف الاسم عما هو عليه لما احتاج إليه من إقامة القافية كما حذف لإقامة الوزن فيما أنشدني علي بن سليمان:
بَنِى رَبِّ الجَوَادِ فلا تَفِيلُوا ... فما أنتم فَنَعْذِرَكم لِفِيل.
أراد ربيعةَ الفَرَس فوضع الجَوَاد موضعَه وأنشد علي بن سليمان:
كأنَّ نَزْوِ فَرَاخِ الهامِ بَيْنَهُمُ ... نَزْوُ القُلاتِ زَهَاها قالُ قالِينَا.
فأراد بفِراخ الهام الدماغَ وأما قوله فراخُ الهام فلم يُضِف الشيءَ فيه إلى نفسه ولكن الهامُ جمع هامة فيشمل الدماغ وغيره فصار بمنزلة نصل السيف يقع على النصل وغيره وأضاف الطائرَ إلى البيض في قوله من حيثُ طائرُه لالتباسه به كما قال جل وعزَّ: " ولِيَلْبِسُوا عليهم دِينَهُم " يريد الذي شرع لهم وقوله: " هم أنْشَبُوا زرْق القنا أراد زُرْق أسِنَّة القنا فحذف لأن التي توصف بالزرقة الأسنةُ دون القنا ألا ترى أن الرماح توصف بالسمرة وإن شئت جعلت الزرق الأسنةَ على إقامة الصفة مُقَام الموصوف وأنشد بعض أصحاب الأصمعي:
فَلَمَّا أتانِي ما يقولُ تطايَرَتْ ... عصافِيرُ راسِي وانْتَشيْتُ من الخَمْرِ.
قال أبو علي: وقوله:
ونَحْن نَقَلْنا مِن مُعاويَةَ التي ... هي الأُمُّ تَغْشَى كُلَّ فَرْخٍ مُنَقْنِقِ.
أراد بالفرخ الدماغ وإنما سماه فرخاً لأن الهامة يقال لها أمّ الدماغ ونظيره ما أنشده الشيباني:
وهل يَرْجِعَنْ لي لِمَّتي إن خَضَبْتُها ... إلى عَهْدِها قبلَ المَشِيبِ خِضابُها.
رأتْ أقْحُوانَ الشَّيْبِ فَوْقَ خَطِيطَةٍ ... إذا مُطِرَت لم يَسْتَكِنَّ صُؤَابُها.