عرض مشاركة واحدة
قديم 02-07-2021, 09:43 PM
المشاركة 18
فيصل أحمد الجعمي
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي رد: شكانَا السَّيفُ للسيْفِ
ألا يا أمُّ هيَّا واجمَعينا**مَراعِي الفُرقَةِ امْتَلأَتْ ذِئابَا
وسُدِّي الثَّغْرَ مِنهُ أتَى غَريمٌ**يُوَسِّدُنا المنيَّةَ والتُّرابَا
وعُودي لِلْخُزامى في رُبانا**وعِطرِ محبَّةٍ مَلَأَ الجِعابَا
""""""""""""""""""""""""""""""
وقفت أمام هذه القصيدة العصماء وقوف القارئ المتأمل ، وأصابتني الدهشة والذهول ، لشاعريتها وقوة مبانيها ومعانيها ؛ وجزالة ألفاظها ، وحسن السبك والصياغة ، وكلما كررت قراءتها تكشفت لي الصور البديعة والمعاني التي لا ولا يمكن أن تظهر لأول وهلة ، من خلال قراءة عابرة لقارئ عابر ، يالجمال الصور ويا لمعانيها المكتظة بعنفوان الشاعرية !!
إنه الألم والحرقة التي تعتلج في صدر الشاعرة ، فتتفجر طاقات من الإبداع الشعري الجميل الذي قل أن نجده ، على الأقل في أدبنا المعاصر وحول موضوع القصيدة والفكرة التي تحوم حولها ، تعبيرا وترجمة لواقع الأمة المأساوي المعاش ؛ إنها صيحة الإبن البار التي تحز في النفس ، صرخة الغيرة والقهر ؛ ظهر صداها مدويا ومذكرا بما كان عليه الحال ، وما آل إليه الوضع ، فلست وحدك شاعرتنا القديرة ؛ فكلنا قلوب تحترق وعيون تأتلقّ ؛ وتذرف دموع الحسرة والألم ؛ وما بأيدينا من حيلة ، فمن يعيد للأمة مكانتها السامية ، ويحميها من سيوف الغدر والخيانة المغروزة في ظهرها ، والتي تمضي قدما نحو تحقيق أهداف أعداء الأمة الحاملين لها ، إلى حين بلوغها آخر نقطةٍ في السطر ، وحسبنا أن نبوح بما يعترينا وما يعج ويعتلج في صدورنا من مشاعر وأحاسيس ، " فمن لم يستطع فبلسانه ... "
ماالذي يجري ؟ ماذا يحصل ؟ أين ..وكيف ..ومتى ..وهل ..؟
كثيرة هي الأسئلة التي تطرح نفسها وأعياها الجواب ، ومن أين لها أن تجاب ، ( يسربل كل نبض في دمانا ** بأسئلة ولا نؤتى الجوابا ) وأنى لها أن يأتيها الجواب الشافي ، إنها الحَيْرَة التي تأخذنا كل مأخذ وتشتت أفكارنا هنا وهناك ، أمام هذا الكم من المشاكل المتفاقمة ، والصراعات المتعددة ، والحروب المدمرة ؛ والجراحات المثخنة ، إنها الحيرة التي تضيع أمامها كل الحلول ؛ فكلما حاولنا الامساك بها تفلتت منا لتغدو كل الجهود عاجزة عن احتوائها مهما كانت ، وتحت أي ذريعة وبأي طريق سلكنا ، فليس لنا ولا بأيدينا ما يمكن أن نفعله ، ياللحسرة ويا للألم!!...........
لقد وجدتك في هذه القصيدة شاعرة وأي شاعرة تعيش هموم الأمة وقضاياها الوطنية والإنسانية المتعددة ؛ وتترجمها شعرا بليغا موجعا حقا ؛ تتخلله عاطفة جياشة تنبئ عن مدى الحب الفياض ، والغيرة النابعة من قلب يحمل كل قيم المحبة ، وصدق الشعور بالانتماء والصلة الوثيقة بين العضو والجسد ...

وأستسمحك عذرا معلمتنا الفاضلة /ثريا نبوي /
عن الإطالة في هذا المرور الأول ..
وتفضلي بقبول خالص تحيتي وتقديري ،،،