الموضوع: مومياء
عرض مشاركة واحدة
قديم 10-07-2021, 02:42 PM
المشاركة 2
محمد أبو الفضل سحبان
من آل منابر ثقافية

اوسمتي
الوسام الذهبي الألفية الثالثة الألفية الثانية وسام الإبداع الألفية الأولى المشرف المميز الكاتب المميز 
مجموع الاوسمة: 7

  • غير موجود
افتراضي رد: مومياء
مومياء

كانتْ تحبّه قبل أن يموت، حتّى أنها عند موته رفضت دفنه، وصنعت منه مومياءً ثمّ أسكنتها صندوقَ زُجاج، سكتَ الرجلُ المومياء أعواماً كثيرةً، قبل أن يخرج عن صمتهِ، ويبدأ بالعزف، لماذا بدأ العزف..؟ ربّما لأنَّ الشَّيطانَ دخل حُجرتها، وبدأ يراودها عن نفسها، فانتفض الحبّ في جسد الرجل المومياء، وبدأ العزف، ربما لأنها بدأت تتعوّد غيابه الحاضرُ في مومياءٍ محنّطة، ربّما لأنّه اشتاق لقبره.
عندما قتلته، لم تفكّر إلا بكرامتها، ولكنها لم تحرق جسده، بل أبقته أمامها في هذا الصندوق الزجاجي، فقط كي تبتسم كلّما رأته يعزف ويبكي! في غمرة ابتسامتها الصَّفراء، غمز لها الشيطانُ بعينه فاشتعلت أنوثتها، أخرجت علبة الثقاب، سحبتْ عوداً .. ومرّرته على قلبها الملتهب، فاشتعل المكانُ أنوثه، هو ما زال يعزف على أوتار القماش، إنها مومياء، الموتُ فيها سبق الحب منذ زمن، اشتعل المكان، اشتعلت الأرضُ والسماءُ والهواءُ و انتحرَ العِطْر، اشتعلت أنفاسها، قبّلت هواء المكان، لم يرحل الشيطان، أمطرت المكان بالدموع، لم تنطفئ النار، جلس الشيطانُ بجانبها، وابتسم، فانتفضت أنوثتها وارتعدت خصلات شعرها، فقأ عينَها .. توقّف الرجلُ المومياءُ عن العزف .. حملت هي شيطاناً .. وأسمتهُ "مومياء" انتقاماً.

من مجموعتي القصصيّة "نساء"
نص ساحر لغته جميلة تتخللها صور شعرية بليغة ،ولكن تطغى عليه بنظري الرمزية الشديدة والغموض المحير ...ولي عودة إن شاء الله لطرح بعض الملاحظات للنقاش و التي ينبغي فك رموزها حتى تتضح الرؤية لدى القارئ...
النص يتمحور بتقديري حول كيد بعض النساء اللواتي لا يتورعن في إذلال أزواجهن واهانتهم وهدم كبريائهم ومعنوياتهم عبر اللعب على وتر الغيرة وغيرها من الاوتار الشيطانية كالخيانة بصورة يصبحون فيها مثل الدمى وقد توفقت أخي موسى في وصفك لهذه الحالة الواقعية في القصة بالمومياء المحنطة التي ترى وتسمع ولا تستطيع فعل شيء أو قول شيء...
تحياتي وتقديري لقلمك المبدع
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة