الموضوع: تشرب بانجو ؟!
عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
3

المشاهدات
3917
 
مهندس سامى نور الدين
من آل منابر ثقافية

مهندس سامى نور الدين is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
22

+التقييم
0.01

تاريخ التسجيل
Jun 2012

الاقامة

رقم العضوية
11271
08-22-2012, 10:17 PM
المشاركة 1
08-22-2012, 10:17 PM
المشاركة 1
افتراضي تشرب بانجو ؟!
اريد ان اجيد فن الادب الساخر
وهذه احد محاولاتى
واريد ان استرشد بخبراتكم وبنصائحكم
اريد التقييم



كنت مدعوا لحضور احد حفلات عقد القران

حفل بسيط على الطراز الفلاحى اقيم فى احد الشوارع كما جرت العادة فى بعض القرى المصرية

مسرح ودى جى وشوية كهارب وشوية ................. لادارة الحفلة

كانت هناك طاولة محجوزة باسمى انا وصديق لى فى منتصف المسافة ما بين اول الشارع وخشبة المسرح

وصعد العروسان الخشبة وبدأت وقائع الصخب او ما يسمونه فنا

كان هناك بوفيه _ مغلق_ على جانبى الشارع لاعداد مستلزمات _ القعدة _

لم اهتم للامر فى البداية

لكنه بعد لحظات مر علينا احدهم ويحمل على يديه صينيه والقى امامنا اشياءا

سالت صاحبى ما هذا

اخبرنى ولكن بعدما اقترب من اذنى وكانه يريد ان يشى الى بسر خطير

دا

لزززززوم القعدة

قعدة ايه يا عم هو انا دخلت مكان غلط ولا ايه ؟!!

وناديت على احد الاطفال القريبين منا واخبرته بان ياخذ هذه الاشياء

هدية منى له

فاقبل ومعه مجموعة من اصحابة ولملموا هذه الاشياء فى فرح ولم يبقوا منها شيئا

وقضينا فترة من الصمت قطعها هذا الصوت الذى اقترب منا صاحبه

ومال على صاحبى وسأله

تشرب بانجو ؟!!

فاجابه صاحبى على الفور: لا

وسالنى صاحبى مازحا ؟

تشرب بانجو ؟

فاجبته ولكن بنبره فيها نوع من العصبية : انت مجنون اكيد

ثم تركنا الشاب ونظرت الى صاحبى ونظر الى وعلى شفاهنا ارتسمت ابتسامة باهتة

ممزوجة بالمرار مما بحدث وما آل اليه حالنا

وبعد لحظات راينا الروائح وخيوط الدخال ترتفع من كل شبر فى الشارع

وكل طاولة عليها مجموعة من الشباب وفى يديهم شيئا يهرسونه باصبعهم ثم يضعونه فى ورقة ويلفونه كالسيجارة

لم ار هذا المشهد من قبل ولم اكن اعرف اصلا ان هذا هو البانجو وهذه هى طريقة شربه

سالت صاحبى قال انه هكذا يشرب كالسيجار

فسالته فى شيء من الذهول

وهكذا فى الشااااااارع وعينى عينك

قال

انهم يعتبرنها نوع من المباهاة والفشخرة

قلت حسبى الله ونعم الوكيل فى هذه العقول الفاسدة والازواق العفنة

مفاخرة بالمعاصى والذنوب

وبعد لحظات ليست بالقليلة

تجمع نفر من الشباب التيك اواااى

من جيل البنطلون الساقط والسلسلة والقميص المفتوح حتى اسفل السرة

جيل قد حصر كل معالم الرجول فى هذا الكم الكثيف من الشعر الذى يقفذ من فتحات القميص

والذى اخذ يبالغ فى اظهاره وكانه يتباهى بشعر صدره

وبدا يغنون ويرقصوووون ويتمايلون فى تكسر وميوعة

رايت العجب

بل انا مارايته يعجب منه العجب

شباب يتمايل فى حركات ساقطة تعجز ان تؤديها امهر الساقطات فى احد النوادى الليلية

ولكنه متمرس على ذلك وله فى هذا المشوار الباع الطويل

تاملت وجهه فلم ار فيه شيئا ممايدل على رجولته غير هذا الخط الرفيع تحت انفه والذى جار عليه بماكينة الحلاقة فلم يبق منه الا اثر يذكرنا بان المذكور كان رجلا فى يوم من الايام وهذه الحواجب التى مر عليها بملقط واخذ منها اكتر مما ترك

ثم انتابتنى نوبة من الخجل مما ارى ونوع من الحسرة على رجولتنا الضائعة وعلى شبابنا الذى ضاعت هويته وغابت عن ذهنه ملامح الرجولة و فاخذ يتخبط فى الطرقات وياتى بافعال ظنا منه_ لانطماس فى بصيرته وانتكاس فى فطرته_ انها قمة فى الرجولة وقمة فى التحضر

ثم اقتربت من صديقى وسالته لو ان لك مليون جنيه تحب ان تكون مكانه

قال والله لو ملايين الدنيا ما احب ان اكون مكانه دا انسان خـ.............

وانتظرنا فترة ليست بالكثيرة حتى طفح الكيل وكثرت خيوط دخان البانجو المتصاعدة من كل مكان حتى دارت الرؤوس وعلت فرقعة الكؤوس فتسمع فرقعة هنا تقطعها فرقعة هناك وضحكة هنا تتبعها ضحكة هناك
وانا هنا جالس اتقطع حسرات

كان من ضمن قائمة الحضور مجموعة من النساء والفتيات

وكانهن قد استشعرن الخطر وانهن مقبلات على كارثة اخلاقية خاصة بعدما راين الرؤوس فد دارت والاصوات قد علت تهزى بكلام غريب والعيون قد لمعت فيها كل كومن الشر فتسللت الواحدة منهن تلو الاخرى وهمت بالانصراف

اخبرت صاحبى

اعتقد انه ان الاوان يا صاحبى لننصرف

فعيون هؤلاء المخمورين تراقبنا

وتحت هذا الغطاء الكثيف من الدخان وهذه العقول المغيبة

ما اعتقد انهم سيميزون ما بين رجل وامراة

وانا لا احب ان يستفجحل الامر اكثر من ذلك

فانطلق صاحبى فى الضحك ولم يقطعه الا صوت ابو العريس

اقترب منا ومددنا له ايادينا بالتهنئة

ثم استاذنا بالانصراف

وطوال الطريق لم ننقطع عن الضحك

ولا ادرى لماذا

ربما نكون قد اصابتنا لعنة البانجو فدارت رؤوسنا وصار لنا مثل ما صار لهم

لا ادرى




مهندس سامى نور الدين


الرابعة فجر الاربعاء
14/12/2011