عرض مشاركة واحدة
قديم 07-01-2012, 01:59 PM
المشاركة 23
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
الأستاذ الشاعر عبد الله بيلا.
تقول " ولكنْ ألا ترى أنَّ الحياة هي الألمُ المحض الذي يقع بين عدمين حقيقيين هما لحظة ما قبل الوجود ولحظة انعتاق الروحِ وخروجها من الجسد..؟
عندها لا يكون لهذا الحضور الذي نسميه حياةً قيمةٌ أكبر مما نتخيله نحن ونخلعه عليها، وبمجرد استشعار الكائن الحي أنَّ حياته هذه ومضةٌ بين ظلمتين..أوظلمةٌ بين ومضتين..وأنها أسرع في الانطفاء من عود ثقابٍ تداعبه الرياح..عندها تكون الحياةُ عبئاً تسعدُ الروحُ بالخلاص منه".


يقول جبران خليل جبران " اللؤلؤة هيكل بناه الألم حول حبة رمل".
ولو دققنا لوجدنا أن هناك علاقة طردية بين حجم الألم والإبداع بما في ذلك الم انتظار الموت, بمعنى كلما اشتد الألم لدى الفرد كلما كانت النتائج الإبداعية أعظم وأعمق وابلغ أثرا.
فالمخرجات الإبداعية إذا هي حبات وعقود اللؤلؤ التي يبنيها الألم.
فالألم هو الذي يشعرنا بوجودنا، بمعنى " أنا أتألم إذا أنا موجود" وهذا يعني أن العدم مرتبط بغياب الألم. فان غاب الألم غابت الحياة ومعنى الحياة والوجود.

إذا أنا أؤيد ما تفضلت به بأن الحياة "ومضة مشتعلة" بين ظلمتين حتى وان كانت اسرع في الانطفاء من عود ثقاب، وهنا مربط الفرس.

وهذا ما يجعل (الموت) ربما عبور مؤلم جدا جدا إلى عالم الانتفاء، واللاوجود، عالم العدم، عالم اللاوعي، واللاشعور، عالم الظلمة السرمدية التي لا نهاية لها.

وأي الم اشد من هذا الألم ( الموت وهو فعل انتفاء الحياة)، لكننا لن نكون هناك لنبدع ونصنع من المنا قلائد وعقود من اللؤلؤ والجواهر.

فالالم المحض هو الموت، او الموت هو الالم المحض.