عرض مشاركة واحدة
قديم 01-15-2014, 09:07 PM
المشاركة 5
نزهة الفلاح
باحثة في قضايا الأسرة والمجتمع
  • غير موجود
افتراضي
في الحب يقولون...

الحب يدخل دون استئذان ولا يد للبشر فيه..

والحقيقة تقول: أن الحب هبة من الله لعباده وأروع طاقة تدفعهم للإنجاز والعمل وتحقيق الهدف من خلقه لعباده سبحانه..

حين يميل رجل لامرأة أو العكس لارتياح أو إعجاب أو انبهار فهذا ليس حبا إنما هو توافق ناتج عن أفكار وقناعات..

فإن وجد هذا التوافق أفرز هرمون الدوبامين مما يجعل القلب ينتشي والإنسان يفرح ومن ثم يقرر الاهتمام بالطرف المعني، فيبدأ التركيز ويضعه في إطار داخله يزينه بكل ما يحب هو في المحبوب ويرسم بريشته ما يتمنى، ويتخيل ما يروق له حتى أنه ينزه الطرف الآخر عن كل نقيصة ويرفعه داخله عن كل خطيئة..

وكل هذا تعلق وليس حب.. تديره الهرمونات كتقديم طبيعي لتطلعات أخرى فبعدما كان المعجب يقنع برؤية الطرف الآخر مرة في الأسبوع مثلا، فإنه يشتاق لأن يراه أكثر، وهكذا تتحرك الحاجة الفطرية داخل الإنسان لتطلب المزيد والمزيد ويسمح لنفسه طوعا بالانسياق وراء مشاعره مقنعا نفسه أنه من حقه أن يحِب وأن يحَب وأنه قد مل وضاق ذرعا بالصحراء القاحلة التي تحيط به وتحرمه حقه الطبيعي في الحب..

فيهوي بنفسه في تعلق بغير كلمة الله، وحين ترتفع الحاجة يبدأ التمرد لأن هناك تطلعات لا تناسبها إلا كلمة الله ولا يمكن لأي إنسان عاقل كيس يتقي الله أن يفعلها إلا في كلمة الله وحلاله...

والتمرد يجر مقاومة والمقاومة تجر رفض للوضع الحال والرفض يجر المعاناة والحزن..

ومن ثم فالحب قرار عقلي وقلبي والإنسان مسؤول عنه تمام المسؤولية أمام الله وأمام نفسه وأمام الطرف الآخر وأمام الناس..

أسعدكم الرحمن ..

بقلم: نزهة الفلاح