عرض مشاركة واحدة
قديم 06-07-2021, 08:21 PM
المشاركة 21
عبد الكريم الزين
من آل منابر ثقافية

اوسمتي
الوسام الذهبي الألفية الرابعة الألفية الثالثة وسام الإبداع الألفية الثانية التواصل الحضور المميز الألفية الأولى 
مجموع الاوسمة: 8

  • غير موجود
افتراضي رد: كورونا في ديار بَني عبس
تحية طيبة أستاذتنا ثريا والأخت العزيزة منى
ثناء معطر بالقرنفل والياسمين
يسرني أن أن أشارككما النقاش، وقد أكون مخطئا، وأشكر بامتنان من يتفضل بتصحيح رأيي.

القول بوجود مؤامرة خبيثة تستهدف الإنسان قول صحيح لا جدال فيه، وهي مؤامرة بدأت منذ أن رفض إبليس السجود لآدم، وخطط لإفساد البشرية وسوقها إلى الهلاك والخسران. والصراع بين الحق والباطل لن ينقطع وسيستمر حتى يقاتل آخر الأمة المؤمنة الدجال بباب لد بفلسطين. وما تاريخ البشرية في أغلبه إلا سلسة متواصلة من النزاعات تغذيها مؤامرات علنية وسرية للتغلب والسيطرة، وتستخدم فيها جميع الوسائل والطرق دون مبالاة بالجانب الأخلاقي أو حقوق المستضعفين.

وإن كان يبدو ظهور وباء كورونا مخططا له، كما يشاع على وسائل التواصل الاجتماعية، من طرف حكومة العالم الخفية وأذرعها الظاهرة والباطنة أو الدولة العميقة كما يحلو للبعض تسميتها، فإن بعض الأمور تدحض هذه الفكرة.

فبيل غيتس الذي يُصور كمهندس لحملة التقليل من عدد البشر في العالم، هو الذي تبرع بنصف ثروته الضخمة للأعمال الخيرية ومكافحة الأوبئة في البلدان المتخلفة، وتصريحاته التي تم الاستناد إليها لاتهامه جلها قديمة، وتعرضت للتحريف والتأويل بغية حصول مروجيها على أكبر قدر من المشاهدات والمتابعات على يوتيوب والفايسبوك.

كما أن اقتصاد الدول الكبرى المتحكمة في النظام العالمي تضرر بدرجة كبيرة بعد استفحال كورونا، وتعرض استقرارها الاجتماعي للخطر، بل وفقدت عدد كبيرا من مواطنيها من بينهم شخصيات مهمة قد تصنف ضمن رموز الدولة العميقة.
وأهم سبب لخسارة الحزب الجمهوري انتخابات الرئاسة الأمريكية تمثل في الوضع الاقتصادي المتدهور في البلاد نتيجة انتشار الوباء القاتل، والرئيس الأمريكي الخاسر في الانتخابات ترامب الذي أطلق الاتهامات يمينا وشمالا، واقتحم أنصاره مبنى الكابيتول، كان ليفضح مؤامرة كورونا لو كانت حقيقة لا شك فيها.
والتخبط الواضح الذي ميز تعامل الدول الديمقراطية المتقدمة مع الجائحة حين ظهورها يبرز بشكل بين عدم استعدادها المسبق لمواجهتها، ولو كانت متواطئة لسهل عليها إيجاد اللقاح قبل نشر الوباء حرصا على حياة مواطنيها الفاعلين الأساسيين في عملية اختيار السلطة الحاكمة. وخشية من صحافة حرة تحصي على الساسة والمتنفذين أنفاسهم.

التخفيض من عدد سكان الأرض نظرية قديمة روجها الاقتصادي مالتوس، ثبت خطؤها، وكمية الأغذية المتوفرة في العالم تكفي لإطعام أضعاف سكان الكرة الأرضية، وعلى عكس ما أوصت به النظرية تسعى الدول حديثا وخصوصا العظمى إلى الزيادة في عدد سكانها، وبعض الدول كالدول الاسكندنافية والصين واليابان تقدم محفزات مادية ومعنوية للتشجيع على الزواج والإنجاب. بل إن ألمانيا جنست الآلاف من اللاجئين السوريين للزيادة في عدد ساكنتها المتناقصة.

لقاح كورونا عبارة عن سائل شفاف فكيف يتسنى إدخال شريحة معدنية بحجم حبة الأرز وتمريرها إلى الجسم عبر إبرة الحقنة الدقيقة! ودون رؤيتها من طرف الطاقم الطبي والمُلقحين! ثم إن هذه الشرائح العالية التقنية والتي مازالت في طور التمنيات والخيال العلمي، لو افترضنا جدلا وجودها، مكلفة ماديا وباهظة الثمن، فمن سيتحمل تكاليف إنتاج المليارات منها بعدد جرعات اللقاح.
والشرائح المزروعة تحت جلد الحيوانات أو لدى بعض البشر محدودة الفاعلية، ومهمتها تحديد الموقع وتخزين بيانات مستعملها كبطاقة الهوية وجواز السفر، والعلم العاجز عن معالجة أمراض خطيرة كالسرطان مازال بعيدا كل البعد عن اختراع آلات للتحكم داخليا بالإنسان.

وقد أثبتت حرب حرب غزة الأخيرة محدودية التكنولوجيا الحديثة، والتي يتم تضخيمها عمدا في وسائل الإعلام، عندما عجزت القبة الحديدية فخر الصناعة الحربية الإسرائيلية عن تدمير أعداد كبيرة من صواريخ حماس " البدائية الصنع"، وليس ببعيد عنا حكاية الصاروخ الصيني الذي ضل طريقه وسقط في البحر، محدثا ضجة هائلة وسخرية لاذعة من التقنية الصينية الحديثة.

من المعروف أن أغلب الأوبئة التي ضربت العالم قديما كان مصدرها الشرق الأقصى والصين تحديدا: الطاعون ،أنفلونزا الدجاج، أنفلونزا الخنازير، السارس، كورونا. واتهامها بالتستر على الوباء ليس مجافيا للحقيقة، وإن كان يحركه أيضا التنافس الاقتصادي الحاد بينها وبين المعسكر الغربي ورأس حربته الولايات المتحدة الأمريكية.

أعتذر عن الإطالة وقد حاولت أن أختصر قدر الإمكان مع تفادي التشعب وكثرة التفاصيل.
واختلاف الرأي يثري الموضوع ويمنحه تماسكا وبعدا أعمق.

تحياتي وودينقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة