عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
3

المشاهدات
5753
 
الدكتورة مديحة عتيق
من آل منابر ثقافية

الدكتورة مديحة عتيق is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
63

+التقييم
0.01

تاريخ التسجيل
Jul 2011

الاقامة

رقم العضوية
10212
08-04-2011, 04:48 PM
المشاركة 1
08-04-2011, 04:48 PM
المشاركة 1
افتراضي المعارك الأدبية ..علامة اعتلال أم علامة عافية؟
المعارك الأدبية ..علامة اعتلال أم علامة عافية؟
بقلم الدكتورة مديحة عتيق/ الجزائر
المعارك الأدبية هي جملة من الجدالات الأدبية والنقدية بين فردين أو جماعتين يتبنّيان مواقف مختلفة وربّما متناقضة حول قضيّة شعرية أو أدبيّة أو نقديّة أو بلاغيّة كقضيّة السرقات الأدبية، أو توظيف الأسطورة أو الرمز في الشعر..وتقع سجالات بين هذه الأطراف فيدلي كلّ برأيه وبحججه، مما يخلق نقاطا جديدة للمناقشة والسجال، وعرفت المعارك الأدبية من القديم ، وبالنسبة للنقد العربي القديم فقد عرفت باسم الخصومات الأدبية أو الشعرية ، وكان أشهرها قضية المتنبي مع خصومه خلال السرقات الشعرية، وعادت المعارك الأدبية في النقد الحديث بشكل أكثر ضراوة وعنفا مما تصوّره أطراف المعركة ، وكانت الصحف والمجلات هي ساحة تلك المعارك الضارية التي كان أبطالها العقاد وشوقي، المنفلوطي والمازني، محمد مندور وزكي محمود، العقاد ومندور، طه حسين وسيد قطب،..ودارت معاركهم حول قضية القديم والحديث بصفة مركزية،وتحت مظلة هذه القضية المركزية دار السجال حول الشعر المهموس، والمنهج الانطباعي، والمنهج التاريخي وعلاقة علم النفس بالنقد الأدبي، والعامية والفصحى، والالتزام أو الإلزام، ومدرسة الفن للفن أم الفن للمجتمع، واحتدّ النقاش حول هذه الموضوعات واختلفت الآراء، وتباينت وجهات النظر، واحتدّت اللهجات، وتوتّرت الأعصاب، ووصل الأمر للسباب والتجريح والطعن، واختفت المعارك الأدبية تقريبا من ساحتنا النقدية من بضع عقود، وها ما يجعلنا نتساءل هل المعارك الأدبية علامة اعتلال أم علامة عافية؟
الرأي الأول/علامة عافية:
*إنّ فترات الانتقال بطبيعتها تدعو إلى المراجعة وإعادة النظر في كثير من الأحيان.وهنا تبدو المعارك الأدبية ظاهرة صحيّة بكلّ معنى الكلمة.
*إنها تخدم الرأي، وتبعث حياة في موات الفكر ، ولا يضيرها أنّ بعضها كان عقيما أو لغوا. يقول الأستاذ سيد قطب عنها ربما كنت أول مغتبط - من المغتبطين- بهذه االمعارك جميعا , مهما كان فيها من خصومات و مهما كان فيها من ضجيج , ذلك أن ضجيج الحياة خير عندي من سلام الموت , و أن ضجة العاصفة أفضل من صمت الركود "
*أنّها توسّع الأفق.فتطرح الرأي و الرأي الآخر مما يخلق جوّا من المناقشة والإثراء ما كان يتيحه الاتفاق والرضى
الرأي الثاني/ علامة اعتلال:
*هي جملة من الشتائم و الأهاجي.فقد اتهم المازني صديقه شكري بالجنون ولقّبه بـ "صنم الألاعيب"، واتّهم العقاد شوقي بالبلادة
*يميّزها كثرة الدخلاء عليها ، وقلّة المخلصين فيها ، وتقافز بعضهم من انتهازية إلى أخرى. يقول سيد قطب:"ولعل من الخير ألا نغالط أنفسنا في الحق لأنه مر، ولا نشيح بوجوهنا عن الواقع لأنه مؤلم. ولعل من الخير إذا أن نقول : إن كثيرا من بواعث المعركة لم يكن كريما ، وإن كثيرا كم أسلحتها لم يكن شريفا .. وإنه لخير لنا أن نقول هذه الكلمة الآن قبل أن يقولها التاريخ، وقبل أن تأتي أجيال من بعدنا تنظر إلينا نظرة التقزز والاشمئزاز . وترى في بعضنا خبثا وفي البعض الآخر غفلة . لا تفطن لدخائل النفوس"
*دوافعها –في أغلب الأحيان – مزاجية/ شخصية أو سياسية أكثر منها أدبية/ علمية.
تأتي التعابير فيها انفعالية حادّة تفتقر إلى التوازن، فتولّد ردود أفعال مناظرة لها في حدّيتها.
* أغلب صنّاعها من الناشئين الطامحين إلى الوصول إلى القمة من أقصر الطرق على طريقة "خالف تعرف"
الخلاصة
كانت المعارك الأدبية نعمة على الأدب والنقد ونقمة على الأدباء والنقاد