الموضوع: يوميات كائن...
عرض مشاركة واحدة
قديم 02-02-2011, 05:41 PM
المشاركة 47
هوازن البدر
أديـبة وإعلاميـة فلسطيـنيـة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
حين عاد الى البيت في وقت متأخر لاحظ ان عينيها متورمتان، لاشك انها بكت طويلاً هذه الليله تماماً مثل الليله الماضيه ،ومثل كل ليله كان يغيب فيها عن البيت ويتركها للنار..


النار هي ليست تلك الشعله التي تقدح عند أحتكاك عود الثقاب بسطح خشن..


انها ذلك الإعصار الساخن الذي يصعد من المعده ويمرٌّ بالقفص الصدري ويكتم على جهاز التنفس ويحوّل العيون الى جمرتين مبتلتين ويجعل الموت أسهل من الحياه في لحظه..


كان يظن أنه يشعر بتلك النار التي تحرق أم اولاده وزوجته ،ولكن يعود الى المنزل ويخلد الى النوم سريعاً وتبقى هي كالتمثال الفاشل لإمرأه نائمه.


حين ظهرت الأخرى في حياته ..جرفته موجة الإنجذاب ..وبعد عدة سنوات حصل على ما اراد وتزوجها ..ولم تنفع توسلات زوجته ولا دموعها ولا حتى تدخل اي شخص كان ، لأن الامر كان محسوما بالنسبه له ..


وبعد فتره ..عاد الى زوجته بعد غياب دام اكثر من سنه..ولكن وجد في انتظاره إمرأه تجاهد لكي تبقى مرفوعة الهامه تنظر اليه وتبتسم له من فمٍ متوتر وفوقه عينان حمراوان.


تصوَّر أن الامور عادت لمجاريها ، بمجرد أنه صار ينتقل بين هذا البيت وذاك ..دون التقصير اتجاه أي زوجه ..


لكن مفهوم الرضا .. ومعنى التقصير وكلمة العدل ..كانت هذه الكلمات تقال بين الفينة والاخرى..


ثم شيئا فشيئا بدأ يلاحظ أن أم البنين تذوب ..ويعلوها نحول وشحوب ..غابت عنها تلك الروح الساحره ..وعندما تجرأ وسألها ذات يوم عن اخر نكته سمعت بها..


ردت بكلمات تساقطت من شفتيها كالرصاص وقالت(((( أنا اخر نكته ))))


انها تتعذب وهو يرى عذابها بإمٍّ عينه وهي لم تعد تحتمل الوضع ولكن هو لا يملك أن يلبي لها كل ما تطلب ...


وبعد فتره من الزمن بدأ صدره يضيق هو ايضاً وذهبت حلاوة أيام العسل ، لتحلَ محلها مسؤولية مضاعفه ..ثم أنه كان يقرأ عتابا صامتاً في أعين بنيه وبناته..ويشعر أنهم ينتظرون منه في لحظة ما قرارا يعيده لهم بالكامل ...


ويكذب لو قال أنه ماعاد يحب ام البنين ...


اذا لولا هذا الحب لما راودته مشاعر الأسى والحزن لحالتها ...


وهنا نتساءل كيف سينشلها من عذابها والنار التي تعيشها ولماذا هذا الرجل يريد أن تكون زوجته الأولى قويه جداً في حين انه كان ضعيفاً أمام التجربه ؟؟؟؟


ومن برأيكم سيضحي في هذه القصه ؟؟؟؟


هذه القصه كانت ضمن تصريحات رجل يحترم النساء

لا شيءيضاهي بزوغ الحب الصادق في قلب امرأة ..أمضت الكثير من الوقت راجفة على شواطئ الإنتظار..