الموضوع: مرابع الطفولة
عرض مشاركة واحدة
قديم 06-14-2021, 01:56 AM
المشاركة 9
نوري داود
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي رد: مرابع الطفولة
الأستاذة ثريا نبوي الكريمة

القصيدة بحلتها الجديدة


رأيتُك الصرح يا أعجوبـةَ الزمـنِ = يا أرض مهدي وأجدادي أيـا وطنـي

يا لوعة الهجر ِحين الحبّ يعْصفُ بي = حتّى تناثـرتُ بين الشوقِ والشجـنِ

منَ الصبـابةِ أعمى البينُ ذا مُقـلي = وأشعلَ الشيبَ من صغري وأسقمني

ما ذاقت النفسُ أقسى من تغرّبها = حتّى بكاها الأسى من غلظةِ المحنِ

أصبّرُ النفسَ ما عادت تطاوعني = فالشوقُ شبّ اللّظى في البالِ والبــدنِ

غادرت أرضي طريدًا دون راحلةٍ = كعابرٍ للفلا سيرًا بلا مؤنِ

إلى الطفولــةِ حنّ القلبُ في جـذلٍ = واشتاقت الروحُ كالأطيارِ للفننِ

تجوبُ نفسي هيامًا منذ نشأتهــا = فَيحَ البساتين والناعورُ يبهرني

تشدو البلابـلُ حولي لحـنَ أغنيــةٍ = ويغسلُ الثوبَ ما يَهمي مِنَ المزنِ

صوتُ الضفادع يعلو صوتَ ساقيةٍ = ونغمةُ الماء عند السقْيِ تطربني

أشتـاقُ للخبزِ من تنّورِ والدتـي = لأينعِ التمرِ في صحنٍ مع اللبنِ

لجارتي في بلوغي والهوى مَلكٌ = للعين تبدو كضوء (أو كنورِ؟) البدرِ في الدجنِ

إلى ردائي ونعلي زُيّنا رُقعًا = من كلّ جنبٍ، وما عابا من الدرنِ

إلى القراءةِ والألوانِ في كتبي = إلى الحسابِ ودرسِ الدينِ والسنـنِ

أشتاقُ للـدارِ والحيطان أمـلؤها = بألفِ حلمٍ رسوماً جمّلتْ سكني

يمضي بي الدهرُ كالأمواج مرتحلاً = حتّى تعـايشتُ بيـن اليأسِ والمِننِ
(أو بين البؤسِ والمِننِ، ما رأيك؟)


ما غيّر الهجرُ نهجي أو ذرا قيمي = ولا طواني النوى وهنًا على وُهُنِ

أُآزرُ الصبرَ حين الهمّ أنهكُـه = كالماسِ عزمي بنارِ الصهرِ لم يلـنِ

مَن ارتضى وطنًا غيرًا لموطنه = كمـسْتعيْضٍ عن الأعطارِ بالنتــنِ

هناك بيتان في خاتمة القصيدة اذكرهما:

لا يُعرف الحبُّ إلّا بعد تضحيةٍ = ولا يقـومُ بنـاءٌ دونما ثمــنِ

فما كفاني بُعيد الهجرِ مغتنمٌ = ولا أواني فسيحُ الأرضِ والمدنِ


مع خاص مودتي ودعائي

ولنا لقاء آخر إن شاء الله تعالى