عرض مشاركة واحدة
قديم 11-11-2011, 12:59 AM
المشاركة 7
محمد جاد الزغبي
مستشار ثقافي

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
[justify] [/justify][justify][/justify][justify][/justify][justify]
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

أهلا بالباحث الكريم عمر الحسنى ..
واسمح لى ببعض التعليق على ما تفضلت بكتابته .. هدانا الله وإياكم سبل الرشاد ..

لست أدرى فى الواقع لماذا يبادر المرء بالعبث فى مجال العقيدة , وهو فى غنى عن ذلك كله ؟!
لا سيما وأن مجال العقائد ليس فيه بحبوبة إجتهاد فهو معتمد اعتمادا كليا على الإيمان بالغيبيات كما ورد فى نصوص القرآن والسنة وحدهما , ولهذا فليس فى العقيدة مذاهب بل هى مذهب واحد وهو السنة , وما سواها فهى فرق وليست مذاهب , والفرق معروف أنها شذت بعد الصدر الأول للإسلام ببدع ما أنزل الله بها من سلطان ..
وعلى حد قول القائل الحكيم ( تحاوروا فى شيئ إن أخطأتم فيه .. يقال أخطأتم ولا يقال كفرتم .. )
والعقيدة الإسلامية جاء بيضاء نقية لا يزيغ عنها إلا هالك كما قال النبي عليه الصلاة والسلام , وهو الأمر الذى تلقاه الصحابة ـ أولى أولياء الله تعالى ـ بالقبول الحسن فما جادلوا فيما ليس لهم به علم ..
ولم يحدث فى عصر الصحابة رضوان الله عليهم ـ وهم المأمورون نحن باتباعهم باعا بباع وذراعا بذراع ـ أن تكلم واحد منهم فى العقيدة , ولهذا جاءت القرون الخيرة باجتهادات العلم فى مجال الشريعة لا فى مجال العقيدة التى ظلت كما أمر النبي عليه الصلاة والسلام سرا مختوما لا يجوز لأحد أن يخوض فيه ومنها صفات الله تعالى مثلا التى خاضت فيها المعتزلة فضلت وأضلت ... لأنهم لم يلتزموا أمر النبي عليه الصلاة والسلام عندما قال :
( تكلموا فى خلق الله ولا تتكلموا فى ذات الله فتهلكوا )

والسؤال الآن .. لكل عاقل ..
أمرٌ ونهى النبي عليه الصلاة والسلام فى الحديث عنه وحذر من البدع والإبتداع أشد التحذير , وجعلها آخر وصاياه عليه أفضل الصلاة والسلام , فمالنا نخوض فيها مع الخائضين وننتمى بالإسم والإثم إلى من أضله الله فظن نفسه نبيا مشرعا أو أعلن أنه خاتم الأولياء وصاحب السر الأعظم .. !!

أراك أخى الفاضل تختص بالمدح والإتباع الصوفي الفلسفي الشهير محى الدين بن عربي والذى لجأ إلى الحيلة الصوفية المعروفة وهى ترهيب الناس من نقده ومن الإعتراض على أفعاله وأقواله بدعوى أن هذه الأقوال ثقيلة على غير أهل الطريق !
وهو الأمر الذى تردده الصوفية اليوم حول الفتوحات المكية التى لا نعرف لها إنجازا أدبيا أو فكريا أو شرعيا بل هى مجلدات مليئة بالكفر والإلحاد والعياذ بالله وبعقيدة فاسدة ما أنزل الله بها من سلطان وهى عقيدة وحدة الوجود التى يري فيها صاحبها أن الله حل فى خلقه جميعا !! إلخ هذه الأقوال ..
وكلما ارتفع صوت عالم أو ناقد بالإنكار على هذا الكلام قيل له أن هذا الطريق طريق الساكين ومن العلم اللدنى , وليس كل أحد يستطيع أن يقرأ الفتوحات المكية !
وكأنى بهم يرتفعون بالفتوحات المكية على كتاب الله تعالى وهو معجزة كل العصور , ورغم هذا قال عنه باعثه رب العالمين
[وَلَقَدْ يَسَّرْنَا القُرْآَنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ] {القمر:17}
فهل يمكن أن يأتى بعد ذلك من يدعى أن كتبه وعلومه لا يفهمها إلا القلة النادرة !!
ففيم فائدتها إذا ..
ولكى يكون السؤال أكثر وضوحا .. ما هى تطبيقات هذه العلوم والتى تستفيد منها البشرية ما دامت الفتوحات المكية لا يفهمها إلا كاتبها على حد قول أحد شارحى الفتوحات !!

ونأتى للمصيبة الأعظم وهى كتاب ( فصوص الحكم ) لنفس المؤلف بن عربي , والذى قال فى مقدمته أنه تلقي هذا الكتاب كله مباشرة عن النبي عليه الصلاة والسلام !!
ولست أدرى أين عقل من يقبل مثل هذا الكلام الذى يطعن أو ما يطعن فى أمانة الرسالة ويدعى أن النبي عليه الصلاة والسلام لم يبلغها كلها وانتظر القرون الطويلة ليبثها إلى بن عربي
وقد جئنا بكتاب فصوص الحكم وفتحناه ورأينا هولا !!
وعذرنا كبار العلماء من أمثال بن كثير صاحب التفسير والعسقلانى صاحب فتح الباري والإمام الذهبي المحدث الألمعى عندما حكموا جميعا ومعهم زمرة ضخمة من العلماء بأن هذا الكتاب هو أكفر كتاب على وجه الأرض ويكفي القارئ منه أن يقرأ فيه ثلاثة أشياء
أولها : أن فرعون قبضه الله إليه طاهرا مطهرا لأنه عندما قال أنا ربكم الأعلى لم يذنب بل وصل إلى الحقيقة الكاملة !!
وثانيها : أن موسي لم يعاتب هارون ويجره لأنه لم يمنع بنى إسرائيل من عبادة العجل , بل العكس هاجمه موسي لأنه نهاهم عن ذلك لأنهم وصلوا ذروة التوحيد بعبادة العجل طبقا لنظرية وحدة الوجود !!
وثالثها : الفرية العظمى وهى اتهام الأئمة الأربعة وهم قوام الشرع والدين وأصحاب المذاهب واتهام سائر علماء الشريعة بأنهم فراعنة !! وأنهم أعدى أعداء أهل الطريق !

وقد انزلق متبعو المنهج الصوفي إلى هاوية ما بعدها هاوية لا سيما فى الجانب الفلسفي الذى قام على فلسفة الرومان وكتب اليونان المترجمة وأخذ عنها العقائد القديمة وألبسها ثوب الإسلام , فاختلف مفهوم التصوف الذى نادى به أهل الزهد الحقيقيين إلى مسمى آخر ليس له من التصوف والدين إلا الإسم ..
واسمح لى أن أعلق على بعض كلماتك لعلك تنتبه إلى هذا ..

تقول ..
فالتصوف مقام كما جاء في الفتوحات المكية ، و قبله وبعده مقامات و علوم ، أفرد لها الشيخ الأكبر أسفارا في الجزء الثاني. و لعل كتبه رضي الله عنه كانت تجديدا ليس فقط في الجانب العرفاني بل حتى في جانب التصور و التنظيم و الإبداع ، بل في نمط ، فلنقل إنتاج فريد في تاريخ بل في الوجود الإنساني. شهادة و حجة الله البالغة لنا و للإجيال القادمة على قوة و سطوع السمو الروحي.
إذا كانت الفتوحات المكية هى حجة الله البالغة لنا ولأجيال قادمة , فماذا تركت للقرآن والسنة ؟!
وتقول :
وكأن الشيخ لم يعلم مريده أن علمنا هذا مقيد بالكتاب و السنة
كثيرا ما نسمع هذه الكلمة من أتباع هذا المنهج دون أدنى تطبيق !!
فهل لك وأنت القارئ لابن عربي أن تخبرنا عن موضع واحد فى فصوص الحكم أو الفتوحات يقول فيه ابن عربي بقول القرآن والسنة ,
وما هو حكمك على ما نثرته لك من أقوال حول ما جاء فى مؤلفات بن عربي , هل توافق الكتاب والسنة أيضا ؟!

وأخبرنى ..
ما هو موقع الكتاب والسنة أصلا عند أصحاب النهج الصوفي الفلسفي ..
فقد رأيناهم دائما أبدا لا يستشهدون بشيئ إلا بأقوال بن عربي وأضرابه من مشايخهم
فأين هو القرآن وأين هى السنة .. ؟!
وأنت مثلا لو أنك رجعت لموضوعك هذا ـ رغم طوله ـ لن تجد فيه استشهادا بآية واحدة أو حديث واحد , وكأن الموضوع لا يتعلق بعقيدة الإسلام !

كما أنك تتحدث عن الإنسان الكامل فى المنهج الصوفي بينما عقيدة الإسلام ذروة سنامها أن الكمال لله وحده دون سواه , ولا يوجد بشري كامل حتى بين الأنبياء والرسل , لأنهم ليسوا ملائكة وكلهم له عتاب عاتبه به ربه حتى نبينا المختار عليه الصلاة والسلام , وهذا لا يقدح به أو بغيره من الأنبياء عليهم السلام لأنهم بشر وأناسي وإنما سُمّى الإنسان إنسانا لكثرة نسيانه ..
وفى هذا قال النبي عليه الصلاة والسلام ( كل بن آدم خطاء , .... الحديث )
فهل يمكن أن نتصور فى المنهج الصوفي إنسانا كاملا لم يتحقق وصفه حتى للأنبياء ..

وملحوظة أخيرة ..
هى التقديس العنيف والمريع من المنهج الصوفي لمشايخهم فى الطرق وهم دوما لاهجون بذكرهم وسيرهم بينما يلاحظ الباحث المدقق أنهم لا يذكرون شيئا أبدا عن الصحابة مثلا ! رغم أنهم أولى أولياء الله بنص القرآن .. فهل كان بن عربي أو غيره بالغى مكانة أكبر من مكانة الصحابة ,
وفى الوقت الذى نجد يه بن عربي وغيره يفاخر بمكانته عند الله ! , نجد أن أبا بكر أفضل الأمة بعد النبي عليه السلام يقول ( والله لو كانت إحدى قدمى فى الجنة والأخرى فى النار ما أمنت مكر الله )
بينما يقول قائل القوم ( قدمى على رقبة كل ولىّ لله على الأرض )
فأين هذا من قول الله تعالى ..
[أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللهِ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللهِ إِلَّا القَوْمُ الخَاسِرُونَ] {الأعراف:99}
ومن قوله عز وجل ..
[فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى] {النَّجم:32}

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

[/justify]