الموضوع: الإسلام والعقل
عرض مشاركة واحدة
قديم 01-04-2014, 05:07 PM
المشاركة 4
ايهاب الشباطات
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
موضوع مهم ويا حبذا لو انك قسمته الى حلقات وبحيث تشكل كل حلقة محور معين للنقاش . على كل حال لك جزيل الشكر على هذه الموضوع القيم والذي يحمل في ثناياه الكثير من الأفكار والمحاور التي يمكن ان يدور حولها نقاش مطول .

تقول "فمسألة التمسك بالحقيقة والوصول إلى الحق والباطل ومصيرهما في الإسلام لا تكون من خلال برمجة بيئية خارجية تبث تصورات مسبقة معينة ترتبط بها أهواء وعواطف وإنما من خلال إرادة ذاتية داخلية حرة ومستقلة" .

سؤالي :
- كيف يمكن استثناء الاسلام من التصور المسبق والحديث الشريف يشير الى دور الاسرة في البرمجة عند الأديان الاخرى ؟
- الا يؤكد الحديث الشريف الذي يعالج هذه المسالة على دور الأسرة في البرمجة حيث تعمل البرمجة الأسرية على حرف المولود عن الفطرة بفعل قوة هذه البرمجة ؟
- الا ترى بان عدم ذكر الاسلام في الحديث لم يات لتقليل شان البرمجة ولكن البرمجة في مثل هذه الحالة تعزز الفطرة اي ما هو موجود اصلا لكن لا يمكن تجاهل دورها؟
- وما معنى ان " فمسألة التمسك بالحقيقة والوصول إلى الحق والباطل ومصيرهما في الإسلام ......وإنما من خلال إرادة ذاتية داخلية حرة ومستقلة" ؟
- هل الطفل المسلم يمتلك إرادة داخلية ام المجوسي فلا يملك وقد ولدوا جميعا على الفطرة ؟
- الا ترى بان البرمجة اذا تكون العامل الحاسم ؟
*

أهلاً أستاذ أيوب , كمثقفٍ مسلم ٍ مثلي كنت أتوقع أن تضيف مزيداً من الإيضاحات والإيجابات لا
مزيداً من الإستفسارات ! نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة , لكن أشكرك عليها لأنها حسمت عندي أن أقوم بتأليف كتاب في هذا الموضوع أم لا , ويبدو أن المسألة بحاجة لكتاب لمزيدٍ من التفصيل .... , بالنسبة لأسئلتك فإنها بحاجة
لرد لا يقل طولاً عن المبحث الأصلي , لكن سأحاول الرد باختصار :

الإسلام لا ينكر دور البيئة والبرمجة الخارجية على سبيل المثال قوله صلى الله عليه وسلم :"" إنكم اليوم في زمان كثير علماؤه قليل خطباؤه من ترك عشر ما يعرف فقد هوى ، ويأتي من بعد زمان كثير خطباؤه قليل علماؤه من استمسك بعشر ما يعرف فقد نجا " , البيئة لها دور ولكن في نفس الوقت
"ولا يظلم ربك أحدا" لذلك كان الثواب والعقاب متفاوتاً ........

لكن ما نحتاج إليه أن نفرق بين المعصية وبين الشرك , فالمعصية سببها الشهوة المحضة أما الشرك
فسببه الاعتقاد , فالقتل والسرقة والزنا والاغتصاب ... معصية بسبب شهوة محضة , أما الشرك
كمن يعبد صنماً أو يذبح لغير الله أو صليباً أو ... فليس بسبب شهوة محضة بل بسبب اعتقاد .

دعني أضرب مثالاً هنا لو قام شخص متعلم ومثقف بجريمة اغتصاب فهل نحاكم عائلته واصدقاء طفولته وأساتذته في المدرسة والجامعة ومعدي الأفلام الإباحية والبرامج التلفازية التي شاهدها ... ؟!
أليست هي تلك بيئته ؟ ألم تكن هنالك عوامل فسيولوجية وسيكولوجية ؟ فلو كان بلا شهوة مخصياً
مثلاً لما قام بذلك ؟ ....... إذاً هو بريء ولا يجب محاكمته !!! لا يوجد إنسان مهما كانت عقيدته
يقبل بذلك مع أن تلك المعصية أساسها شهوة محضة ! , فما بالك بأمر ٍ كان أساسه اعتقاد ولا تدخل
فيه عوامل فسيولوجية وسيكولوجية , لا بل إن العوامل الفسيولوجية والسيكولوجية تدفع الإنسان
لعدم الشرك من خلال الميثاق والعقل والفطرة -أعلم ستقول ما هو الميثاق وتفصيله إلى جانب الفطرة
والعقل مبحث آخر - لو قلت لمسلم : هل تؤمن بأن لا إله إلا الله وليس كمثله شيء .. ؟ هل سيغضب
منك ؟ لا لأنه يعلم أن هذا الأمر يوافق العقل وتقبله الفطرة , لكن لو قلت لنصراني هل تؤمن بأن الله ربنا ورب السموات والأراضين ورب أبائنا الأولين -سبحانه عن ذلك -كان طفلاً خرج من سوءة إمراة
قبل أكثر من ألفي عام ثم لما كبر واشتد عوده مكن نفسه للبشر كي يمعنوا في إذلاله وصلبه وتعذيبه
وقتله لكي يُكفر عنهم خطيئة لم يفعلوها هم بالأصل ؟! , سيغضب أو سيحرج منك لأنه يعلم في قرارة
نفسه أن هذا أمر يخالف العقل والفطرة . !

طبعاً الكلام في هذا طويل لرد شبهات قد تأتي من هنا وهناك ........
لو درسنا أولادنا علم التوحيد لما احتجنا الآن أن نرد على الملحدين واللادينيين والمنصرين وغيرهم ...