عرض مشاركة واحدة
قديم 09-20-2023, 01:42 AM
المشاركة 6
ثريا نبوي
المراقب اللغوي العام
الشعراء العرب

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية التميز الألفية الأولى القسم المميز شاعر مميز المشرف المميز 
مجموع الاوسمة: 8

  • موجود
افتراضي رد: أمَّـــــــــةٌ تنـــام ولكن: لا تموت
حيَّاك الله وبياك أديبنا المفكر موسوعيَّ الثقافة

معك في أن الاختلاف سُنَّةُ الله في كونِهِ،
نعم؛ وهو للتكامل وإعمار الأرض كما أراد رب العالمين
ولكن قراصنةَ الغربِ وظفوه في النهب والتعدي والإبادة، وما انفكوا فاعلين

تسأل ويتساءل المحزونون وكل حريصٍ على النشء والشباب:

" ما هي المرجعية للواحد منا في حال أشكل علينا أي أمر ؟
فيما يتعلق بالفكر من حيث الشبه ونحوها "

أتفق معك في أن غياب الثقافة والوعي والقُدوة والرقابة؛ مع طغيان الثقافات الواردة
عبرَ النت وداخل وسائل التواصل؛ هي من أهم أسباب الانهيار.

ولكن بداية الطريق في تصوري من البيت، التنشئة؛ مع الغرسِ الأول كما فعلتَ
مع ابنك الصغيرِ "البراء" حفظه الله، ولا ننسى قبل كل شيء أن الهادي هو الله.

وعندما تنشأ وتشب هذه البراعم؛ وبداخلها الضمير الأخلاقي؛
فإنها تتبعُ هَدْيَ منهجها الرباني، والدينُ الفِطرةُ يُدرِكُه العاقلون
وما استشكل عليها؛ ترده إلى القلب عملا بهَدي المصطفى:
"الإثمُ ما حاك بصدركَ فخشيتَ أن يطَّلِع عليه الناس"
"استفتِ قلبَكَ وإن أفتَوك وأفتوك وأفتوك"

ومن حيث المسؤولية؛ يتعين على كل منا أن يبدأ بنفسِه؛ فلا ينتظر الآخرين
فإذا بدأ كلٌّ بنفسِه؛ أخلى مسؤوليته يوم الوقوف بين يدَي رب العالمين
كما أن اللبناتِ الجيدة -معًا - تبني جُدُرًا شمّاء، في حصونِ المُدافعين
فليبدأ كل منا من موقعه؛ ولا يحقِرَنّ من المعروفِ شيئا فيقول:
هل في صلاحي صلاحُ الكون؟!

ولكن الطامةَ الكبرى تكمن في ثقافة تقليدِ المهزوم للمنتصر،
وتلك سُنَّةُ التاريخ
حتى أن مَلكاتِ أوروبا ارتدينَ النقابَ تقليدًا للمسلماتِ في بلاطِ الحُكم،
وقتَ كنا فاتحين: بنَّائين لا هدَّامين وشَهِدت لنا حضارتُنا وانتصاراتُنا،
حين أضأنا شوارعهم وعقولهم لأول مرةٍ، فانتشلناهم من ظلام الجهل
ثم غطينا المنازلَ والشوارعَ بالورد؛ فسُمِّيت قُرطبة: مدينة الزهور!
وكانوا يستجْدون العلم في الأندلس؛ بكل ما تعنيه طقوسُ الاستجداء
وبعد سقوط غرناطة؛ راحوا يحتفلون بخروجنا وتسليم المفاتيح
ثم كانت محاكم التفتيش في قلوبِ الموريسكيين.

والآن...... دارت الدوائر، فنحن المهزومون
أمسينا نُقلدُ الغرب في كل شيءٍ ما عدا الاستبسال في العلوم ،
التي سرقوها منا في البداية - وتشهد مصطلحاتهم العلمية والطبية والرياضية
وأسماء أدواتهم على اختلاف استعمالاتها حتى الآن، بما يزيد عن 300 اسم -
ثم توسعوا وتعمقوا، وبقِينا نحن في قرارةِ القاع نستجدي العابرين.

وأستغيثُ معك بغياثِ المُستغيثين:
اللهم رُدَّنا إليك ردًّا جميلًا عاجلًا يا أرحمَ الراحمين


مدونتي على الجوجل
http://thorayanabawi266.blogspot.com/