عرض مشاركة واحدة
قديم 09-23-2014, 04:03 PM
المشاركة 8
محمد الشرادي
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
حتما هي لغة سردية عبقرية . من يقرا النص كانه يقرا الف نص ، ففي بعض الكلمات استحضار لحكايا بلقيس وهاجر وهي غنية بعبق التاريخ، وكلمات اخرى توحى بالكثير مثل اسم بطل القصة - صابر- .

لحظة الانقلاب مدوية لان الصياغية السردية حتى لحظة الانقلاب لا تشي بان الامر يتعلق بحلم حتى تسقط تلك البطلة على الارض فيسقط حلمها ويسقط آمل المتلقي بان يكون حلمها حقيقة لان القاص تمكن من سحر المتلقي وجعله يعتقد بان الشوافة ربما تمكنت فعلا من تغيير واقع تلك الاسرة التعيسة، لكن ذلك السقوط يترك أثرا مدويا على الرغم ان القاص يبقى الباب مواربا فلعل التحاليل تأتي بالخبر اليقين.

الوصف سحري. وحوار المرأة البطلة مع نفسها وهي تنظر الى قوامها عبر المرآة وهب النص حياة لم يكن جسد تلك المرأة قادر على ان يهب مثلها حسب تعبير القاص.

العجز عن الإنجاب على الرغم من الانوثة الطاغية تحول الي حالة صراع نفسي ورغبات مكبوتة فاصبح الحلم هو المتنفس. وقد نجح القاص في تصوير ذلك الصراع ببراعة .

شخصية المرأة في النص ديناميكية متطورة وقد جعلها القاص بطلة النص hero بينما جعل صابر شخص مستسلم لواقعه وصابر على نصيبه فهو بمثابة نقيض البطل anti hero.

طبعا النص يتمحور حول حبكة تساند فيه الاحداث بعضها بعضا وتتطور بشكل صاعد. وعلى الرغم من طول النص النسبي لكنه متين البناء فلا تراخي في بناء الجمل ولا حشو بل اجد بان الشد هو السمة المميزة للنص وتكاد تكون كل كلمة ضرورية في مكانها.

كذلك الادهاش وقد تمكن القاص من اضافة لمسة سحرية من خلال مشهد زيارة البطلة الي الشوافة . كما انني اجد بان القاص تمكن من تسخير النقائض لإغناء النص وجعله بالغ الأثر على ذهن المتلقي. ومثال ذلك أنثى بالغة الجمال والأنوثة لكنها باردة كايقونة .

في تقديري اجده نص ناجح ويؤشر على ان مبدعه متمكن من ادواته السردية وقادر على التعبير عن الفكرة بسحرية وجمال ووصف وشد وادهاش وقد احسن اذ ترك النهاية مفتوحة وترك بصيص من الأمل بان تقع المعجزة المنتظرة .

اتصور ان النص ينتمي الي نمط الواقعية السحرية ولو ان فيه الكثير من علم النفس وتحليل تفكيكي له سيظهر مزيد من عناصر التأثير والجمال حتما .

ارحب بالأستاذ محمد الشرادي واحب ان اقرأ له باستمرار هنا .

*
أهلا اخي أيوب
لكل شخصية في النص مرجعيتها هاجر تشير إلى قصتها في القرآن الكريم، و صابر يحيل على صبره على زوجته رغم عقمها، و قليل من الرجال يستطيعون هذا الصبر.
كلما اعتقدنا أننا واحد أدركنا أننا في الحقيقة اثنان نعيش في جلد واحد. تارة نكون على وفاق و تارة أخرى نتصارع. و يتمظهر الصراع عبر المنولوج الذي كثيرا ما نجريه مع أنفسنا و كأننا نحدث شخصا آخر.
الشعوذة ملاذ كل من أحس بالضعف في لحظة من حياته، و مع كامل الأسف بات المشعوذون ملاذا للكثير من الناس. الذين فقدوا الثقة في العلم و وقعوا لقمة سائغة بين فكي الدجالين و هم دائما كاذبون و لو صدقوا.
حاولت سبر أغوار نفسية الشخصيتين في النص للوقوف على صراعاتهما الداخلية التي تتأجج رغم حرصهما على الظهور بأنهما زوج متناغم.
أشكرك أخي أيوب على مواكبة ما اكتب، كما أشكر لك هذه الإضاء التي أنارت قصتي المتواضعة.
تحياتي ايها الاجميل.